أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - تعليقات على العروة الوثقى ...العبادات النيابية و عدالة الله















المزيد.....

تعليقات على العروة الوثقى ...العبادات النيابية و عدالة الله


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 18:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عنوان المقال مقتبس مما تألف عليه فقهاء الشيعة من ابراز مقدرتهم الاجتهادية و ابداء وجهات نظرهم المختلفة مع بقية الفقهاء و تدوينها بشكل تعليقات على متن الرسالة العملية للسيد كاظم اليزدي المسماة بالعروة الوثقى ، و هذا العنوان ستدخل تحته مجموعة من المواضيع المختارة ذات الطابع النقدي للتشريع الاسلامي كنت قد دونتها في سالف الايام عندما كنت ادرس الفقه في حوزة قم ، و قد حان الوقت لنشرها ، علها تساهم في ترسيخ الوعي لواقع الدين في حياة الناس لئلا يقعوا فرائس لتجار الدين .
الموضوع الاول يتناول مسألة العبادات الاستأجارية او النيابية ، وهذه المسألة بالذات تدر ارباحا لا يستهان بها للفقهاء ، و لا اقصد طلبة العلوم الدينية ممن يعتاشون على هذه العبادات ، وما اقصده جباة الاموال و الوكلاء المعتمدون لدى المراجع الدينية عندما يجولون البلدان بحثا عن صيد سمين ، و تمثل مراسيم اداء فريضة الحج و العمرة لهؤلاء موسم الحصاد ينتظرونه طوال العام ليجنوا من خلاله ما يكفيهم من الارباح الى حين حلول موسم الحج القادم و من دون بذل اي جهد يذكر سوى تذكير الزبائن البسطاء بخطورة ما يقترفوه تجاه الاباء اذا لم يؤدوا عنهم ما فاتهم من الصلوات و الصيام و الحج ، وبأمكانهم انقاذ هؤلاء الاموات من عذاب جهنم ان هم بذلوا مقدارا من الاموال للنيابة عنهم في اداء الفرائض . و بالطبع سيكون الدفع بالريال السعودي .
و عند العودة الى الديار ستوزع هذه العبادات على البؤساء من طلبة الحوزة بالدينار العرقي او بالتومان الايراني و بثمن بخس دراهم معدودة ، و القسم الاعظم سيصب في حساب هؤلاء الجباة حلالا طيبا.
و اخيرا ابتدعوا طريقة عصرية تعتمد التكنولوجيا الحديثة بالاستفادة من شبكة الانترنيت ، حيث يضعوا رقم الحساب البنكي و تعرفة العبادات بالدولار الامريكي ، و للتسهيل على الزبائن وضعوا خيار الدفع ببطاقة الائتمان "Credit Card" ، و ما عليك الا ان تدفع رسوم العبادة من الصوم او الصلاة بالفيزا كارت ، و ستبرأ ذمة الميت ان شاء الله تعالى .
و اليك نموذج من هذه الطريقة :
موقع الشيخ محمد تقي الذاكري
اجرة الصلاة و الصيام للعام الواحد600-$- مع صلاة الايات
اجرة الصوم لشهر واحد 250-$-
اجرة الصلاة (من دون صيام )350-$-
لتأجير شخص مطمئن يمكنكم دفع المبلغ عبر الكريدت كارد ( اضغط على مفتاح المساهمات المادية )
كما يمكنكم ارسال شيك بالمبلغ ( بعد التنسيق معنا )على العنوان التالي
" العنوان في الولايات المتحدة الامريكية "
للوقوف على هذا الاعلان يراجع الرابط التالي :
http://www.alzakery.com/index.php?option=com_content&view=article&id=30&Itemid=95

