|
فيضان النيل في 30 يونيو
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 18:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فيضان النيل في 30 يونيو
قد فاض نهر النيل بشرا وازاح الرئيس الاخواني الى حيث يجب ان يكون هو جماعته في قاع الرذيلة والعمالة للمخططات الصهيونية والامريكية .قد اثبت الشعب المصري انه شعب اصيل وعظيم وقد علم العالم كيف تتحد المشاعر وتتناغم في سمفونية رائعة يعزفها 33 مليون من افراد الشعب الذين ملئوا ساحات مصر من اقصىالى اقصاها ومن صعيدها الى دلتاها ومن شرقها الى غربها ....... الرجال والنساء وكبار السن والعجائز والشباب ....الفلاح والعامل ...الصحفي والطبيب العالم وسائق التكت ...الكل توحدوا ليرسموا لوحة من ملايين افراد الشعب ليقف العالم مذهولا امام تدفق هذه المشاعر الوطنية لتعلن عن اسقاط المشروع الشيطاني الذي كان يسعى الى تدمير هوية مصر العريقة واسلامه المعتدل ليغرقه في مشروع البلاهة الوهابية المتخلفة وهلوسات تدفق الفتاوي من قردة وافاقين وزناة ...امثال القرضاوي والعريفي ....الخ عام من القتل والتخريب المنظم للدولة المصرية العميقة .....عام من الزحف لاخونة الدولة ..... عام على محاولات تدمير القوة الناعة للشعب المصري والتحايل بحجة تطبيق الشريعة الاسلامية ...عام من تشويه اداء الشرطة وتشويه التاريخ للجيش المصري العريق ومحاولات انشاء امارة اسلامية للقاعدة في سيناء لتنفيذ المشروع الصهيوني .......وتحويل مصر الى امارة اسلامية على غرار حكم طالبان .ودولة راعية للارهاب استثناءا اسرائيل الصديقة والحليفة . ان التغير العظيم الذي احدثه الشعب المصري ستكون له تداعيات خطيرة في عموممنطقة الشرق الاوسط وقد تمتد تاثيرات هذا التغير الكبير الى دول عديدة مثل تركيا وباكستان وايران التي تعاني من عنف الجماعات الدينية المتطرفة كما في الباكستان او هيمنة التيار الديني المتشدد كما في ايران الى مشروع الاخوان المسلمين الحاكمين في تركيا والساعين الى كسر شوكة الدولة العلمانية التي اسسها كمال اتاتورك عام 1923 . كما ان التنظيمات الجهادية التي تقاتل الجيش السوري ستتلقى ضربة قاصمة بفقدانها لحليف قوي وسيمتد هذا التداعي للتنظيمات المتشددة الى العراق واليمن وتونس التي بدات في مشروع تمرد ...مما يعني فشل لمشروع الشرق الاوسط الكبير الذي اعد ليتم فرض الاسلام السياسي على دول الربيع العربي لينطلق بعدها التاسيس لفتن طائفية وعرقية تمزق وحدة البلدان العربية والاسلامية وبمساندة رجال دين وفضائيات انشأت لهذا الغرض وبتمويل خليجي لتعم الفوضى الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس ... من هنا تأتي اهمية التغير وازاحة الاخوان عن حكم مصر ...لانهم كانوا مركز التأثير على المنطقة بمجملها لما لمصر من مكانة في الوطن العربي ولتاثيرها المهم في توجيه الاحداث وتغير البوصلة . . ولقد ابدى الاخوان تشبثهم في ان يكونوا اول الساعين الى ضرب كل المسلمات الاخلاقية التي تحكم العلاقة بين الدول العربية والاسلامية وتم البدء بعقد مؤتمرات التكفير بتواجد كثيف لشيوخ الفتنة والتكفير من مصر وقطر والسعودية وتونس وليبيا .... ليتم الاعلان عن قطع العلاقات مع سوريا واعلان الحرب على العلويين وحزب الله وتم استخدام اقسى الالفاظ ضد الشيعة والتهديد الى النصارى ...... كما تم تصعيد اللهجة ضد اثيوبيا والتهديد العسكري لها .... ليمنح الرئيس الامريكي دعمه وتايده للاخوان الذين لا يرجون في الدنيا الا رضاه ...... وهو ما عبر عنه حاكم مصر محمد مرسي حينما توعد السيسي بعد ثورة 30 حزيران ....بقوله "ان امريكا مش حتسيبكم " .فهو لا يستطيع ان يقول ان الله معنا .... فقال ان امريكا معنا ....وهو ابلغ تعبير يبين حقيقة ادعاء هؤلاء المتأسلمين وكافة الحركات المتأسلمة دون استثناء ....