كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
السلام عليكم ورحمة الله: الديانه الاسلاميه جائت امتداد لما قبلهما من الديانات السماويه الغرض منها تكملة للديانات التي سبقته وتصحيح للانحراف الحاصل فيهما ومن احد العبادات التي فرضت على اتباع الديانتين اليهوديه والمسيحيه هي عبادة الصوم فلذلك جاء التكليف الاللاهي للمسلمين في نص الايه القرآنيه بسم الله الرحمن الرحيم: ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون )سورة البقره
ولايعني من سبقهم هم مشركو قريش بل من كان على اليهوديه او المسيحيه او الابراهمين من اهل الجزيرة العربيه
كيف هو صيام يهود:

ليس لدى اليهود شهر محدد للصوم كما لدينا نحن المسلمين ولا يصومون شهر كامل كما نفعل نحن ولكنهم يصومون كل يوم اثِنين وخميس من كل أسبوع وعلى مدار السنة لكون هذان اليومان تتلى فيها لديهم التوراة طبعا في معابدهم ولهم طريقة في الملبس خلال الصيام وهو أن يرتدي الصائم ثوب خشن مصنوع من الخيش ( الجفصان ) والتي تصنع منه أكياس التعبئة ذات الوزن مئة كيلوغرام و التي تسمى في العراق " الكونية " وبالمصريه الخيش وأيضا لا يرتدون الأحذية و أيضا لهم أيام صيام أخرى وهي أيام المناسبات فيصومون اليوم التاسع من شهر آب من كل عام وفيه ذكرى خراب بيت المقدس و أيضا اليوم السابع من شهر تموز من كل عام وهو ذكرى دخول بختنصر الملك البابلي صاحب السبي البابلي لليهود والذي خرب أورشاليم وأيضا يصومون يوم ذكرى دخول الرومان وأيضا صيام اليوم الرابع من تشرين الأول أو الثاني من كل عام ويسمى بصوم يوم جداليا وهو ذكري يوم مقتل حاكم أورشاليم وقتل بعد خراب هيكل سليمان الأول وأيضا صيام اليوم العاشر من ديسمبر وهو ذكرى يوم حصار بختنصر البابلي لأورشاليم وخلال صيام هذه الأيام لا يخلعون أحذيتهم كما في صومهم ليومي الاثنين والخميس من كل أسبوع و أيضاً هناك لديهم الصوم الفردي بمعنى المناسبات التي تخص الفرد اليهودي ذاته والمناسبات المحزنة والمفرحة لديهم مثل صوم يوم ذكرى وفاة والده أو والدته أو زوجته أو ابنه و أيضا المناسبات المفرحة مثل صوم ذكرى يوم زواجه أو ذكرى يوم أول مولود رزق به أوصوم ذكرى تخرجه من الجامعة وعلى هذا المنوال وحقيقة لم أقف على نص توراتي يشير إلى الصوم أو تاريخه أو مدته كما لدينا نحن المسلمين الكثير من النصوص القرآنية التي وضحت كيفية الصيام وأحكامه ويكون زمن صيام كل يوم هو خمسة وعشرون ساعة واهم أيام الصيام لديهم هو صوم يوم الغفران ويمتنعون فيه عن الأكل والشرب والجماع وكما ذكرت يرتدون الملابس الخشنة وبدون أحذية ومن غروب شمس اليوم الأول للصيام حتى غروب الشمس لليوم التالي .

كيف هو صيام اتباع المسيح:

فالنصارى يصومون الأربعاء والجمعة من كل أسبوع وعلى مدار السنة وأيضا صيام أسبوع الآلام وصوم الأربعين المقدس ويكون فيه الصوم لمدة عشرون يوما ويكون الزمن قبل عيد القيامة وأيضا صوم يوم ذكرى عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ويكون الصيام قبل يوم ذكرى مولده ومدة هذا الصيام أربعين يوما وأيضا صيام الخمسين ومدته خمسون يوما ويكون أمساكهم عن الطعام والشراب من منتصف الليل حتى الساعة الثامنة مساءا من اليوم التالي وعند الإفطار يمتنعون عن تناول الأطعمة التي يدخل في تكونها المتوجات الحيوانية من اللحوم الحمراء والبيضاء على حد سواء وأيضا منتجاتها من البيض والحليب والاجبان والألبان ويكتفون بالطعام الذي مصدره نباتي


