|
كيف تتكون عقلية المرأة الفارغه؟
السندباد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 09:16
المحور:
الادب والفن
ثورستين بوند فيبلين، أو تورستين بوند فيبلين (30 يوليو 1857 - 3 أغسطس 1929) عالم اقتصادي واجتماعي أمريكي، وكان قائد حركة الاقتصاد المؤسسي. وبجانب عمله التقني، كان مشهورًا وبارعًا في نقد الرأسمالية كما هو موضح في أشهر كتبه نظرية الطبقة الغنية في عام 1899.
اشتُهر فيبلين بدراسته بتاريخ الفكر الاقتصادي بعد أن دمج نظرية التطور لداروين مع نهجه المؤسسي للتحليل الاقتصادي. واستطاع أن يجمع ما بين علم الاجتماع والاقتصاد في كتابه الرائع نظرية الطبقة الغنية في عام 1899، حيث برهن على وجود اختلاف أساسي بين إنتاجية عجلة "الصناعة" التي يديرها مهندسو تصنيع البضائع وبين تطفل "العمل التجاري" والذي يكمن هدفه الوحيد في الحصول على الأرباح للطبقة الغنية. وأوضح أن النشاط الرئيسي للطبقة الغنية هو "الاستهلاك ا؟لأستعراضي"، كما أن مساهمة هذه الطبقة في الاقتصاد لا تعد سوى نشاط مهدر لا ينتج عنه أي نوع من أنواع الإنتاجية. وفي هذا الوقت كان الاقتصاد الأمريكي غير فعال وممتلئًا بالفساد، ولذلك لم يوضح فيبرين هذا الادعاء. وكان يعتقد بأن التقدم التكنولوجي قوة دافعة للتغير الثقافي، ولكن على النقيض من المعاصرين فإنه رفض ربط التغيير بالتطور.
على الرغم من أن فيبلين كان متعاطفًا مع نظرية الملكية العامة في الصناعة، كما كان يتبنى رأيًا ضعيفًا فيما يخص العمال والحركة العمالية، وكان هناك اختلاف حول المقدار الذي تتماثل فيه وجهات نظره مع الماركسية 1 أو الاشتراكية أو اللاسلطوية. وكمثقف قيادي في عصر التقدم، قام بشن هجوم على مبدأ الإنتاج مقابل الربح، كما أثر تركيزه على الدور المهدر لمقدار الاستهلاك مقابل الحالة الاجتماعية على المفكرين والمهندسين الاشتراكيين الذين رفضوا الماركسية نقدًا في الرأسمالية. وكتب فاين في عام (1994) بأن الاقتصاديين في هذا الوقت احتجوا على أفكاره حيث كانت هذه الأفكار بشكل بارز مجملة وغامضة وغير دقيقة، بينما اشتكى البعض الآخر بأنه شخص أحمق غريب الأطوار. استمر نقاش العلماء حول المعنى الذي كان يقصده بالضبط في مقالاته المعقدة والتهكمية والساخرة، نظرًا لاستخدامه العديد من نماذج المجتمعات البدائية ولكن كانت معظم هذه النماذج من وحي الخيال. عندما ذهب وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي إلى أوكرانيا لإجراء محادثات , يُقال إن نظراءه في أوكرانيا ضحكوا منه لأنه كان يرتدي ساعة كوارتز يابانية لا تزيد قيمتها على 165 دولارا أميركيا. وتحدثت صحيفة أوكرانية عن المقتنيات المفضلة لدى الوزراء الأوكرانيين الذين يقتني أغلبهم ساعات معصم تتجاوز قيمتها ثلاثين ألف دولار -حتى أن أحد الأعضاء الشيوعيين في البرلمان الأوكراني ظهر في صورة وهو يضع ساعة معصم يتجاوز ثمنها ستة آلاف دولار. لقد توصل ثورستين فيبلين إلى الإجابة. ففي كتابه الكلاسيكي "نظرية الطبقة المترفة"، الذي نُشِر في العام 1899، زعم أنه بمجرد تحول مقياس المكانة الاجتماعية إلى الثروة ذاتها -وليس الحكمة أو المعرفة أو الاستقامة الأخلاقية أو المهارة في القتال- أصبح الأثرياء في حاجة إلى إيجاد سبل ينفقون فيها أموالهم بلا هدف سوى استعراض ثرواتهم. وأطلق على هذا مصطلح "الاستهلاك الاستعراضي". وكان فيبلين يكتب بوصفه عالم اجتماع، فامتنع عن إصدار أحكام أخلاقية، ولو أنه لم يترك للقارئ أقل قدر من الشك في موقفه من هذا النوع من الإنفاق في وقت يعيش فيه كثيرون في فقر. واخيرا لوحة جميلة للرسام وليم باكستون في صالون بلا نوافذ يغمره ضوء ناعم وأجواء حالمة، تمضي سيدتان أنيقتان وقتهما بعمل القليل جدا، أو أنهما لا تفعلان شيئا على الإطلاق. وليام باكستون يلمح إلى قصة ما. لكنه يطلب من الناظر أن يبتكرها وكأنه يحاكي غموض لوحات فيرمير الذي كان معجبا به. كان باكستون يميل في الغالب إلى تصوير نساء أنيقات، مثل زوجات وبنات رعاته، في أوقات فراغهن داخل منازل بوسطن الجميلة. وهن يظهرن في هذه اللوحات بمظهر المحافظات على الثقافة والتقاليد لأنهن هن من يزين المنازل ويشغلنها. ومن خلال مساواة النساء بالأشياء الجمالية الثمينة التي تحيط بهن، كان باكستون يؤكد على أفكار الروائي هنري جيمس الذي كان يصور النساء كعنصر مكمل لعناصر الثقافة المحلية الأخرى. أعمال باكستون توءكد آراء عالم الاجتماع ثورستين فيبلين، الذي ضمن كتابه "نظرية الطبقة المترفه" ملاحظة قال فيها إن وجود المرأة الفارغة دليل يؤشر على ثراء أبيها أو زوجها.
#السندباد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأنتروبيا
-
كيف يدعي العراقي في رمضان
-
شر الزعيم
-
الذين سرقوا الكويت
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|