الميزانية العراقية والمقاومة

بسام خالد

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 09:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

صعقني حديث عابر تحدث به أحد السياسيين العراقيين العائدين تواً من العراق، حيث افاد أن الميزانية العراقية فيها لحد اليوم جزر بحوالي خمسة مليارات دولار وسببها التخصيصات الإستثنائية لإعادة بناء ما قد تم تدميره على يد النظام السابق وحروبه المجنونة وسياسة الحصار الإقتصادي التي دمرت ليس فقط القاعدة المادية للبلاد بل حتى النسيج الإجتماعي العراقي وشوهته، وما نتج عن الحرب الأخيرة التي أزالت النظام الدكتاتوري الساقط.
ولكن ما هز كياني، أن ما يصرف اليوم على الحماية للمسؤولين العراقيين من قبل شركات الحماية الأجنبية التي تتقاضى حوالي الخمسة مليارات ونصف المليار من الدولارات سنوياً كرواتب لهؤلاء "الحماة" الذي تعزز دورهم وكثر عددهم "بفضل" الأعمال الإرهابية الدموية التي لا تستثني أحداً من القتل والتشويه والترويع والخطف والإبتزاز.
ما يمكن أن يستخلصه المرء، أن من يدعي أنه مقاومة "شريفة" هو من يساهم في تعزيز ربح الأجانب من خيرات بلادنا، هذا فضلاً عن أعمالهم التخريبية التي لا تتوقف لتدمير البنى التحتية (النفط، الماء، الكهرباء والمرافق الصناعية وغيرها)، مما يزيد الطين بله ومعاناة لأبناء شعبنا العراقي ويزيد في نفس الوقت من أرباح الشركات الأجنبية التي تمول قوى الإحتلال، وهذا ما يشعرك بالغثيان بأن هؤلاء هم من يدعي الوطنية والمقاومة "الشريفة" التي تفرح لها قوى الأحتلال لأنها ليست فقط ستكرس الوجود الأجنبي بحجة حماية النظام الجديد الذي سيطالب ببقاء هذه القوات أطول فترة ممكنة ليستنى لها بشكل "شرعي" من إبتزاز البلاد وخيراتها وبرضى وقبول المسؤولين الخيرين وغير الخيرين، بوعي وبغير وعي.
هذا هو ما يطمح له المحتلون، وهذا ما تحققه لهم عصابات الإجرام والمقاومة "الشريفة" كما يدعون على أساس أن المقاومة هي حق مشروع أقرته كل القوانين والشرائع الدولية وليس مهماً لمن تخدم هذه النشاطات، المهم أن من يدعي المقاومة الشريفة يقومون بواجبهم على أكمل وجه في عدم إستقرار الوضع، الذي يخدم بعلمهم أو بدونه الشركات الأمريكية والأنكليزية وغيرهما ممن يمتهن الحرب والأحتلال لتحقيق الربح السريع والمريح على حساب قوت الملايين من العراقيين وعلى مدى عقود من الزمان.
يقول ناقل الخبر، أن من يعمل في الحماية الشخصية، يتقاضى حوالي الألف دولار يومياً، قد بلغ هؤلاء حوالي 15000 شخص وهي تعني 450 مليون دولار شهرياً وهي توازي خمسة مليارات ونصف دولار سنوياً. وهي مفارقة غريبة أن تصرف على هؤلاء هذا المبلغ الضخم في الوقت الذي تعاني فيه الخزينة من نقص بحدود خمسة مليارات دولار، فتأملوا...... دور "المقاومة" المشبوه.

#بسام_خالد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات