|
.....وسرقت الثورة المصرية ضد مرسي
عبد الصمد السويلم
الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 16:45
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لايمكن القبول بفكرة وجود اي ثورة او اصلاح مع القبول بالاخر المغاير الذي يعد بقائه قائما على ازالة غيره لذا لا ثورة دون عنف ثوري والعنف الثوري امر حتمي عند وصول الصدام في الصراع من اجل البقاء ذروته ولا يعني ان العنف الثوري وان كان دمويا في اغلب حالاته ان العنف سيكون من اجل العنف اي من اجل ان يكون اكثر دموية لكن الصراع قد يقتضي ذلك. لقد كانت ظاهرة اللاعنف كذبة كبيرة لانها شملت احداث عنف وتحريض على العنف وايمان به حتى من قبل المهاتما غاندي نفسه الذي قال(ما يسلب بالعنف لا يحتفظ به إلا بالعنف ) وقال ايضا (من الأفضل أن أكون عنيفا إذا كان هنالك عنف في قلوبنا من أن ارتدي رداء اللاعنف لتغطية العجز )لذا يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر والحق انه لولا ان بريطانيا كانت قد غربت عنها الشمس وصعد نجم امريكا بعد الحرب لما حصلت الهند على الاستقلال. ويحدثنا التاريخ ايضا انه في يونيو ( حزيران) 1959 عندما وصل تشى جيفارا إلى القاهرة في زيارة لمدة خمسة عشر يوما لدراسة تجربة الإصلاح الزراعى في مصر .وكانت هذه هى أول مرة يلتقى فيها عبد الناصر وتشى جيفارا.في هذا اللقاء الأول، روى تشى لعبد الناصر إنه عندما كان كاسترو يجابه المصاعب والنكسات-وهو يقود حرب العصابات في قمم التلال الكوبية في سنة 1956 -- كان يستمد كثيرا من الشجاعة من الطريقة التى صمدت بها مصر للعدوان الثلاثي البريطاني- الفرنسى- الإسرائيلى . وقال إن عبد الناصر كان مصدر قوة روحية وأدبية لرجاله.على أنه عندما بدأ الرجلان يتطرقان إلى موضوع الإصلاح الزراعى، بدا الاختلاف بينهما واضحا على الفور . إذ كان أول سؤال وجهه تشى جيفارا هو:" كم من اللاجئين المصريين أجبروا على مغادرة البلاد؟ "وعندما رد عليه عبد الناصر بأن عددهم لم يكن كبيرا وأنهم كانوا في معظمهم من " المصريين البيض " أى من فثة أصحاب الجنسيات الأجنبية الذين تمصروا بحكم إقامتهم في مصر، لم يسعد هذا الجواب جيفارا، فقال معلقا:" هذا يعنى أنه لم يحدث شيء كثير فى ثورتكم . إننى أقيس عمق التحول الاجتماعى بعدد الأشخاص الذين يمسهم ويؤثر فيهم بحيث يبدأون في الإحساس بأنهم لم يعد لهم مكان في المجتمع الجديد. لقد كان جيفارا محقا وذلك لان تصفية امتيازات طبقة معينة دون تصفية أفراد تلك الطبقة ليس كافيا بل ان الرقيب المصري الذي حذف هجوم راؤول كاسترو في خطابه ضد الامريكان في مصر في احتفالات ذكرى الثورة المصرية عام1960 ارضاءا للسفير الامريكي في القاهرة انذاك رغم ان عبد الناصر التفت إلى كاسترو قائلا : " هكذا يعاني الثوريون من البيروقراطيين " . لذا يصح لنا ان نقول ان الثوار لايجاملون اي احد على حساب الثورة. والذي يحدث الان في مصر هو سرقة للثورة حيث ارسلت البوراج الامريكية مقابل الساحل المصري وكان الموقف الامريكي من سقوط مرسي موقف المتحفظ وظهرت الدعوات لاطلاق سراح مرسي والتلميحات بقطع المساعدات العسكرية والدعوى لعدم قمع ومطاردة الاخوان رغم ممارستهم الارهاب ضد الجيش وضد اغلبية الشعب المصري المعارض للاخوان والدعوة الامريكية الى المصالحة الوطنية مع ارهاب الاخوان وعدم ابعادهم من المشهد السياسي فضلا عن الاعلام الاخواني المهدد بالحرب الاهلية وبتجزئة مصر واقامة دولة اسلامية في سيناء كما اقامت القاعدة الدولة الاسلامية في شمال سوريا لاجل تجزئة مصر كما يجري الان تجزئة سوريا والان وبعد زيارة بيل بيرنز، نائب وزير الخارجية، إلى مصر ما بين 14 و16 من يوليو/ تموز الجاري، للاجتماع بعدد من المسؤولين بالحكومة الانتقالية على اثر دعوة الخارجية الأمريكية السلطات المصرية إلى إطلاق سراح الرئيس المعزول، محمد مرسي، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان إزاحته عن السلطة، معتبرة أن توقيفه - إلى جانب قيادات في جماعة الإخوان المسلمين - يأتي بدوافع سياسية.