والتي ازيح الستار عن ارتباطها الوثيق بالدوائر الصهيونية العالمية . ان ثورة 30 حزيران قد وجهت ضربة كبيرة الى مخطط الشرق الاوسط الكبير وبثت روح الامل في امكانية استعادة مصر لدورها الرائد في المنطقة العربية والاقليمية وما يلفت الاهتمام هو مسارعة بعض دول الخليج الى دعم ثورة 30 حزيران لانها ادركت انها على قائمة الدول المراد تجريفها واحدث تغيرات فيها .فالقائمة التي اعدت في الدوحة وتركيا واسرائيل وامريكا لا تستثني احدا .... وفي نظرة الى عمق التاريخ نجد ان مصر كانت عصية على التغيير عن ما جبلت عليها الشخصية المصرية المحبة للحياة والمتسامحة والمعتدلة حيث لم يستطع الفاطميين الذين دام حكمهم لمصر اكثر من 200 سنة من ان يغيروا مذهب المصريين او ان يتشيعواوالجدير بالذكر هنا ان نذكر ما اتفق عليهالمصريين مع الجيش الفاطمي الزاحف على مصر1-اعزاز المصريين وحمايتهم 2-معالجة الحالة الاقتصادية 3- تامين طريق الحج 4- ترميم الجوامع والصرف على المؤذنين والائمة من بيت المال 5- للمصريين الحق في اختيار مذهبهم 6-كفالة الحريات للاقليات الدينية مثل اليهود والمسيحيين .....وهذا ايضا ما يفسر رفض المصريين جميعا الى المذهب الوهابي المتشدد الذي يتعارض مع مزاج الشعب المصري وتسامحهم الذي تسلل عن طريق المصرين الذين عملوا في السعودية .... فخرجت الملايين بعد شعورهم ان حكم الاخوان يذهب بهم الى الفرقة والاختلاف والكراهية التي لم يألفوها من قبل فهم شعب محب للحياة غير مستعد للتخلي عن حياته من اجل عشاء اوحفلة شواء مع الانبياء والسلف وهذه فلسفة شعب عمره اكثر من 8000 عام ..فهو شديد التمسك بمظاهر التدين وصلاة الجماعة في يوم الجمعة لن تجد شبيها لها في اي دولة اسلامية .... ولا غرابة في ان تجد الناس على اختلاف اعمالهم يقدمون على اقامة موائد الرحمن في شهر ر ضان ليهب الجميع الى التسابق في تقديم اعمال البر واطعام الناس بما لذ وطاب للصائمين ولغير الصائمين ويتسابقون من الفنان الى رجل الدين الى التاجر الى الطبيب الى الموظف البسيط لاستمرار هذا التقليد الاجتماعي الرائع ....ففي كل سنة وفي شهر رمضان يتجدد التمسك بالعادات والتقاليد التي تميز المصريين الذين يظهرون للعالم عشق انتمائهم لمصر ام الدنيا ....وما تجده في مصر لا تجده في دول عربية واسلامية حتى التي تتميز بالغنى الفاحش .....فلقد شهدنا اقامة موائد بصورة قليلة جدا لغرض توزيع الطعام على ميسوري الحال طمعا بالثواب وليس لاطعام الفقراء الذين لم يدعون اصلا ... اما في العراق .... نشهد في بعض المناسبات الدينية المرتبطة بمولد النبي الاكرم وفاجعة الامام الحسين وال البيت الاطهار ان يشمل جميع طبقات الشعب من الزائرين بتناول الطعام ويستمر هذا احيانا لعدة ايام ... وعودة الى ثورة 30 حزيران (يونيو) ..... من نتائجها انها حطمت مخطط خطير لاشعال حروب في الشرق الاوسط الكبير.....كما انها اثبتت للعالم ان الشعور الوطني للمصريين هو مثال يحتذى به ونموذج للشعوب صاحبة الانجاز والاعجاز. كما انها تعطي املا ودافعا قويا للقوى العلمانية والديمقراطية في تونس وليبيا وبقية الدول العربية برفض هيمنة الاحزاب الاسلامية على الحياة السياسية وبدء مرحلة جديدة من النضال بادوات جديدة وبخطاب جديد يراعى فيه تفنيد ادعاءات المتأسلمين والعنف والهمجية والوحشية التي تترافق مع فرض الشريعة الاسلامية على الحياة .... ان الشعوب التواقة الى البحث عن الخلاص من عبودية انظمة جائرة ظالمة غالبا ما تستقرأ المستقبل وتجد لها مخارج وحلول قد تبدو لاول وهلة مستحيلة ولكن ارادة الشعوب لا تقف عن حدود الممكن وتتعداها الى صنع الظرف والحالة المناسبة لاحداث تغيرات في المشهد العام لتحقيق نتائج لها تأثيرات مهمة