أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - إذا لعبتَ الاستغمايه إياك أنْ تسرق -الميس-!!














المزيد.....

إذا لعبتَ الاستغمايه إياك أنْ تسرق -الميس-!!


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 21:42
المحور: كتابات ساخرة
    


أي لعبة لكي تكتمل دون مشاكل لابد أن تقوم على مبدأ التنافس الشريف. ولهذا فشعار الفيفا مثلا هو اللعب النظيف؛ بمعنى التنافس الشريف الذي لا يقع معه أذى نفسي ولا معنوي للمتنافسين، والذي يتقبل كذلك فيه المهزوم الخسارة بصدر رحب. ما حدث في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011م يمكن تشبيهه بلعبة الاستغماية التي لعبتُها صغيرًا في قريتي. وهي لعبة تتطلب مكانًا أو قاعدة ينطلق منها الجري ويكون في أمان مَن يلمسها بعد جولة أو جولات من الكر والفر وتُسمى "الميس"، وهي قد تكون كلمة فرعونية أو فارسية أو تركية دخلت إلى العربية. كما تتطلب عددًا من المتنافسين وعادة يتحقق فيهم شرط التقارب السني والجسدي حتى لا يُظلم أحدهم. أما قواعدها فتعتمد على اختيار أحد المتنافسين بالاقتراع ليقوم بإمساك الآخرين في ثلاث جولات. عند نجاحه في الإمساك بأي شخص قبل أن يلمس "الميس" تتبدل الأدوار ويبدأ الممسكوك دورة جديدة في مطاردة الآخرين للإمساك بهم. حال فشله لثلاث جولات تنتهي بوصولهم جميعًا للــ"ميس" بأمان، يتم تنفيذ عقوبة معينة يحددها المتنافسون فيما بينهم؛ كأن يحملهم واحدًا واحدًا على كتفيه من مكان إلى مكان والعودة من جديد لنقطة اللعب. مع التأكيد على ألا يكون العقاب منفرًا حتى لا يترك المنهزم اللعبة وتعافها نفسه فيما بعد.

كل الأحزاب السياسية دخلت لعبة الاستغماية بعد الثورة باستثناء وحيد للشباب الذين قاموا بها- وبغض النظر عن أنها كانت ثورة تلقائية أو أن هناك من دبرها- فقد تم منعهم من اللعب لأسباب غريبة ومدهشة. "الميس" كان كرسي السلطة في مصر. ثم تحول ليصبح مصر كلها بكل مؤسساتها. أما المتنافسون فشرط تقارب الإمكانيات السنية والجسدية لم يتحقق فيما بينهم. أحد المتنافسين كان أضخمهم حجمًا وأكثرهم قوة. أعلن مختارًا أنه سيكون الطرف الذي يطارد الآخرين ويمسك بهم قبل بلوغ "الميس"، وهذه شجاعة وثقة في القدرات والإمكانيات وربما كذلك استصغارًا لشأن المتنافسين الآخرين. لم تكن حيلته عند بداية اللعب أنْ قام بعصب أعينهم عندما بدأوا الكر والفر. بل كانت حيلته أذكى مما تصور الجميع، حيث قام باختطاف "الميس" وتركهم يهرلون في كل الاتجاهات حتى أضناهم التعب. ولما تصور أنه فاز وأنهكهم وأهلكهم وأوشك أن يُظهر لهم "الميس" مع إظهار أسنانه التي بلغت شحمتي أذنيه ضحكًا وسخرية بهزيمتهم جميعًا. وفي الخمس دقائق الأخيرة قبيل وصول البوليس كما يحدث في الدراما المصرية. فوجئ بكل المتنافسين قد أسسوا "ميسًا" جديدًا بلغوه كلهم واعتبروه وحده الخاسر الوحيد. بدلاً من إدراك أنهم بالفعل هزموه. وقف بعيدًا وأخذه الاندهاش وظل يقارن بين "الميس" الذي اختطفه و"الميس" الذي صنعوه محاولاً التعرف على الأصلي من الزائف. بينما هم جميعًا كانوا قد بدأوا دورة لعب جديدة بدونه.

محمود عبد الغفار غيضان
15 يوليو 2013م



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تصبح الحياة فيلم رعب على الطريقة الهوليودية!!
- عندما يتحدث الشعر الكوري عن الواقع المصري!
- عزيزك الميكروباص! في زمن الغربلة لا مكان إلا للأتوبيس العموم ...
- رسائل إلى أبي من زمن المصاطب!
- لماذا أنا متفائل؟
- دخلت الجيش؟ لأ. شفته فيديو
- عمرُك سبعون! إذن، اترك مقعدك لأني أكبر منك!!
- علمتمونا صغارًا أن -الحركة- بركة!!
- الدكتور سونغ وحكاية -دع الخلق للخالق-
- آخر الكلام لأهلي وعشيرتي
- عندما يكون التعامل مع تفاصيل الحياة البسيطة ثقافة: -بابا! ما ...
- لحظة انهزام الخريف
- بين -دروس- العقل و-ضروس- الحياة
- عزيزي اللص. جزاك الله خيرًا.
- مِن تأبَّطَ شرَّ إلى تأبَّط -سنجه- إلى المتأبطين أكياسًا.
- ما لك وما ليس لك هنا .... بسبعة أرواح (1)
- أحنُّ إلى زمن المصاطب
- من دفتر نوادر الأجانب مع العربية
- سلوى وتلصصٌ خاص على فرجينيا وولف
- أنا وابن خرداذبة في مدح كوريا سواء


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - إذا لعبتَ الاستغمايه إياك أنْ تسرق -الميس-!!