وأيضا لديهم أيام تسمى أيام صيام الرسل ونسبة إلى الرسل الاثنى عشرة وهم تلامذة الرسول يسوع عليه السلام ويبدأ الصيام بعد احد جمع القدسيين في حزيران من كل عام وعندهم صوم نينوى/يونان النبي/ ويكون فيه الصوم لمدة ثلاثة أيام ويكون زمن هذا الصوم في منتصف صوم الأربعين وأيضا لديهم أعذار من الصوم فلا يشمل الصوم الطلبة ولا الأطفال ولا المرضى ولا المسافرين
البعض من المسلمين او غير المسلمين يحاول ان يصور او يتصور ان الصيام ماهو الا عقوبه للمسلم وهذا فهم مغلوط نعم الصيام فرض على المسلم ولكن على المسلم المكتمل القوة والقدره والاقتدار الجسماني والاحتمالي من جميع جوانبه الصحيه والنفسيه
فهناك رخص لم ليس لديه المقدره والاحتمال والقابليه الجسديه والصحيه وحتى النفسيه على الصوم فقد اعذره الشرع واباح له عدم الصوم
فالمرضى ليس عليهم صيام لقوله تعالى:
ومن كان مريضا فعدة من ايام اخر: بمعنى ان المريض ليس عليه صيام ولكن بامكانه اذا تعافى من مرضه ان يصوم في ايام اخرى غير شهر رمضان
طبعا اذا فاجأه المرض في شهر رمضان فان لاباس عليه ان افطر ولم يصم
اما من يعاني من الامراض المزمنه التي لايرجى شفائها فليس عليه صيام فقط عليه اخراج قيمه ماديه اوعينيه للفقراء او افطار صائم بمعنى قيمة افطار الصائم اما ماديا او عينيا عن كل يوم افطار وتقدر 2500 دينار وان كان الشخص فقيرا معدما فليس عليه ذالك
اما من يعاني من الشيخوخه والتي معها ليست له قدره على الصيام فليس عليه صيام واما العاملين في الاعمال الشاقه فليس عليهم صيام ايضا وايضا من كان مسافرا في شهر رمضان فليس عليه صيام لقوله تعالى:ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر
وايضا الذين ليست لديهم القدره الجسديه وحتى النفسيه للصيام فاجاز له الله عدم الصيام لقوله تعالى:
فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين

وايضا الحامل مرخص لها عدم الصوم اذا كانت تخشى على حملها والمرضع ايضا مرخص لها عدم الصوم في رمضان والتي تلد ايضا والنفساء والحائض ولايفرض الاسلام الصوم على الاطفال وما يقوم به الاباء المسلمين من ترغيب اولادهم على الصوم الغرض منه التدريب لااكثر ولا يجوز لااب ان يفرض الصوم على ابناءه الصغار فرضا بالقوة او بالاجبار ولكن عليهم تشجيعهم وترغيبهم
الذين يطقونه/ بمعنى الذين لايطقون صيامه فبامكانه الصيام في ايام اخر عن شعورهم بالمقدره على الصيام مع دفعهم القيمه الماديه لوجبة افطار لصائم عن كل يوم افطار

ورد في جواز افطار المقاتل في شهر الصوم في روايه للصحابي ابي سعيد الخدري رضي الله عنه:

وهذا نص الروايه: كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فى رمضان فمنا الصائم و منا المفطر , فلا يجد الصائم على المفطر و لا المفطر على الصائم
ثم يرون ان من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن , و يرون ان من وجد ضعفاُ فأفطر فإن ذلك حسن , رواه أحمد وقد رأي ألائمه الشافعي وابي حنيفة ومالك رضي الله عنهم من وجد المقدرة على الصوم في تلك الظروف فهو حسن ومن لم يجد المقدره فهو حسن وقال الامام احمد بن حنبل ان الإفطار افضل وقال العادل عمر بن عبد العزير على المسلم ان يختار ايسرهما له فأن راى القدره والصوم ايسر له فهو حسن وان رأى الافطار ايسر فهو حسن:
وهناك من فقهاء الامة الاسلاميه يرون ان افطار الصائم في حال السفر او المرض لازم ضروري وان الصيام فيه رفض لرخصة الله وكرمه ومنه
وأن صحابة الرسول رضوان الله عنهم من رأي ان تلك الرخص التي منحها الله للمسلمين هي رخص لازمه يجب الالتزام بها وعدم التفريط بها ومنهم رضوان الله عنهم والذي قال عنهم الرسول صلى الله عليهم اصحابي كألنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم:عبد الرحمن بن عوف وعمر وابنه عبد الله وأبو هريرة وعائشة وابن عباس, ومن التابعين : سعيد بن المسيب وعطاء وعروة بن الزبير وشعبة والزهري والقاسم بن محمد بن أبي بكر ويونس بن عبيد وأصحابه ( ابن حزم : المحلّى : 6 /
ومن الفقهاء يرون ان الافطار في شهر رمضان لم رخص لهم عدم الصيام من المرضى والمسافرين والذين ليست لهم القدره البدنية على الصيام لكبرهم في العمر او بسبب الاعمال الشاقة التي يزاولونا امررر اختياري فمن وجد منهم نفسه قادرة على الصوم فخير له ان يصوم وليس من باب الالزام استنادا الى نص الايه:وأن تصوموا خير لكم
ان كل ما تقد هر رخص وتخفيف من الله للمسلمين فمن وجد في نفسه القدرة على الصيام فاذا صام فهوفضل وخير ومن لم يجد في نفسه القدرة على الصيام وان الصيام يشق عليه فهو حسن ولن ينال عن افطراه اي ضرر ديني ولن تكن في دينه مثلبه اما اعتقاد البعض على المسلم ان يبقى صائما حتى لو اصبح على شفا خطوة من الموت فخير له ان يموت على ان يفطر اعتقد انه نوع من رفض لرخص الله ونوع من الانتحار ونوع من المعصيه لله كما ورد في حديث في صحيح مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم:- روى مسلم عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس, ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه, ثم شرب فقيل له بعد ذلك : إنّ بعض الناس قد صام ؟ فقال : ( أولئك العصاة، أولئك العصاة ) (مسلم : الصحيح : 7 / 232 ) وكما ورد في حديث لابن ماجه:روى ابن ماجة عن عبد الرحمن بن عوف, قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر) (ابن ماجة : السنن : 1 / 532, الحديث 1666)
ملاحظه اخرى رغم ان الصيام فرض على المسلم ولكن ليس هناك ارغام للمسلم على الصيام ولم تشكل دولة الاسلام فرق تفتيش او محاكم تفتيش ولم تشكل لجان تبحث وتتحرى من الصائم ومن غير الصائم ويعود الالتزام بالصوم لشخص المسلم حصرا ااما غلق المطاعم في رمضان فهو غلق ذاتي لبعض اصحاب المطاعم لقلة رواد المطاعم في هذا الشهر وايضا هناك سماح لفتح بعض المطاعم بعد اخذ الموافقه من الحهات ه الرسميه المختصه واما اعتقال من يفطر علنا فهو سببه اشهار الافطار وليس عدم الصوم والغرض منه احترام مشاعر الصائمين واعتقد انه تصرف شخصي وليس شرعي ودليل ان هذا التصرف تصرف اجتهادي (اي اعتقال المفطر) وليس توجيه شرعي هوماورد في الحديث اعلاه:
في روايه للصحابي ابي سعيد الخدري رضي الله عنه:

وهذا نص الروايه: كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فى رمضان فمنا الصائم و منا المفطر , فلا يجد الصائم على المفطر و لا المفطر على الصائم
بمعنى لم يكن هناك امتعاض او اعتراض من الصائمين على غير الصائمين
بمعنى ان الصومه من الله وليس فرضة من البشر على البشر فمن صام فلنفسه ومن افطر فعليها فلا ارغام على الصوم ولاعقوبه على من لايصوم فلم يرد في القرآن الكريم نص لعقوبه على عدم الصوم
فوردت عقوبة في القرآن للسارق وللزاني والزانيه وللمرتد ولكن لم ترد اي عقوبه فيه لم لايصوم في شهر رمضان ولم يردنا في السنة النبويه ان مفطرا في شهر رمضان عوقب فما يحصل اليوم تجاه من يفطر رمضان هي اجتهادات بشريه وليست شرعيه

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات