أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا مليونير حقيقي














المزيد.....

أنا مليونير حقيقي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 15:29
المحور: كتابات ساخرة
    


أُصبت قبل يومين أو قبل أسبوع بحالة من الدوران والارتجاف في الأطراف العليا من الجسم فتفحصت نفسي عند الطبيب فوجد أنني مصاب بحالة نقص سكر,طبعا هذا حسب الفحص الأولي,عندها وأنا خارج من عيادة الطبيب وجدت في صالة الانتظار مقعدا خشبيا لا يجلس عليه أي أحد فجلست عليه وخلعت حذائي وأخذت قسطا كبيرا من الراحة وفكرت في أمري واكتشفت أنني أغنى رجل يمشي على وجه الكرة الأرضية, بينما راح الطبيب يقلب في الملفات التي أمامه وبينما كانت الخادمة تقوم بتنظيف الأرضية رحتُ أنا أغط في نوم عميق وأنا جالس على الكرسي يهتز رأسي يمينا وشمالا,وبدأت أحسبُ بأيامي وكم تبقى لي من العمر حتى أعيش حياة هانئة وهادءة ومثيرة بدل كل هذا الصخب والتعب والإرهاق,وأـخذتني التصورات بعيدا ورحتُ أُطمئنُ نفسي طمأنة كبيرة واكتشفت أن أعضائي البشرية عبارة عن كنز عظيم جدا أنا مليونير, وفجأة صحوت من النوم ومن سكرتي التي تسلطتْ عليّ من شدة التعب والارهاق وصحتُ قائلا:مليونير....مليونير...وصحوت أكثر فأكثر ورحتُ أفرك هعيوني بأصابع يدي وأنا أقول:أنا مليونير ولا أدري عن حالي...أنا أملكُ رصيدا كبيرا في البنوك العالمية ولا أدري...فعلا أنا مليونير وأغلى بكثير مما كنت أتوقع,وأحسست بجفاف في حلقت فهرولت مسرعا إلى صنبور الماء وشربت منه بنهم كبير وكأني لم أذق طعم الماء منذ أيام كثيرة وأنا أردد خلف لساني: مليونير كبير...كيف غابت عن فكري هذه الفكرة؟وكيف لم أكتشف هذا من قبل؟أنا لست فقيرا كما كنت أتوهم ذلك,بل أنا غني جدا مثلي مثل أغنى رجل في العالم,وأنا فعلا لا أسخر من نفسي ولا من غيري,أنا فعلا مليونير ومن المتوقع أن تبلغ ثروتي هذا العام أضعاف ما يملكه الوليد بن طلال أو بل غيتس,هؤلاء بالنسبة لي اليوم فقراء جدا مقارنة مع ما أملكه من نقود,ومن المحتمل أن توضع صورتي هذا العام على أقوى وأكبر المجلات العالمية الخاصة بمتابعة المشاهير,فقد أصبح هذا العام مشهورا جدا بسبب تراكم الثروات بيدي,أنا مليونير حقيقي وليس ملونيراً مزيفا أو كذابا أو نصاباً,أنا مليونير وأغنى رجل في العالم من حيث النقود فلا أحد يمتلك ما أمتلكه من نقود على شكل دولارات أو على شكل ذهب,المهم في الموضوع أنني مليونير فعلا ولدي رصيد كبير من الأعضاء البشرية القابلة للتجارة,فلدي مثلا كلى وغيري من الناس يدفع بالألوف المؤلفة من أجل أن يحصل على واحدة منها,فعندي الكلى عبارة عن منجم حقيقي من الذهب ولا يمكن أن يحصل بعض الناس على مثلها إلا إذا دفع ثمنها ثمنا باهظا من جيبه ومن قلبه,وأنا شخصيا من غير الممكن أن أبيعها ب100ألف دينار أردني وحتى لو دفعوا لي ضعف هذا المبلغ فإنني لن أتنازل عن أي واحدةٍ منهن, وعيني أو قرنيتي,هل من الممكن أن يقدرها أحدٌ بثمن؟هل تستطيع أنت أن تحصل على قرنية مثل القرنية التي بحوزتي؟ حتى ولو دفعت مليون دينار أردني ,قرنيتي من النوع الأصلي ولا يمكن أن تجد مثلها في دكاكين الحارات القروية ولا يمكن أن تجد مثلها في (مكه مول)أو(إربد مول)أو(سامح مول),قرنيتي ليست أي كلام قرنيتي تحتفظ بالصور هي والشبكية وأفضل عدسة خلقها الله,طبعا عندي كنوز أخرى ثمينة جدا أهمها القلق النفسي المصاب به والذي يدفعني دوما إلى الكتابة وإلى الإبداع الحقيقي, وأنا عندي مخ عظيم وكبير,هكذا يقول معظم قُرائي فعلا إذا دققت النظر في نفسي فإنني سأكتشف بأن الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا أحد يعرف مثل هذه القيمة إلا الذي يفقدها,فالذي يفقد الكلى يعرف قيمتها والذي يفقد قرنية العين يعرف قيمتها أيضا.

وكذلك عندي الكثير من المعادن الثمينة في دمي وعندي مخزون كبير من مادة البلاتين,وفي دمي نبعةٌ من الذهب لا ينفذ معينها أبدا,وبما أنني نمت قليلا وكسرتُ النعسة فإنني سأمشي سريع إلى لبيت لأبش أمي وأولادي بهذه البشر العظيمة وسأقول لأمي بأنك ولدت طفلا مليونيرا كبيرا,أنت يا أمي أم المليونير الكبير جهاد علاونه ,سأقول لأولادي:أنتم محظوظون جدا لأنكم حصلتم على أب مليونير كبير جدا,أتم منذ هذا اليوم ستحصلون على كل ما تريدونه,فقلب أبوكم لا يقدر بثمن,وقلم أبوكم لا يقدر بثمن,وكتابات أبوكم لا تُقدر بثمن,ورئة أبوكم لا تقدر بثمن,وبنكرياس أبوكم والغدد الصماء عن أبيكم لا تقدر بثمن مطلقا,فعلام أنتم محزنون؟لماذا أنتم هكذا متجهمون,قوموا إلى دنياكم وأكلوا ما لذ وطاب لكم من شتى أنواع الطعام على حساب صحة أبوكم المليونير.

وسأعلم كل الأصحاب والأصدقاء والمعارف والزملاء في العمل بأنني مليونير ومن أراد أن يستدين مني مليون أو مليونين فليأت على جناح السرعة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشلوا في تربيتي
- الكفار هم خير أمة أخرجت للناس
- نحن أكذب أمة عرفها التاريخ
- خوفي وقلقي
- أيهما أفضل المواطن المسلم أم المُلحد؟
- حقيقة الدين الإسلامي
- بين الأمس واليوم
- نحن
- عصر التنوير
- السحر الحقيقي
- بوذا والتخلص من الرغبات
- نفحات مسيحية
- العودة للتراث
- نحن أمةٌ مجرمة
- وسخ الدنيا
- من الذي سيصلح الأرض,المسيح أم المفكرون؟
- العرب الفراعنة
- دراسة نقدية عن رواية القط الذي علمني الطيران
- لماذا كان المسيح كثير البكاء؟
- اليهود والعصفور


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا مليونير حقيقي