المبدع موفق محمد متألقاً في سويسرا

أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 10:21
المحور: الادب والفن
    

تلبية لدعوة المركز الثقافي العربي السويسري شارك مبدع الحلة وشاعرها الكبير موفق محمد في مهرجان المتنبي الشعري العالمي الخامس الذي أقيم في زيورخ للفترة 22 - 25 نيسان 2005، وقد ساهم في المهرجان على المدى الأيام الثلاثة (40) مبدعاً من مختلف بقاع العالم.
حمل شاعر الضيم الى سويسرا بين جوانحه هموم الإنسان العراقي، ومواجع الوطن النازف، ومرارات الزمن الاستثنائي، و(شمس الحلة)، يبتغي عرض لقطات من مشاهد معترك العصر بين السنبلة والجدب، بين (أولاد الخايبة) المتشوقين لنسائم ولادة الديمقراطية والجلادين بقايا الاستبداد المتهالك ومناصريهم من شذاذ الافاق، ذهب وهو يبشر كل من يلقاه بأن (أول الحب قمر)، ومتاعه (مخدتنه عصافير) وبقية وريقات مفعمة بروائح مساجد الحلة ومراقد علماءها وشيوخها، و(جسرها القديم الآسيان)، وعبق شط الحلة، وشذى معابد بابل وجنائنها المعلقة، وريقات مخطوطة بيد (عبديئيل) على ضوء اللالة في (الليلة الأخيرة)، و(ما بعد الليلة الأخيرة)، حافلة بأحلام الناس وأصوات أنين الثكالى، وحوارات المتعبين، يريد أن يري العالم ثمة دكاكين وسماسرة تتاجر بلحم الإنسان خليفة الله على الأرض، وهي تعرض ما تيسر لها من (فتاوى للإيجار)، ومشيراً الى يوم الاثنين الدامي الذي هبط فيه الفجر على (خبزة الله) موشحاً بالسواد، والى حقول خضبتها دماء الضحايا في بلاد ما بين النهرين الطيبة، مزروعة بـ(رؤوس للإيجار)، ويقص عليهم حكايات من ملحمة الصبر، والحزن والألم والامل، شواهدها حقيقة المأساة التي لازالت فصولها لم تنتهِ بعد.
وصدح صوت الشاعر الكبير موفق محمد بالتراجيديا العراقية في العاصمة السويسرية بيرن، في نهاية أمسية اليوم الثالث الاثنين 25 نيسان 2005، تصاحبه موسيقى العازف سيد شفيق من مصر، ليقدم مجموعة من قصائده التي تفاعل معها الجمهور كثيراً مما حدا بالناقدة السويسرية انجلا شادر المحرر الثقافي لكبرى الصحف السويسرية ( نوي زيورخ تسايتونغ ) الى القول في مقالها عن المهرجان انه كان علامة فارقة في المهرجان، وان المنظمين أحسنوا عندما وضعوه في نهاية الأمسية لتأتي بعده فرقة كونتراتريو لتعزف فصل الجحيم من الكوميديا الإلهية لدانتي، فقد قدم موفق محمد جحيماً جديداً.
وعلى أثر تألقه حظي المبدع موفق محمد بإقامة احتفالية تكريمية له بعد انتهاء المهرجان في مدينة زيورخ، يوم 30 / 4 / 2005، في قاعة المركز ( غاليري الأرض )، تضمنت تقديمه لقراءات شعرية، ومداخلة نقدية عن تجربته الإبداعية والحياتية، قدمها الشاعر الحلّي علي الشلاه مدير المركز الثقافي العربي السويسري الذي يمثل مؤسسة ثقافية عربية تسعى الى خدمة الثقافة العربية والتعريف بها لدى أبناء الثقافات الأخرى.
كما هي عادة (اسطة الشعر) في التألق دوماً بحسب تعبير د. عاصم عبد الأمير، فأن موفق محمد كان في العاصمة السويسرية تألقه متفرداً، مثلما تفرد بالأمس، في سني المكابدات المريرة حينما وقف بكل جرأة على منصة مهرجان المربد سنة 1996، مغامراً وحاملاً صليبه، يقرأ قصيدته الرائعة (بالتربان ولا بالعربان)، وهو غير آبهه يقذف الوجوه بجمرة الشعر.

#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات