|
القرآن 3: مؤلف القرآن من خلال مصادره
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 18:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كما ذكرت في مقالين سابقين، اقوم حاليا بإتمام طبعتي العربية للقرآن. وقبل وضعها في موقعي للتحميل، اود ان اعرض في الحوار المتمدن بعض ما جاء في مقدمتها للنقاش راجياً القراء إبداء رأيهم فيها. وأعطي هنا الفقرة الخاصة بمؤلف القرآن من خلال مصادره، ولكن دون ذكر الهوامش لأن برنامج الحوار المتمدن لا يسمح بذلك.
أمام شح وتضارب المعلومات حول النبي محمد والقرآن، وخاصة في العصر المكي، نضطر للرجوع للقرآن ذاته الذي يدلنا من خلال مضمونه على الهوية الثقافية التي كان ينتمي لها مؤلف أو مؤلفو القرآن. وبطبيعة الحال يستبق المسلمون مثل هذا التفكير. فهم يعرفون أن القرآن يتضمن قصصاً وأسماءً وأحكامًا مذكورة في التوراة والإنجيل وغيرها من الكتب المعترف بها عند اتباعها أو المنتحلة، ولكن يقولون بأن التشابه ليس سببه نقلها من تلك الكتب بل لأن مصدرها كلها هو الله، والنبي محمد لم يطلع عليها بل الله أوحاها إليه. وهذا التفكير العقائدي لا يُعَوَّل عليه. فعند الباحث كل ما جاء في القرآن متشابها لما سبقه نقله مؤلف القرآن عنه.
وقد اشار المسلم حميد الله في ترجمته الفرنسية للقرآن التي صدرت في باريس إلى أوجه الشبه بين نصوص القرآن والنصوص اليهودية. وكذلك فعل المسلم ماندل في ترجمته الإيطالية. ولكن السلطات الدينية المسلمة ترفض نشر مثل هذه المعلومات حتى تبعد كل شبهة عن مصدر القرآن. فعندما نشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ترجمة حميد الله قام بحذف كل إشارة الى الكتب اليهودية والمسيحية. وكذلك عندما تم نشر ترجمة دينيس ماسون في بيروت بإشراف الدكتور صبحي الصالح مع إذن الأزهر قام هو أيضاً بحذف كل إشارة الى تلك الكتب. ولا نعلم إن كان هذا الحذف بموافقة المترجمين المذكورين أم فُرض عليهما فرضاً كشرط لنشر ترجمتهما.
نحن في حل من هذه المراقبة لأننا لا نخضع إلا للضوابط العلمية ولا نقبل الاحتكام إلا للعقل مع احترامنا لحق المؤمن في أن يتخذ الموقف الذي يريده وأن يقرأ هذه الطبعة أو أن لا يقرأها. وكما سبق وقلنا فأننا نعتبر أن القرآن ليس ملكاً لأحد وهو ذاته يرفض كل سلطة دينية: " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ" (113-9 : 31). ونحن إذ لا نفرض اعتقادنا على الغير نرفض أن يفرض الغير اعتقاده علينا. ونلاحظ من علاقة القرآن بالمصادر اليهودية والمسيحية التي سبقته ما يلي:
- جزء كبير من القرآن نُقِل من نصوص يهودية ومسيحية، وخاصة المنتحلة منها، ولكن المصادر اليهودية تزيد بكثير عن المصادر المسيحية بنسبة لا تقل عن 80%. وسوف نثبت في الهوامش مدى اختلاف القرآن مع نص العهد القديم والعهد الجديد واتفاقه مع الكتب اليهودية والمسيحية المنتحلة وكتب أخرى التي حيكت حول أحكام وشخصيات وأحداث وأساطير نجدها في العهدين القديم والجديد. فعلى سبيل المثال، يتكلم القرآن عن صحف إبراهيم وموسى (انظر خاصة الآية 8-87 : 19) ولكن ليس هناك ذكر لمثل تلك الصحف في العهد القديم، بينما نجد كتباً يهودية منتحلة تنسب إلى إبراهيم وموسى. كما أنه يتكلم عن معجزة نفخ السيد المسيح في طير صنعه من الطين فأصبح طيراً حياً ( انظر الآية 89-3 : 49 والآية 112-5 : 110)، وهذه المعجزة لا ذكر لها في العهد الجديد بينما تذكرها كتب مسيحية منتحلة. وسوف نعود إلى ذلك في هوامش الآيات ذات الصلة. وعليه، خلافاً لما يقوله القرآن في آيات عدة بأنه جاء مصدقاً بما في التوراة (انظر مثلا الآية 89-3 : 50)، فإنه جاء مصدقاً لما في الكتب المنتحلة والقصص الهاجادية غير القانونية التي وردت في التلمود وغيره. وقد يكون سبب اتهام القرآن بأن اليهود قد حرفوا التوراة هو عدم التطابق بينمها إذ ان القرأن لا يعتمد على التوراة (أنظر الآيات 87-2 : 75 و 79 و 174 و 89-3 : 199 و 92-4 : 46 و 112-5 : 13 و 41 و 44).