لكن السؤال ان هذه العبادات الاستئجارية هل لها اصل في التشريع الاسلامي او لا ؟
فلنرجع الى الادلة الشرعية و نتحرى الجواب عن السؤال المتقدم .
يبدو ان مسألة الاستئجار في العبادات لم تكن مطروحة اصلا في كتب الفقهاء قديما ، ولم تكن متداولة عندهم كما هو الحال اليوم ، و انما هي من ابداعات الفقهاء المتاخرين . صرح بذلك صاحب الذخيرة ـ و هو من اعلام فقهاء الامامية ـ كما نقل عنه السيد الحكيم في مستدرك العروة الوثقى (1):
قال في الذخيرة :" لم اجد تصريحا به في كلام القدماء ، و لم يكن ذلك (اي الاستئجار في العبادات ) مشهورا بينهم قولا و لا فعلا ، و انما اشتهر بين المتأخرين ".
و لذا عبر عنه السيد الحكيم بأنه " مشهور بين المتأخرين "
و هذه الشهرة المتأخرة لا اعتبار لها كما هو المحقق في اصول الفقه ، و العبرة في شهرته عند القدماء و هي غير متحققة .
فهل معنى هذا ان المسألة لا دليل عليها في اصل التشريع و لذا لم يتطرق اليها القدماء من الفقهاء ، او ان الدليل موجود لكنه غاب عن القدماء و اكتشفه المتأخرون ؟
احتمالان ...
هنالك مجموعة من الروايات عن ائمة اهل البيت تتعرض لهذه المسألة صنفها الحر العاملي تحت عنوان "باب استحباب التطوع بالصلاة و الصوم و الحج و جميع العبادات عن الميت ، و وجوب قضاء الولي ما فاته من الصلاة لعذر" ، من ابواب قضاء الصلوات ، في كتابه " وسائل الشيعة ، اعتبرها الفقهاء المتأخرون ادلة على صحة الاستيجار في العبادات ، سأناقش اول رواية في المجموعة و اترك البقية الباقية لانها لا تخلو من الاشكالات السندية مما يجعلها ساقطة من الاعتبار .
الراوي لهذه الرواية محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب الكافي يرويها عن" عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن الحكم بن مسكين عن محمد بن مروان قال : قال ابو عبد الله (ع): ما يمنع الرجل منكم ان يبر والديه حيين و ميتين ، يصلي عنهما و يحج عنهما ويصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما و له مثل ذلك فيزيده الله عز وجل ببره وصلته خيرا كثيرا ".
الرواية تبتدء" بعدة من اصحابنا " و عدة الكليني كما يسمونها في كتب الرجال و التراجم هي مجموعة من الرواة ينقل عنها الكليني يتصدرها علي بن ابراهيم صاحب تفسير القمي و هو احد اعلام خط الغلو في المذهب الشيعي و تفسيره شاهد على ذلك ، فالرواية من حيث السند ظاهرة البطلان .
اما من حيث الدلالة و المفهوم فانها مخالفة للقواعد الفقهية المتسالم عليها وهي الصلاة و الصوم و الحج عن الوالدين حيين و ميتين ، ولم يقل احد من الفقهاء بأداء العبادات عن الاحياء .
و لعل اعراض قدامى الفقهاء عن هذه الادلة لعدم تماميتها و صلاحيتها كأدلة على الاستيجار في العبادات .
و منهم من صرح بعدم وجود النص ، او ان النص وارد في الحج و لا يصح تعديته الى باقي العبادات ، كما نقلت اقوالهم المدونات الفقهية ، و لا داعي للاطالة ...
دع عنك كل ذلك و لنفترض ان الادلة قائمة على صحة العبادات النيابية ، لكنها تخالف المنطق السليم ، فلو فرضنا ان شخصا غنيا لم يسجد لربه قط ، و شخصا اخر بائس افنى عمره في عبادة الله توفي في مرض موته و فاتته بعض الصلوات لذلك ، هل معنى ذلك ان يدخل الاول الجنة اذا وجد من ينوب عنه في العبادات من ماله ، و يدخل ذلك البائس المسكين النار لعدم وجود من ينوب عنه . اين عدالة الله
و دع عنك هذا و ذاك ، فالواقع يثبت من دون ادنى شك ان العبادات الاستيجارية تثير جشع جباة الاموال من وكلاء المراجع الدينية مما يسئ الى الدين كله ، اليس هذا كاف للردع عن ابتزاز اموال الناس و الاسقواء بها على الضعفاء .
المصادر:
(1) محسن الحكيم ، مستمسك العروة الوثقى ، ط 1404 هجري ،ج7 ص105
(2)الحر العاملي ، و سائل الشيعة ،كتاب الصلاة ، ابواب قضاء الصلوات ، الحديث 10647



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج التكفيري عند سيد قطب
- المشروع الاسلامي في مصر ... فشل للنظرية و التطبيق معا


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - تعليقات على العروة الوثقى ...العبادات النيابية و عدالة الله