وحتما ستتحرك القوى الديمقراطية وتوحد حركتها لنيل تايد الجماهير واصواتهم في اي انتخابات ... حيث ستحاول التيارات المتأسلمة ان تزورها بكل ما تمتلك من اموال ودعم من المنظومة الدينية . وسيكون الصراع بين القوى الديمقراطية وقوى الاسلام السياسي كما يصطلح على تسميتها صراعا تستخدم فيه فتاوى التكفير والتخوين والقتل وسيبدو المنظر معتما دمويا في مشاهد الذبح والتمثيل بالجثث وسحلها وتعليقها وتشويهها ولن يستثنى احدا من الرجال والشيوخ والاطفال والنساء والعلماء من القتل بفتاوى الجهاديين والتكفيريين ...ومن هنا لا بد من ان تحشد الجماهير التواقة الى الحرية والديمقراطية نفسها وتنتظم تحت عناوين وطنية وتتسلح بالاصرار على احراز النصر على دعاة الظلام والتخلف .ان البدايات التي شهدناها في مصر حملت معها الكثير من الرسائل الدموية التي تتوعد المخالفين والرافضين للمشروع الاسلامي التكفيري .ولكن استشعار الخطر الكبيرمن قبل القوى الديمقراطية والشباب كان له الاثر الكبير في تعبئة الشعب ليخرج بالملايين رافضا مشروع الاسلام التكفيري ويحدث زلزالا لن تنتهي ارتدادته بعد سنوات عدة ...حيث ان المشروع الذي اشتغل عليه اكثر من ثمانين سنة دحر على يد الشعب المصري الذي سيعاقب بقسوة من قبل الاخوان بعد ان بشعر الاخوان بعدم امكانيتهم من حكم مصر ثانية .... ومن هنا لا بد ان ترتفع في العالم الاسلامي دعوات التقارب بين المذاهب والوصول الى خطاب متسامح معتدل وان يكون للازهر الشريف والنجف المقدسة ...القول الفصل في تحمل المسؤلية التاريخية عما يجري في العالم الاسلامي وان يجرم ويحاسب من يفتي بممارسة القتل والتكفير وان يتم ايقاف هستيريا التقوى المزيفة لدى المتدينيين المتصهينيين عملاء الصهيونية العالمية ....وليفهم المسلمين كافة ان الاختراق كان من خلال المذاهب الاسلامية.... ولامكانية بروز مدارس جديدة تستند الى اثر بعض السلف المنحرف ....تم الاختراق ونشأت ما سمي بالوهابية في الاراضي السعودية ...وقد حدث كل ذلك برعاية صهيونية وتصميم على تمزيق وحدة المسلمين من خلال اختراق المذاهب .... ولا ندري كم من المذاهب التي تعد في دوائر صنع القرار الصهيوني ستظهر علينا في المستقبل القريب ...طالما ان البيئة العربية والاسلامية اكثر جهلا وتخلفا من بقية الامم ...
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل
-
صدق اولا تصدق ...من قطر يأتي الخبر ...؟
-
الدولة الفاشلة
-
مؤتمرا ت نصرة جيش النصرة ....؟؟؟
-
تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟
-
مسلسل التفريط بالسيادة .....؟
-
معركة القصير ....؟
-
العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
-
الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
-
العرب وحالة .....كأن
-
حاكمية اللئام
-
اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
-
امة العرب
-
الخيال والابتكار والاتقان .... في بناء الاوطان
-
جهاد النكاح ....!!!!!!!!!!!
-
رجال في الحكم
-
يوم دامي اخر
-
الرسالة الشيطانية
-
السنة والخيارات الصعبة
-
الكتاب الازرق
المزيد.....
-
وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن
...
-
-نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
-
دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة
...
-
ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي
...
-
شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و
...
-
-ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال
...
-
عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در
...
-
لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
-
فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|