- يلجأ القرآن كثيرا إلى الاقتضاب في سرده للروايات اليهودية والمسيحية، يأخذ بعضاً منها ويترك الباقي. وقد يكون سبب هذا الإنتقاء تجنيد القرآن للنصوص التي يعتمد عليها لصالح ما يريد أن يثبته. وقد ذكرنا على سبيل المثال كيف تم اختزال رواية يوسف (أنظر هوامش الآيات م53-12 : 5 و 12 و 25) والنبي يونس - يونان (أنظر هامش الآية 2-68 : 48) والنبي إلياس - أيليا (أنظر هامش الآية م56-37 : 123) والنبي يحيى - يوحنا (أنظر هامش الآية 44-19 : 2). وقد نقلنا المصدر في الهوامش للمقارنة ولكننا اكتفينا في أمكان أخرى بالتنويه إلى هذا الاختصار لتفادي نقل فصول مطولة من التوراة حيثما اكتفى القرآن بجملة عابرة (أنظر مثلا هامش الآية 39-7 : 130 بخصوص قصة موسى). ونشير هنا على سبيل المثال إلى أن القرآن تغاضى تماما عن ذكر تفاصيل كثيرة في قصة موسى مثل موت ابكار المصريين وبهائمهم وطلاء العتبة بالدم وقصة خبز الفطير كما جاءت في الفصلين 11 و 12 من سفر الخروج. كما أن القرآن يتغاضى عن أخطاء الأنبياء ويمر عليها مروراً سريعاً كما هو الأمر مع داؤود فيما يخص استولائه على زوجة اوريا (أنظر هامش الآية 38-38 : 21). وبدلا من اتهام هارون بصنع العجل الذي عبده اليهود، نسب ذلك إلى سامري (أنظر هامش الآية م39-7 : 148). ويكتفي القرآن في بعض آياته بذكر اسم شخصيات دون إعطاء أية تفاصيل مثل النبي أليسع - اليشاع والنبي ذي الكفل (أنظر هامش الآية 38-38 : 48). والسؤال المطروح هو: هل مؤلف القرآن كان موجها كلامه عن هؤلاء الأشخاص إلى افراد يفترض أنهم يعرفون رواياتهم فلم يكن هناك حاجة للدخول في التفاصيل؟ إن كان الجواب إيجاباً، فهذا يعني انهم كانوا ينتمون إلى مجموعة لها اطلاع على الثقافة اليهودية والنصرانية. فمن غير المعقول أن يكون العرب الأمييون غير اليهود مطلعين على تلك الروايات. والمفسرون المسلمون أنفسهم لجأوا إلى الأساطير اليهودية لفهم القرآن.
- يكرر القرآن روايات يهودية ومسيحية كثيرة كما سبق وذكرنا، ولكن مع اختلافات بينها. فعلى سبيل المثال يُلاحظ أن الله قد استعمل عبارة مختلفة في التعريف بنفسه لموسى من وسط النار. ففي الآية 48-27 : 9 يقول عن نفسه "أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". وفي الآية 49-28 : 30 يقول عن نفسه "أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (أنظر هامش الآية 45-20 : 14). وفي رواية قوم لوط يقول القرآن ان الله أنزل عليهم حَاصِبًا (37-54 : 34)؛ مطرا (39-7 : 84)؛ مطر السوء (42-25 : 40)؛ حجارة من سجيل منضود (52-11 : 82)؛ حجارة من سجيل (54-15 : 74)؛ رجزا من السماء (85-29 : 34) (أنظر هامش الآية 37-54 : 34). هناك اذن تناقض داخل الروايات المختلفة.
