أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حارث رسمي الهيتي - 14 / تموز ... ثورة أم انقلاب ؟














المزيد.....

14 / تموز ... ثورة أم انقلاب ؟


حارث رسمي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 21:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في البدء أود ان اشير الى ان هنالك لبساً على مستوى عامة الناس ولربما بعض السياسيين والاعلاميين بين مفهومي الثورة والانقلاب . فيذهب البعض منهم الى اطلاق تعاريف وتوصيفات لهذين المفهومين بعيدة عن الواقع ويعتقد هذا البعض ان الثورة تتوافر على شرعية ما في حين ان الانقلاب هو حركة غير شرعية .
واذا افترضنا ان الثورة الفرنسية 1789 هي معياراً ومقياساً صح تطبيقه على ما حدث في روسيا عام 1917 فان ما حدث في مصر في 23 / يوليو / 1952 وفي العراق عام 1985 فان الجدل ما زال قائماً في توصيف هذه الاحداث على انها ثورة ام انقلاب ؟
هناك مسألة في غاية الأهمية بالامكان استخلاصها من كل تلك ( الثورات والانقلابات ) وهي ان الانقلاب يقوم به من هم في داخل المؤسسة الحاكمة ( سياسيون وجنرالات ) أي هم أصحاب قرار قبل الفعل . وما بعده ليس هناك في هذا البلد أو ذاك تقدم او نهضة في مناحي الحياة .
اما القائمون بالثورة فهم ليسوا بأصحاب قرار او نفوذ قبل حصولها وبالامكان معاينة برامجها المعلنة وما تحقق من انجازات وتقدم وتنمية .
كل ما يسمى بثورة او انقلاب في عالمنا العربي قام به جنرالات ولكن هذا لايعني عدم مساندة ومباركة الشعوب في هذا البلد او ذاك ، ولربما المشاركة بهذا القدر او ذاك فيها ...
وحديثي هنا سوف يقتصر على بعض ما قدمته 14 / تموز للمجتمع العراقي ، وبعيداً عن الغاء الملكية واقامة النظام الجمهوري والتي لم تكن فكرة جديدة بالنسبة الى الحركة الوطنية العراقية حيث كان هناك مؤيديها حتى من قبل قيام الدولة العراقية ، وكان طالب النقيب مثالاً واضحاً على ذلك حيث كان من المؤيدين لهذه الفكرة مما ادى الى نفيه خارج العراق واعتبر هذا الامر بمثابة تحذير الى دعاة الجمهورية للكف عن هذه الفكرة نهائياً .
وبعد احداث مايس / 1941 نمت هذه الفكرة من جديد وكان من دعاتها هذه المرة ناجي شوكت ثم ظهرت الفكرة مرة اخرى بعد انتفاضة تشرين الثاني 1952 حيث كان الحزب الشيوعي العراقي قد تبنى فكرة اسقاط النظام الملكي واحلال النظام الجمهوري .
ولكن وعلى الرغم من اهمية هذه الخطوة الا ان البعض يريد " تسطيح " أو " تقزيم " 14 / تموز حيث يجعل من هذه الخطوة هي الاساس الذي قامت من اجله نعم هي كانت من ضمن اهداف لجنة الضباط الاحرار ولم تأتي اعتباطاً .
وللمزيد من الاستقلال والتحرر خلصت 14 / تموز العراق من المنطقة الاسترلينية فبعد ان ارتبط قانون العملة العراقية رقم 44 / لسنة 1931 بالنظام النقدي البريطاني واتباط الدينار العراقي بالجنيه الاسترليني ليصبح معرضاً لكل التغيرات التي تطرأ على الجنيه البريطاني بالاضافة الى تدخل بريطانيا وفرض رقابتها على الصرف ، ولعبها دور الوساطة في التحويل بين العراق والدول الاخرى واستثمار غطاء العملة العراقية حيث مقر لجنة العملة العراقية في لندن .
ونشطت وزارة المالية برئاسة محمد حديد في اتجاه اخراج العراق من المنطقة الاسترلينية وذلك لا يعني تقليص العلاقات التجارية مع بريطانيا ولكن سياسياً العراق لا يرغب ان يبقى القطر المستقل الوحيد خارج الكومنويلث في المنطقة الاسترلينية .
