وداد نبي
الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 14 - 00:42
المحور:
الادب والفن
بمنتصف تموز وتحت شمس الظهيرة الحارقة
يستلم السوري تأشيرة المغادرة لبلد أوربي ..يغادر ُ السوري خندقه ُ
المتمترس خلفه منذ عامين ..يغادر ُ بيته ..مدينته .. وطنه .. والقصف
اليومي ..يحمل ُ متاعه إلى منفى يشبه ُ حلمه بالبلاد التي طعنته بمنتصف
روحه المنكسرة ..وتحت حرارة الظهيرة التي لاتطاق ..يتأمل السوري
أسعار الخضراوت والفواكه والخبز ببلاده أنها تكاد تناطح سحابات العالم يلتفت بعنقه
شمال المخيمات التي تغص بأمثاله الذين لايملكون سوى قليل من الحلم والامل بالعودة
للبلد والبيت القديم والمدينة ..لا أحد منهم يعلم تماما أن ماخلفه أصبح بحكم النسيان
وانه حينما سيعود عليه إعادة بناء حياة وذاكرة جديدة.. لن يمكث السوري المقيم
بالداخل طويلاً تحت نار الظهيرات الحارقة لتموز فهو يعلم أكثر من غيره ان
البلاد تدخل منحى جديدا ًمن الخراب الذي لا يحس به أحد كما الذي يتنفس
هذا الهواء الملوث بالداخل ..
بمنتصف تموز سيلملم السوري الذي يعيش بالداخل بقايا أحلامه وأماله
ويبحث عن دولة صديقة تستقبله مع جراحه فهو لم يعد قادراًع الاستمرار
والتنفس بوسط كمية الخراب والدمار اليومي الذي تعيشه المدن منذ عامين
هو سيمسك تأشيرة الخروج للبلد الأخر.. المنفى الأخر وهو يلوك بمرارة
سعادته بحصوله ع هذه التأشيرة الحلم ..فهو يعلم جيداً انه هو الأخر يخون
البلد والمدينة والبيت والذاكرة والثورة والحلم وياسمين السوري
لكنه ككل الذين سبقوه يبحث عن فسحة أمل بحياة قصيرة لايسمع فيها
صوت رصاصة أو قذيفة أو خبر عاجل عن صاروخ يصيب بيت وعائلة وباص مليء بالمدنيين .
#وداد_نبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