محمد الكنودي
الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 18:41
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الحركات "الاسلامية " موجودة على طول التاريخ الاسلامي بأشكال مختلفة : دعوية،صوفية وسياسية.لكنها لم تعرف ذلك التطور السريع الا في غضون القرن العشرين،بسبب تطور آليات التواصل والاجتماع البشري.
وكما أن اليسار في كثير من بلدان العالم،في العقد الاخير من القرن الماضي،قد عرف رجة كبيرة،لاسباب كثيرة يضيق هنا مجال تعدادها،وانساق جزء كبير منه الى تسيير دواليب السياسات الحكومية دون تطبيق حقيقي وفعلي لمبادئ المذهب الاجتماعي،فان حركات الاسلام السياسي،اليوم،تمر بمنعطف هو الاهم منذ تاريخ تكوينها.
فهذه الحركات تمسك ، عبر ربوع شمال افريقيا والمشرق العربي،تمسك بزمام السلطة التشريعية،لانها تمثل القوة الاولى في المجاس النيابية.وهي مكون رئيس في كل الحكومات بجسم مهم من أعضائها،بل انها ترأس كل الحكومات،وترأس بعض البلدان(مصر مثلا).
لقد كانت البداية،بداية المنعطف منذ أن قررت حركة حماس الدخول الى مؤسسات السلطة الفلسطينية والمشاركة في الحكم منذ حوالي ست سنوات،وكلنا يتذكر كيف أظهرت تعطشا كبيرا لممارسة السلطة.
إننا اليوم نشهد بداية الافلاس الفعلي لمشروع " الاسلام السياسي " كما بشر به أصحابه منذ عقود،هذا المشروع الذي انزاح وينزاح كل يوم ، عن مبادئ الدين الحنيف بما هو مرتكز على العدالة في كل ابعادها،وعلى الحرية بكل تفرعاتها.
"الاخوان" يتواجدون في كل دواليب السلط من المحيط الى الخليج،لكننا نلاحظ نكوصا كبيرا في الحقوق والواجبات واستصدارا لها،نلاحظ مزيدا من تكريس التبعية الاقتصادية والاجتماعية والتكنلوجية للغرب الرأسمالي،نلاحظ التضييق على الممارسات السياسية المعارضة التي تقودها حركات او أحزاب سياسية،ونلاحظ تقييد الصحافة والاعلام.
لهذا الحديث شجون كثيرة،لكن بالنهاية ماذا تنتظر من جماعات لا ولاءات وطنية لها.
في 24 نونبر 2012
#محمد_الكنودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