يحيى الحميداوي
الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 04:29
المحور:
كتابات ساخرة
سوالف رمضانية
بعد التحية والأماني العقيمة المعلقة في ذاكرة الوجع إلى نائبة في زمن مفخخ ....
أنا الحافية منذ الأزل ,المترقبة لخطوات العائدين من القتال ,الراكضة في مقبرة وادي السلام لأمنح الموتى دموع الاشتياق ,أنا سيدة الحصار الجائعة المؤتزرة بحيائي المانحة لسوق المدينة عفافه حينما عطرته بفوطتي وأنا افترش مكاني أبيع الملابس القديمة لكي أمنح المساكين الحياة ,أنا التي مازلت أستلم راتبي التقاعدي كل شهرين ,حالمة كنت أن تمنحني الشمس ضياء استلذ به ,راتبي يذهب إلى عريبي أبو الخضرة وجارتنا التي لم أكن أبحث عن أصلها وفصلها ألا حينما جئتِ لتنهبين العراق وتسرقين أضرحة الأولياء قداستها وأنت ترسمين بخيال مريض نجمة داوود في جدران طالما تعطرنا بلمساتها ,أعرفه نورا يفتح أبوابه للفقراء عندما تمتد القلوب للتضرع لا يحتاج لمذهب لكي يمطرنا بعطفه ورحمته ,تعرفني السواقي وأنا أحمل الماء على رأسي ومازلت أحمله ,الغراف صديقي اللذيذ الذي أخذ مني خطوات تعدّ بالسنين ومنحني الطهر والنقاء
أعرف أمي حينما وشمتني على صدغي وشما فهمته حينما جئتِ وأشتعل البوق في فمك ِ عرفت أنه يشبه الصليب .
نذرت نذوري في خضر الياس وسيد مالك وسيد صروط والجفل والعزير وأبو ألماش وغسلت جسدي في التكية الكسنزانية واخذت من تراب احمد الرفاعي ,لكي يهبني الله غلاما زكيا فوهبني مسكينا يرقد في زاوية من زوايا المدينة يترقب إن تهبه السماء موتا لذيذا في سكون وعلى الفراش الذي أكل ظهره عاطلا عن العمل يبحث عن سجائر يقضي بها ليل الحرمان والتوسل .مازلتُ أيتها النائبة إنا (الملحة )التي تغنى بملامحي الإبطال ويرقد في خاطري نهر جاسم والفكه وحلبجه ومازالت جراح الهزيمة وهم عائدون يبيعون سلاحهم لرغيف الخبز في رئتي ,هذه أنا فمن تكوني أنتِ, أنا النجمة السومرية سليلة النعي والبكاء ,أغفو وفي فمي غصة وعلى باب الصريفة التي مازالت عامرة موعد وانتظار ,أيتها النائبة صراخك لاينطلي على مواسم الخراب التي أعيشها وبوقك آن له إن يصمت فقد مللت سماعه ,بكاء على وطن بيع بصرخاتكِ التي تستفز القبور ,ممتلئة موائدي بعرق الخطوات لم أنتظر (ربع كيلو عدس ) يعمر مدفع الإفطار في فمي ........
يحيى الحميداوي
#يحيى_الحميداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