أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - دع الخجل وابدأ النفاق: دعوة عاجلة















المزيد.....

دع الخجل وابدأ النفاق: دعوة عاجلة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 00:50
المحور: كتابات ساخرة
    


السادة المنافقون المحترمون,

بمناسبة تولي الحكومة العراقية الجديدة لمهامها, نتوجه اليكم بالدعوة لاستغلال الفرصة والتقدم الى اعضائها بما تجود به قرائحكم من مديح وتبجيل وتعظيم.
ورغم اننا نعتقد واثقين ان في كل انسان مواهب نفاق قد تكون مدفونة, الا اننا نوجه دعوتنا بشكل خاص للصحفيين والكتاب والشعراء والفنانين, ونخص منهم بالذكر مؤلفي وملحني الاغاني والرسامين, كما ان هناك فرص جيدة للنحاتين ومصممي مواقع الانترنيت والكرافيك بالحاسبات.
ومن ميزات الوضع الجديد وجود رجلين في السلطة بدلا من واحد, يعني ان الفرص مضاعفة, وانتم تفهمون.

كلنا ثقة ان لاتخيبوا امالنا, مذكرين اياكم بان عمر هذه الحكومة بضعة اشهر فقط, لذا توجب التوكيد على السرعة. بالنسبة للرسامين نقول لا تلحوا بالفن فالناس لن ترى الفرق, المهم الحجم, وبالنسبة لكتاب الاغنية لاتهتموا للمعوقات البيروقراطية مثل الوزن الشعري, ولاتهمكم دقة الكلمات كثيرا ما دامت ايجابية, اما بالنسبة للملحنين فنصيحة اللجنة ان يركزوا على الالحان ذات الايقاعات الراقصة, على ان لاتتنافى مع تقاليد مجتمعنا.

لانكتمكم اننا لسنا راضين ان يظهر السيدين الرئيسين (رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء) كبشر اعتياديين فيجب ان يتم ابراز عبقريتهما وتميزهما, ليجمع الرهبة مع اللطف, اي "رحمن رحيم" لكن "شديد العقاب", اما كيف يتم انجاز ذلك فنتركه لكم. الستم فنانين؟

ودعما من اللجنة الاعلامية للمبدعين فاننا سنوزع كتيبا تم تأليفه خصيصا لمساعدتهم على التغلب على العقبات الفنية والنفسية المعرقلة لعملهم, وعنوانه "دع الخجل وابدأ النفاق", نقتطف لكم منه مايلي:

ذكر المواطنين بحياتها قبل الديمقراطية

يجب التركيز على الايجابيات فشعبنا بحاجة لذلك. فيمكنكم ابراز انجازات الحكومة الجديدة بمقارنتها بفترة مجلس الحكم, وفترة صدام مثلا, وطبعا لن تجدوا صعوبة في ذلك, لان الامور في هاتين الفترتين كانت من السؤ بحيث انه مهما حدث يمكن اعتباره انجازا..ركزوا على الارهاب والكهرباء والحرية والديمقراطية, فاذا جاءت الكهرباء ساعة اضافية لفترة اسبوع, فيجب اظهارها كأنها تطور ستراتيجي, لكن اذا عادت لحالها السابق بعد اسبوع فيفضل تجاهل ذلك, لان ذلك لن يسهم في رفع الروح المعنوية للشعب.

رسمه بالملابس المختلفة

لاجل اعطاء الشعب احساس بان القادة يمثلون كل الوان الطيف العراقي نهيب بكم ان ترسموا السيد الطالباني ليس فقط بلباسه الكردي, ولا فقط بلباسه الاوربي الحديث, ولكن ايضا وهو يلبس العقال وربما السدارة. اما السيد رئيس الوزراء فليظهر ايضا كيزيدي مثلا, فقد نحتاج الى اي صورة لتناسب زيارات القادة لاي مكان.

بقايا الجداريات السابقة والفلك

ورغم اننا على ثقة بانكم تفهمونها وهي طايرة, لكننا نريد ان ننبه الى امكانية استخدام بقايا جداريات صدام في الساحات العامة والفلك لصنع جداريات سريعة للسيد الرئيس ورئيس الوزراء, وكذلك المرشدين الروحيين للديمقراطية, ولن اقول لكم اكثر.

بحاجة الى الهتافين في اللقاءات

ورغم اننا نركز على ما هو مبدع وجديد, الا اننا لن نستنكف قبول ما هو قديم, مثل مقاطعة القادة بالهتافات اثناء الخطب السياسية, ويمكنكم اعتبارها عودة الى التراث. مع ذلك لاتقولوا "بالروح بالدم..الخ" بل جدوا لنا كلمات تختلف قليلا ولو بنفس اللحن. اننا نتوقع ان تستلهموا من سبقكم من مداحي صدام حسين, وفي نفس الوقت ننبه الى اننا نتطلع الى ابداعات جديدة. فكما تعرفون, لايجب ان يبدو الامر مشابها لدعايات صدام بشكل مفضوح لانه سيكون ذو اثر عكسي. لقد اتفقنا مع الرئيس انه لن يمسك ببندقية ويطلق منها النار امام المتظاهرين ولن يتلكم بلهجة تكريتية, كما انه لن يذهب لفتح الثلاجات في البيوت, ولن يقول "سلمونا عل ما شفناهم", فيمكنكم انتقاد تلك المظاهر بلا قلق.