كما اعادت 14 / تموز النظر في كافة المراسيم التي تم اصدارها في ظل الحكم الملكي فاسقط مرسوم اسقاط الجنسية العراقية رقم 62 لسنة 1933 وتعديلاته وقانون الاسرة المالكة رقم 49 لسنة 1948 ، وقانون ذيل العقوبات البغدادي رقم 51 لسنة 1938 .
بالاضافة الى اصدار واحد من ألمع قوانين 14 / تموز ممثلاً بقانون الاصلاح الزراعي رقم 30 / في 30 / 9 / 1958 لتفتيت الملكية الزراعية والقضاء على العلاقات شبه الاقطاعية التي استحوذت على معظم الاراضي الزراعية الخصبة في العراق فقد كان ( 3619 ) ملاكاً يملكون 18 مليون دونم من الاراضي الصالحة للزراعة .
وبموجب هذا القانون تم تحديد الملكية الزراعية والاستيلاء على أراضي الكبار من الملاكين بعد ان تترك لكل ملاك ( 1000 ) دونم من اراضي السقي و ( 2000 ) دونم من اراضي الديم . كما الغى القانون في المادة ( 49 ) العلاقات الاقطاعية السابقة كقانون حقوق وواجبات الزراع ومرسوم قسمة الحاصلات الزراعية .
وقد عبر الرفيق سلام عادل عن مدى اهمية هذا القانون في كراس له بعنوان " الاصلاح الزراعي " : -
" لأول مرة أحس الفلاح العراقي بكرامته الانسانية ، ولمس الفلاحون قوة اتحادهم ونضالهم بحيث ارتعدت فرائص الاقطاعيين الجبناء وفروا من قلاعهم وحواشيهم وتركوا مقاطعاتهم الشاسعة ومضخاتهم " . وهناك امر آخر لا يقل اهمية عن كل تلك الانجازات وهي ان بعد 14 / تموز تم جلاء آخر جندي استعماري عن أرض الوطن كما مكنت الجيش العراقي من التزود بأحدث واضخم الاسلحة المتطورة . كما تم اسقاط تمثال الجنرال مود .
ان التأييد والحماس من قبل الجماهير الشعبية لثورة 14 / تموز تعتبر أبرز ظاهرة فرضت حقيقتها منذ الساعات الاولى للثورة . أخيراً نقول انم احدث هو ثورة وليس انقلاب ، لأن معنى الثورة هو تغيير جذري وشامل لكل مرافق الحياة ، وعند تطبيق هذا المعيار على العراق سنجد ان ما وقع في 14 / تموز قد غير اوضاع العراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ولا يمكن اعتباره انقلاباً عسكرياً .
وأرى من الضروري هنا ان نتذكر ما قاله جان زيغلر المبعوث الخاص للأمم المتحدة عن الثورات في أمريكا اللاتينية ولكم الحكم بعد ذلك :
" ان التشهير بالثورات الديمقراطية الاجتماعية في امريكا اللاتينية هو ليس كذبة فقط وانما هو استراتيجية يتبعها المهيمنون لان انتشار هذا المثال في بلدان العالم الثالث الغنية بالمواد الخام يشكل خطراً على الطغم المالية " ..



#حارث_رسمي_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راعية الانقلابات تنتقد !!
- 30 - يونيو ... المرحلة الثانية
- تركيا ... درسٌ جديد
- مصر ... ما الذي حدث ... محاولة في فهم جذور الحراك .
- 9 / 4 واختلاف العناوين ...
- مكتب الارشاد ... بين مطالب الناس واغلاق قناة التت ...
- 8 شباط ... هل نسامحهم ؟!!
- المستقل ... من هو ؟!
- ماذا يحدث في الأنبار ؟
- تجارب الاسلام السياسي في بلدان الربيع العربي - مصر نموذجاً -
- المرأة في الخطاب الديني
- مهلة المئة يوم ين المالكي ومرسي
- هل ماتت الشيوعية ؟
- الدين السياسي ودولة المواطنة
- دولة مدنية ديمقراطية اتحادية ... عدالة اجتماعية
- سوريا .... ثوار ام قاعدة ؟
- المسكين ..... الا العقلانية
- نعم ، انها الحاجة الموضوعية ....
- فتوى مرة أخرى


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حارث رسمي الهيتي - 14 / تموز ... ثورة أم انقلاب ؟