|
البنت ؟؟..شخص غير مرغوب به !!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 13:02
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
البنت ؟ شخص غير مرغوب به .. ! كان علي اجراء فحص طبي في المستشفى ، لذا حضرت الى غرفة العمليات التي سيجري فيها فحصي الطبي ، وانتظرت .... جلست مجموعة من النساء في بهو الانتظار لغرفة العمليات في المستشفى ، منهن الكبيرات في السن ، واخريات صبايا ، يرافقهن رجل كبير وطفلان . لم يتوقفن عن الثرثرة والكلام ، تارة بصوت خفيض ومرات بصوت يعلو بصخب ، يتخلل حديثهن ضحكات عالية . وعلامات الترقب بادية على وجوههن . الصغيران ، وعلى عادة الصغار ،لا يستقران في مكان واحد ، تتبعهم احدى الامهات الصغيرات وتحضرهم لئلا يتوهوا في المبنى الضخم . - الا تريد ان ترى حمودة ؟؟ قالتها الجدة للصغير الذي تعسرت ولادة أمه ، فأدخلوها لاجراء ولادة قيصرية . فهمت من الحديث بأن الام الحامل تنتظر مولودها الذكر ، والذي يود اخوه البكر ، أن يطلق عليه اسم حمودة ، وهو اسم تدليع لمحمد !! طال الانتظار وبعد ما يزيد على الساعة خرجت ممرضة تجر عربة رضع ، وفي داخلها الوليد المنتظر. هرعت النسوة وتحلقن حول العربة ينظرن الى المولود ويتفحصنه بعيون خبيرة ، متحدثات عن جماله اللافت للنظر .. وهنا تدخلت الممرضة قائلة بأن المولودة هي بنت !! - ماذا ؟؟ غير معقول !! رفضت احداهن تصديق الخبر ، كيف بنت ؟؟ اجرينا تصويرا للجنين وقالوا لنا بأنه ولد !! لم نكتف بتصوير واحد ، بل قمنا بالتصوير مرتين ! بينما توجهت احدى كبيرات السن الى واحدة من الشابات وطلبت منها أن تقرأ التقرير المرفق لكي تتأكد من نوع المولود !! هدأت العاصفة الشعورية قليلا ، بعد أن غادرت الممرضة بعربتها الى غرفة المواليد ، وعادت النساء للجلوس والحديث ، وبدأت التحليلات . وقالت كبراهن : "عند الطلقة بتتغير الخلقة " !! والمقصود هنا بالطلقة ، هو طلق الحامل ! واستمرت بالقول بأن هذه ارادة الله . وقامت كل واحدة بالادلاء بدلوها في الموضوع . - انا قلت للام بأنها لن تلد ولدا ذكرا !! لقد راودني احساس بأنها ستلد بنت !! قالت احدى الشابات . وللحقيقة فقد استشعرت في حديثها نوعا من التشفي والفرحة !! دار حديث طويل حول الملابس التي اشتروها لولد ذكر ، وهل ستلائم البنت ؟؟ فالوان ملابس الذكور الرضع تختلف عن الوان ملابس البنات (الازرق للذكور والزهري للاناث ) !! وبين بين ، رنت الهواتف الخليوية ، وتم تبليغ الاقارب غير الحاضرين ، بما فيهم الوالد السعيد ، الذي لم يستطع التغيب عن العمل !! وبعد أن ابلغته امه "بأن الخلقة تغيرت " ، وحمدت الله على سلامة الوالدة والمولودة ، واغلقت الهاتف . اشرأبت اليها اعناق الجالسات ، يستطلعن عن موقف الاب . - الحمد لله ، هو سعيد ، والمهم سلامة الوالدة والمولودة . قالتها كمن ينقل تعزية في مصاب اليم !! طال الحديث وتشعب ، ووصل الى اختيار الاسم للمولودة . قالت الجدة : يجب اختيار اسم جميل للبنت !! بينما للذكر لا يهم الاسم اذا كان جميلا ، او حتى اذا كان هو نفسه (اي الولد ) حلو أو شنع !! فهو ولد . أما البنت فيجب ان تكون جميلة واسمها جميل كذلك !! لكي تجد من ينظر اليها مستقبلا !!