ركزوا بين السطور

ركزوا جيدا على تصريحات الرئيسين, فقد وضعا فيها الكثير من الحكمة بين السطور خصيصا من اجل تسليتكم وتنمية روح الاكتشاف والابداع لديكم, ولتكن كلمات اغنية نجاة الصغيرة : "لو لم نجده عليها لاخترعناه" ملهما لكم في عملكم في هذا المجال.الستم مبدعين؟

القائد الضرورة

يجب ان يفهم الشعب انه يعيش على بركة الرئيسين وانه بدونهما سيضل الطريق في الصحراء السياسية, وسيكون عرضة للاستغلال من قبل الارهاب والفساد والامبريالية والصهيونية..والا اقول لكم اتركوا الامبريالية والصهيونية حاليا حتى اشعار اخر.

لكل عملة وجهها الاخر

للمبتدئين في الصحافة بشكل خاص, نذكرهم بان لكل عملة وجهين. لذا فيمكن بشكل عام دائما تصوير اي خطأ على انه حكمة عميقة, واي خسارة على انها مربح كبير, واية هزيمة نصر ماحق. اما كيف تكتشفون الوجه الاخر, فهناك العديد من التكتيكات الممكنة, واهمها الاسترشاد بالحكمة القائلة: "مصائب قوم عند قوم فوائد". فاذا ما سبب قرار للرئيس خسارة لطبقة من الشعب, لاسامح الله, ابحثوا عن طبقة اخرى استفادت من ذلك وركزوا عليها!
لكن تطبيق هذه الحكمة ليس سهلا دائما, فيجب ان يبدوا "الشعب" كله رابح دائما. وعلى اية حال لن تكونوا اقل مهارة من الجيل السابق الذي كان يستطيع اظهار اي قرار على انه انجاز كبير, حتى لو كان الغاء لقرار سابق, كان هو الاخر "انجاز كبير" وقت اقراره.

القنابل الاعلامية الذكية

نظرا لغنى الوان العراق وتنوع سكانه قررت اللجنة كذلك ان تتبع اسلوب "الاعلام الموجه الذكي". فمثل القنابل الذكية الموجهة بدقة, يجب توجيه رسائل مختلفة لمختلف فئات الشعب. وهذا يطرح فرصا اضافية وتحديات اضافية للاعلام. فمثلا عندما تكتب عن الرئيس بالكردية اكتب كيف انه استطاع بذكائه التغلب على العرب واصبح رئيسا عليهم, اما عندما تكتب عنه بالعربية فيمكنك ان تقول ان العرب تصرفوا بذكاء وقشمروا الاكراد بمنصب رمزي لايحل ولايربط. طبعا لن تقولوا ذلك بهذا الشكل بالضبط, والمثل يقول "لاتوصي حريص".
اما بالنسبة للسيد رئيس الوزراء فسيكون في بعض مقالاتكم اول من استطاع فرض قوانين الاسلام في العراق, وفي مقالات اخرى سيكون اكثر حداثة من العلمانيين, وسيقوم سيادته, خصيصا لمساعدتكم في عملكم, بزيارات متكررة, ليس فقط للجوامع والحسينيات, لكن ايضا لمعارض الفن الحديث وسيقوم بحضور عروض الفرقة السمفونية العراقية وتأسيس فرقة باليه عراقية جديدة. وفي مثل هذه الحالات سيتم ابلاغكم قبل فترة كافية لاعداد المقالات والاغاني المناسبة لتنشر وتبث فور قيام سيادته بالزيارات.

نقد من هم حول الرئيس مسموح به ومحبذ

اخيرا, وليس اخرا, نود ان نذكر هنا اننا نعيش في الديمقراطية واننا لن نحجب حرية النقد, فنحن نؤمن بالشفافية, لكن طبعا لايجب ان تبالغوا في ذلك فتتحول نواياكم الطيبة الى ادوات بيد اعداء الديمقراطية والفدرالية والاسلام. يمكنكم مثلا ان توجهوا النقد الى الوزراء واعضاء الجمعية الوطنية على "اخطائهم" فذلك مسموح, بل هو محبذ احيانا لانه يبين عسر المهمة التي يضطلع بها السادة في القيادة لمعالجة نواقص من حولهم. نتمنى من الله ان يوفقنا ويوفقكم لما فيه خير كل الشرفاء في الوطن.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة من روما القديمة الى بغداد الجديدة
- القطيع والراعي الجديد
- انليل: ذات صباح رطب في روتردام
- لقاحات ضد الجنون:الحلقة رقم صفر- مدخل الى الجنون
- سيف ديموقليس الجديد
- مسرحية يارة الصامتة
- بياع الخواتم وصحبه الكرام
- مهمات الحكومة القادمة: لكل معركة خيولها
- من يخجل مِن مَن؟ : دعوة لتجربة احترام طوعي للقانون
- هل كان السادات متخلفا عقليا؟
- ااشرف عبد الفتاح والسادات مرة اخرى, واصول الرد على كتابات ال ...
- بعض الناس يحس بالنقص
- التعامل الفعال مع ازمة الاردن
- الطلبة والعصابات والنكتة الايرانية: حول احداث جامعة البصرة
- تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام
- لبنان يكتشف دواء للسرطان
- ايكاروس: مضطهدي الشعوب يدرسونها, لكنها لا تدرسهم
- الاقناع المعكوس: حول قائمة الائتلاف والجلبي والقرارات العشوا ...
- اسئلة قبل نتائج الانتخابات
- نظرية الخونة الابطال لاسحق رابين واشرف عبد الفتاح


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - دع الخجل وابدأ النفاق: دعوة عاجلة