- يخلط القرآن بعض الروايات اليهودية والمسيحية بعضها ببعض. ولا يعرف بالضبط سبب هذا الخلط. فمثلا تذكر الآية 39-7 : 160 "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا" وهذه الفقرة تخلط بين روايتين مختلفتين من سفر الخروج (انظر هامش هذه الآية). وتذكر الآية م49-28 : 23 عن موسى: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ". وهذه الآية هي خليط بين روايتين واحدة تخص موسى والأخرى تخص يعقوب (انظر هامش هذه الآية). وتقول الآية 49-28 : 38 "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ". ولا علاقة بين قصة موسى ورواية بناء الصرح التي قد تكون مأخوذة من بناء برج بابل (أنظر هامش هذه الآية)، كما لا علاقة بين هامان وموسى (أنظر هامش الآية 49-28 : 6). وهناك جدل واسع حول مريم (ام المسيح) التي يلقبها القرآن بأخت هارون وإمرأة عمران حيث يظهر أن القرآن يخلط بين مريم أم المسيح ومريم أخت موسى وهارون ووالدهم عمران (انظر هامش الآية م44-19 : 28).
ومن المعروف أن الوصول للمراجع اليهودية والمسيحية لم يكن متوفراً للجميع بل كان مقتصراً عامة على اتباع ملة هذه الكتب. وإذا أخذنا بالحسبان كل المراجع التي نُقِل عنها القرآن يمكن القول بأن مؤلفه كان ذا ثقافة دينية يهودية واسعة، وقد يكون عالماً يهودياً ممن ينتمون إلى فرقة الإبيونيين (الفقراء) ويطلق عليهم أيضاً لقب النصارى، وهم جماعة يهودية تقبل المسيح ولكن لها أناجيلها الخاصة واعتقاداتها اللاهوتية المختلفة عن المسيحية . وليس من المستبعد أن يكون المشرف على كتابة القرآن لجنة كتلك اللجنة التي عينها الخليفة عثمان، إذ أنه من الصعب تصور أن يقوم شخص واحد بمشروع مثل كتابة القرآن. كما انه محتمل بأن يكون القرآن تراكم لقصص تم تجميعها خلال عدة قرون كما هو الحال مع الف ليلة وليلة. وهذا التراكم واضح من خلال تكرار كثير من قصص القرآن.
وفي كشف المصادر التي تم استعمالها في تأليف القرآن عون كبير لفهم أفضل للنص القرآني خاصة فيما يتعلق بالآيات المقتضبة والناقصة كما سنرى لاحقاً (انظر مثلاً هامش الآية 112-5 : 32). وقد أشرنا في الهوامش إلى تلك المصادر على قدر المستطاع معتمدين على من سبقنا من الباحثين والمترجمين. وعملنا هنا يكمن خاصة في التأليف بين الابحاث السابقة، مع اضافات من عندنا. وأملنا أن تقوم لجنة من المتخصصين يفهمون اللغات الشرقية القديمة وآدابها الدينية بالبحث عن جميع المصادر بهدف التعرف على أوجه الشبه والاختلاف بينها وبين القرآن.