حيث قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، إنه يجب الإفراج عن مرسي الذي قالت السلطات المصرية مؤخرا إنه - في مكان آمن - بعدما غاب عن المشهد من الإعلان عن تسليم السلطة للرئيس المؤقت، عدلي منصور.واعتبرت بساكي أن اعتقال مرسي وعدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين أمر يجري "بدوافع سياسية"، وحضت القوات المسلحة المصرية على إخلاء سبيلهم. وبالفعل أفرجت السلطات المصرية، مساء الثلاثاء16 من يوليو/ تموز الجاري ، عن باكينام الشرقاوي، مستشارة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، إلى جانب اثنين آخرين، بحسب ما نقله موقع بوابة الأهرام عن قيادي بجماعة الإخوان المسلمين. تراجعت دعوة الاخوان الى العنف والارهاب اعلاميا بل جرى اتهام امن الدولة وبلطكية نظام مبارك بذلك حيث قال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن هناك مخططًا إرهابيا يقوده رجال أمن الدولة الذين عادوا لمواقعهم الوظيفية للانتقام من الشعب الذي أطاح بهم، وذلك في بيان صادر عن حزبه كما اكد أنه من المهم الآن هو استعادة الدولة من الجنرالات ووقف الإنقلاب العسكري وإن قادة الإخوان في السجون سيخرجون كما خرجوا في يناير/كانون الثاني الماضي. كل هذه الاحداث تؤكد ما يلي:. 1- تمت سرقة الثورة المصرية من قبل قيادة الجيش المصري من جديد حيث في الثورة ضد مبارك لم تتم ازالة النظام واقطابهم بالكامل والان لم يتم القضاء النهائي على قيادةةالاخوان. 2- ان امريكا لم تتخلى عن حليفها الاخوان وبحسب الخبير الأمريكي المعارض لسياسات أمريكا "ويبستر ترابلي" فان أول ما فعله مرسي حين وصل للحكم قام بقبول قرض من صندوق النقد الدولي ومن المعلوم أن هذه القروض تستنزف الدولة وتؤدي للعبودية للقوى العالمية .. قرض مرسي من البنك الدولي كان بشروط منها مضاعفة سعر البنزين ورفع الدعم وهو ما أجج الغضب الشعبي ضده وهو سبب سقوطه.لانها تريد حربا طائفية في المنطقة ضد محور المقاومة وبالتالي خرج الاخوان من الباب وسيدخلون من الشباك قريبا تحت مسمى المصالحة الوطنية كما خرج البعث في العراق من الباب ودخل من شباك القائمة العراقية تحت مسمى المصالحة الوطنية. 3- ان اخطاء شباب الثورة في عدم الوصول الى النضج السياسي والتنظيمي تدفعهم الى الهزيمة لذا لابد من ميليشا ثورية منظمة بشكل متطور ذات برنامج سياسي واضح لحماية الثورة ولا بد من ثورة داخل الجيش المصري للقضاء على قيادته الموالية والخاضعة للامريكان تحت بند المساعدات العسكرية ولابد من ضرب المصالح الامريكية والاسرائيلية في مصر ان اردنا للثورة فعلا ان تنتصر. والا فان الحماس الثوري سيضعف وربما لن نجد ثورة ثالثة اخرى ضد حكم ما بعد مرسي في مصرنا الحبيبية.
#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعترافات أوباما أمام الكونجرس الأمريكى بخصوص الأحداث المصريه
-
بين الجيش المصري الحر واليانكي الارعن يبقى ارعن الله حي والل
...
-
رمضان الارهاب الطائفي في المنطقة
-
انهيار تحالف محور الشر
-
التزوير في كلمة الجنرال كيسي حول احداث سامراء
-
لا تحرمه من الحب و لا تنكر عليه الحب
-
السياسي المهرج
-
ثورة مصر العبور وثورة عراق القبور
-
قصيدة طز
-
في مصر من يغير من
-
ميرسي مرسي حيطير الكرسي
-
Revolver تميم قطر ورعاة البقر النخب التي صنعت مسخ الخطر
-
دوافع اتهام أمريكا لإيران بتفجير المرقدين
-
الصراع الطائفي في العراق الاسباب والحلول
-
مرضعة القرضاوي والانقلاب على الزوج في قطر
-
ما بعد القنيطرة روحاني والمنطقة
-
من القصير الى التحرير وماذا بعد؟
-
لغة التصعيد الطائفي وحتمية الحرب القادمة في المنطقة
-
ما معنى ان تكون حرا ايها العراقي
-
العراق او الموت
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|