أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حكمة الكاتب














المزيد.....

حكمة الكاتب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 01:50
المحور: الادب والفن
    


حكمة الكاتب

بدهيٌّ، أن الكاتب/المثقف يتميز، بسعة المعرفة، والرؤيا، وسداد الرأي، بحكم تعمقه في مجال الحفر الثقافي، لأن الخوض في غمار الكتابة يتطلب توافر رصيد معرفي، إلى جانب إرث شخصي من التجربة والمراس، كما أن الاستمرار في الكتابة، ليفرض، وعلى صعيد آخر، الحفاظ على تطوير كل هذه الأدوات والشروط، بالإضافة إلى سواها، وفي مقدمها حساسية الكاتب التي تستدعي التفاعل مع عوالم الكتابة، حتى نكون أمام خطاب يرتقي إلى مستوى التأثير.

وإذا كنا ننظر إلى الكاتب، من خلال حقيقة تمايزه اجتهاداً، واشتغالاً على أدواته، فإن في تواصله الحميمي، و إخلاصه لعوالمه، وأدواته الكتابية، ما يجعله يتأثر أيضاً، في المقابل، بطبيعة الفضاء الذي يستأثره، كي ينعكس ذلك على سلوكه، ليتميز برهافة الحالة الشعورية لديه، إلى جانب امتلاكه لمفاتيح معرفية، استثنائية، تؤهله لأن يكون صاحب رؤية صائبة، دقيقة، مقاربة للحقيقة، ومعبِّرة عنها،بل نابضة بها، وهو ما يكمن وراء تطلع الأنظار –أبداً- إلى هذا الكاتب، في أية محطة حياتية، مفصلية، كي يتم الاستئناس برأيه، وموقفه، والاستفادة منه.

إن مثل هذه النظرة العامة إلى الكاتب/المثقف،هنا، تضع على كاهله مسؤوليات جمة، فلا يمكنه إدارة ظهره لها، بل لابد من أن يتصدى لكل القضايا العامة، بلغته الخاصة، حيث للإعلامي لغته، كما أن للروائي، أو القاص، أو الشاعر، أو المفكر أو الباحث لغاتهم—واللغة هنا رسالة أوخطاب- كما نستطيع توسيع الدائرة، هنا، لنتحدث حتى عن لغة التشكيلي، أو الموسيقي، أو الأكاديمي، حيث أنه وإزاء أي مفصل مهم تمر به شعوبهم وبلدانهم، فهم جميعاً مطالبون بإبداء آرائهم، ليس لمجرد تسجيل موقف ما، وإنما لأن لكلمتهم ثقلها في ميزان المتلقين، والرأي العام، ومثال ذلك، الحديث في موضوعة العنف الذي نجده قد بلغ أعلى مستوياته، على يدي قاتل واضح الملامح، أو على أيدي تلامذة له، مستقوين به، بحق أهليهم، ضمن تداعيات ربيع المنطقة الذي يتم السعي، المنظّم، من أجل تشويهه، وتشكيل ردود فعل على المستويات كافة، لدى المعنيين، والمراقبين، تقتضي الركون لممارسات الأمرالواقع، أياً كان ذلك، وهانحن نجد الآن، من يتحدث وبصوت عال، عن مساواة القاتل والضحية، وأضلولة هذا الربيع، ولاجدواه، في إطارتخوينه، بل إن هناك من صار يعيد الاعتبار لمقولات بعض منظري الاستبداد، وهوأمر في منتهى التزوير والخطورة، بل وتحد أخلاقي مروع.

أجل، ليس مطلوباُ من الكاتب، في مواجهة كل هذه المأساة التي تنداح، في الاتجاهات جميعها، إلا أن يسمي ما يراه باسمه الحقيقي، مادام أن من تتوافر فيه شروط الكاتب، قادرعلى معاينة أية قضية تطرح عليه، والنفاذ إلى أعماق أعماقها، وماعليه، إلا أن يستند إلى قراءته، في التمييز بين طرفي المتناقضات التي تطلق، في اللحظة التي باتت فيها آلة الشر قادرة على طرح رؤيتها على أوسع نطاق، بل إن مقومات وأدوات الإعلام المزور، في لحظته مابعد الحداثوية، بلغت ضفافاً أسطورية، مفزعة، ومن هنا، فإن في احتكام الكاتب لحكمته، وضميره، ورؤيته انتصار للحفاظ على ماء وجهه، ومصداقيته-فحسب- وإنما- انتصارللحفاظ على مستقبل أبنائه، وأحفاده، ووطنه، وانتصا رلثقافة الخير والحب والحياة، في وجه ثقافة الشر والقتل والخراب...!

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!
- استعادة قابيل
- قيم الثورة ثورة القيم
- رواية مابعد العنف
- الممانعة ومستنقع القصير..!
- الباحث وخيانة الأدوات المعرفية-عبدالإله بلقزيز أنموذجاً
- استقراء الالتباس
- ثلاثية المكان الكردي: 1-عفريننامة..
- على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ...
- دمشق الياسمين
- ملحمة القصير..!
- دويُّ الكلمة
- رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الحقوقية الدولية في الع ...
- معشوق الخزنوي صوت لاينطفىء
- دم الكاتب
- الكاتب وأسئلة المكان:
- أسماء متفق عليها: إليهم يزلزلون زنانزينهم........!
- هزيمة المثقف وأسئلته الجديدة
- ثلاثتهم والآخرون..!
- سايكولوجيا الحرب:


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حكمة الكاتب