وإن كان مؤلف القرآن قد استقى معلوماته من الكتابات اليهودية والمسيحية، فإن كتب تفسير القرآن وأسباب النزول والسنة والسيرة والتاريخ تعتمد أيضاً بصورة كبيرة على تلك الكتابات. وهو ما تنبه له كثير من الكتاب المسلمين قديماً وحديثاً ويسمونه بالإسرائيليات، أي الآثار التي تُروى عن المصادر الإسرائيلية في كتب التراث الإسلامي، مع أن المصادر المسيحية قد تركت أيضاً بصماتها على تلك الكتب ولو بدرجة أقل. وقد طالب البعض بتنقية كتب التراث الاسلامي من الإسرائيليات، أو على الأقل أخذ الحذر منها. يذكر محمد أبو شهبة المواقف المتباينة من هذه الإسرائيليات: "فمنهم من يرى الاستغناء عن كتب التفسير التي اشتملت على الموضوعات والإسرائيليات التي جنت على الإسلام والمسلمين وجرت عليهم كل هذه الطعون والهجمات من أعداء الإسلام، وذلك بإبادتها أو حرقها، حتى يحال بين الناس، وبين قراءتها، والاكتفاء بالكتب الخالية أو المقلة منها، وتأليف تفاسير أخرى خالية من هذه الشوائب والمناكير [...]. وهناك فريق آخر يرى أن نجمع ما طبع من هذه الكتب ونخفيها عن أعين الناس، ثم نعيد طبعها بعد تنقيتها من الإسرائيليات والموضوعات". وبعد رفضه لهذين الاتجاهين يضيف: "فلم يبقَ إلا الطريق الثالث: وهو رأي القائلين بالتنصيص على هذه الإسرائيليات والموضوعات وردها من جهة العقل والنقل وبيان أنها دخيلة على الإسلام، ومدسوسة على الرواية الإسلامية وبيان من أين دخلت عليه، وذلك بتأليف كتاب، أو كتب في هذا ونشرها نشراً موسعاً، بحيث يستفيد منها كل مثقف، وكل متعلم، بل وكل من يحسن القراءة، وبذلك نقضي على ما في بعض كتب التفسير من شرور الإسرائيليات وسمومها التي أفسدت عقول كثير من الناس، ولا سيما العامة، وصاروا يتناقلونها على أن لها أصلاً في الرواية الإسلامية، وما هي منها في شيء" . وفيما يخص تأثير الكتب المسيحية، يضيف : "أن ما في كتب التفسير من المسيحيات أو من النصرانيات هو شيء قليل بالنسبة إلى ما فيها من الإسرائيليات، ولا يكاد يذكر بجانبها، وليس لها من الآثار السيئة ما للإسرائيليات؛ إذ معظمها في الأخلاق، والمواعظ، وتهذيب النفوس، وترقيق القلوب" .
والغريب في الأمر أن موقف المسلمين هذا من الإسرائيليات في كتب التفسير والحديث لا يمتد إلى الإسرائيليات التي جاءت في القرآن ذاته. فلو فعلوا ذلك لكان اعترافاً منهم بأن القرآن ليس منزلاً من عند الله بل منقولاً عن مصادر بشرية. ولو تم تصفية كل ما أخذه مؤلف أو مؤلفو القرآن من الإسرائيليين والمسيحيين، لبقي القليل في هذا الكتاب، علماً بأن فكرتي الوحي والنبوة ذاتهما إسرائيليتان أخذهما المسيحيون عن بني اسرائيل وامتدتا إلى القرآن وغيره من الكتب الإسلامية.
وإن أردنا أن نكون منصفين لقلنا إن الثقافة اليهودية والمسيحية والإسلامية مرتبطة بصورة وثيقة بالثقافات الدينية الشرقية التي سبقتها مثل الفرعونية والزردشتية والبابلية والأشورية والسومرية، ناهيك عن المعتقدات والطقوس الوثنية التي كان يتبعها العرب قبل الإسلام، نذكر منها على سبيل المثال طقس الحج والطواف حول الكعبة. فلا بد من معرفة كل تلك الروافد الشرقية حتى نفهم القرآن حق فهمه، بعيدين عن الهواجس الدينية. وأهم تلك الهواجس فكرة أن الكتاب منزل من عند الله وأن الدين عند الله هو الإسلام، مما يعني أنه لا دخل للبشر في صياغته. فالمؤمن يتعامل مع التوراة والإنجيل والقرآن على أساس أنها كتب مقدسة منزلة. بينما يرى الباحث فيها مجرد كتب بشرية مكدسة (بمعنى أنها تكدس ما سبقها من مفاهيم)، فيحكم الباحث ليس على ما يعتقد المؤمن من غيبيات، بل على ما يرى بأم عينيه. والباحث يحترم موقف المؤمن، لا بل يغبطه عليه لأنه لا يتعب العقل. ولكن في نفس الوقت على المؤمن أن يحترم موقف الباحث.