(يعني بهدف الزواج ). ومع هذا التعليق لم اتمالك نفسي ووجهت خطابي للجدة : " من الافضل ان تتمني لها عقلا كبيرا وأن تصبح طبيبة كالتي اجرت العملية ، بدلا من التفكير في عريس منذ اللحظة الاولى من حياتها"!! طبعا لم يتوقف الحديث الذي دار حول عدة امور تخص مكانة الفرد في المجتمع ، والذي يتقرر منذ اللحظة الاولى . اولا : البنات افضل من الذكور فهن حنونات ، يعتنين بالاهل حتى بعد زواجهن ، لكن... "هم البنات للممات " !! ثانيا : البنات يساعدن في اعمال البيت ، لكن هن اللواتي يتحملن المسؤولية عن "شرف العائلة " !! ثالثا : البنت مهما "تعلمت " ففي النهاية ستذهب لبيت زوجها (للاعمال المنزلية ) ، لذا يجب تهيئتها منذ الطفولة لهذه المهمة . رابعا : البنت محاصرة ببنية اجتماعية ، وتسيرها مجموعة من " النظم والقوانين " والعادات التي لا يمكن اختراقها . خامسا : لوكان الخيار بيد الاهل أو تحديدا الامهات لما انجبن اناثا !! ولطالما تساءلت بيني وبين نفسي "وقلت هذا بصوت عال لبرلمان النساء الذي انعقد في بهو المستشفى " ، ما سبب عداء النساء للاناث ؟؟ النساء هن اللواتي يقمن على مراقبة تطبيق القوانين الاجتماعية الصارمة بحق الانثى ، يربين ويعلمن البنات على محدودية الطموح !! ربما يكون شعور العداء نابعا من شفقة الام على وليدتها الانثى ، لأنها لا تريد لها حياة كحياتها !! فالافضل ان لا تأتي الى هذه الحياة !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهيد حتف انفه ..!!
-
الاسود لا يليق بها (اسرائيل )...؟
-
نوسطالجيا الافراد ونوسطالجيا الامم ...!!
-
شيخ محمود يتسبب بقذف الذات الالهية قصة قصيرة
-
النهلستية والاسباب المجهولة للثورة !!
-
هل حقا احلاهما مر يا استاذ جواد
-
ولي النعمة ..والايديولوجيا !!!
-
تداعيات على -وصفة - المفكر العفيف الاخضر للموت الرحيم - بين
...
-
تأثير خفقان جناحي الفراشة
-
نعي فاضلتين !!
-
الاعضاء الحنسية بين التقديس والتدنيس -أو سقوط ثقافة الجنس ال
...
-
الطين والابداع !!
-
الضوء في نهاية النفق
-
الشيعيون والشيوعيون
-
العلمانيون -يحضرون الارواح-
-
شك العاقل ويقين الجاهل .
-
عقلية الاقصاء (المنتاليتي )...
-
قطتنا وشرف العائلة !!!
-
الاقتصاد السلوكي
-
الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا
المزيد.....
-
كيف تباين موقف ترامب وهاريس من الإجهاض والرعاية الصحية؟
-
النساء في ريف مصر.. عمل بدون أجر مقابل “اللقمة”
-
ماذا لو شدّ شخص ما غطاء رأسك؟ هكذا تدرب امرأة في دبي النساء
...
-
حقق حلمك بالزواج.. قرض الزواج من بنك التنمية بتمويل يصل إلى
...
-
-ملكة جمال السباحة- تتلقى عرضا مثيرا من شركة دمى جنسية (صور)
...
-
ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر
...
-
حياتك هتتغير للأفضل.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة ف
...
-
عبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل.. طريقة التسجيل في منحة الم
...
-
بعد مزاعم عن وقوع جريمة اغتصاب.. طلاب يتظاهرون في باكستان و
...
-
لماذا تلجأ المصريات للخلع؟
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|