وفي كتابنا هذا سوف نركز على المصادر اليهودية والمسيحية المباشرة للقرآن دون التعرض لما سبقها من المصادر إلا نادراً، ودون استكشاف أثر تلك المصادر على السنة والكتب الإسلامية الأخرى وهي كثيرة جداً . ونشير هنا إلى أننا نذكر في الهوامش أولاً المصادر اليهودية والمسيحية المعترف بها، ثم المصادر الأخرى بقصد فهم الآيات ذات الصلة وفهم العلاقة بين تلك المصادر وتلك الآيات. ونشير هنا إلى أننا أعطينا فيما يخص المصادر اليهودية أهمية خاصة لكتاب لويس جينزبرج : أساطير اليهود Louis Ginzberg: The legends of the Jews هو كتاب بالإنكليزية شامل يسهل الوصول إليه وتحميله ( انظر الرابط في قائمة المراجع لهذا الكتاب )، يجمع الأساطير التي أتت في كتب غير كتب العهد القديم مثل التلمود والمدراشيم، أي التفاسير. وقد استفدنا من ترجمة بعض فقراته في كتاب مرشد إلى الإلحاد وابن المقفّع: الهاجادة وأبوكريفا العهد القديم. وبما أن بعض الروايات تتكرر في سور عدّة (مثل رواية نوح وإبراهيم ولوط وموسى ويونس ويحيى وعيسى ومريم وغيرهم)، فقد أشرنا إلى المصادر على قدر الإمكان في أول ذكر لتلك الروايات في القرآن، محيلين إلى ذلك في هوامش الآيات التي تكرر هذه الروايات.
وخلافاً لما فعلناه في الترجمة الفرنسية والإيطالية والإنكليزية، لم نكتفي بذكر المصادر بل اقتبسنا منها فقرات مطولة بعض الأحيان لأن المسلمين عامةً لا يرجعون إلى الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية بسبب اعتقادهم أن تلك الكتب محرفة ولأن حديثاً نبوياً يمنعهم من قراءتها. والفتاوى المعاصرة لا تسمح بقراءتها إلا للعلماء الذين يريدون ان يردوا على اصحابها. فقد سئل الشيخ ابن عثيمين: "ما حكم قراءة الكتب السماوية مع علمنا بتحريفها؟" فأجاب: "أولاً يجب أن نعلم أنه ليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد لله بقراءته وليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد الإنسان لله تعالى بما شرع فيه إلا كتاباً واحداً وهو القرآن. ولا يحل لأحدٍ أن يطالع في كتب الإنجيل ولا في كتب التوراة. وقد روي عن النبي ... رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة من التوراة فغضب وقال أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب؟ والحديث وإن كان في صحته نظر لكن الصحيح أنه لا اهتداء إلا بالقرآن. ثم هذه الكتب التي بأيدي النصارى الآن أو بأيدي اليهود هل هي المنزلة من السماء؟ إنهم قد حرفوا وبدلوا وغيروا فلا يوثق بأن ما في أيديهم هي الكتب التي نزلها الله عز وجل. ثم إن جميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن فلا حاجة لها إطلاقاً. نعم لو فرض أن هناك طالب علم ذا غيرةٍ في دينه وبصيرةٍ في علمه طالع كتب اليهود والنصارى من أجل أن يرد عليهم منها فهذا لا بأس أن يطالعها لهذه المصلحة وأما عامة الناس فلا. وأرى من الواجب على كل من رأى من هذه الكتب شيئاً أن يحرقه" .
-------------------------------------- أطلبوا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14 حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131 حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 موقعي http://www.sami-aldeeb.com مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com عنواني [email protected]
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القرآن 2: مؤلف القرآن
-
القرآن 1: جمعه وفقاً للتقليد الإسلامي
-
لماذا تهجمك الغامض على الاسلام؟
-
توقفوا عن صيام رمضان لمكافحة الجوع
-
جريمة الختان 154: رأي موسى بن ميمون
-
حد الردة: لقد وصل السيل الزبى
-
وزراء عدل عرب اولاد عاهرات
-
جريمة الختان 153: رأي القاضي الليبي مصطفى كمال المهدوي
-
جريمة الختان 152: فتوى سعودية
-
جريمة الختان 151: غباء الشيخ يوسف القرضاوي
-
جريمة الختان 150: فتوى الشيخ محمّد سيّد طنطاوي
-
جريمة الختان 149: فتوى الشيخ محمود شلتوت
-
جريمة الختان 148: فتوى الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
-
بنفع اصير نبي؟
-
جريمة الختان 147: هل هناك ضرورة لقانون لمنعه؟
-
جريمة الختان 146: منع الختان بين التدرّج والتسرّع
-
جريمة الختان 145: منع الختان بين المُثُل والإمكانيّات
-
جريمة الختان 144: إذن ممارسة العمل الطبّي
-
جريمة الختان 143: تدخّل السلطات الدينيّة
-
جريمة الختان 142: حدود سلطة الأهل على القاصرين
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|