أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - باسم السعيدي - الشارع المصري .. بضاعته ردت اليه














المزيد.....

الشارع المصري .. بضاعته ردت اليه


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1188 - 2005 / 5 / 5 - 12:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حملة كبيره يقودها المثقفون المصريون ، على اختلاف مشاربهم الفكرية والثقافية ، لوأد فتنة تستيقظ هذه الأيام في مصر .
غير واحد من هؤلاء (المثقفين المؤدلجين ) راح صوته يرعد ويزبد في الاشادة بـ (المقاومة العراقية ) ، ويبرر سفك الدماء المجاني والمبرمج (على الهوية) ، ولم يخفوا ذلك .
كانوا يسوقون الحجج تلو الحجج حول الغرب الكافر ، وأمريكا المجرمة ، وفضائع أبو غريب ، راحوا ينظِّرون لخطف الصحفيين الأجانب ، وقتل العمال النيباليين ، ومارغريت حسن ، وكيف يعد ذلك من أعلى درجات الجهاد في سبيل الله ، واضطلعوا بمهمة مؤازرة لحملة القتل المنظم ضد الشرطة العراقية ، والجيش العراقي ، وكأن قتل العراقيين .. يحرق قلب أمريكا .. ويخرج جيوشها من أرض العراق .
وبلا وعي منهم .. كانوا يشنون حملة كراهية وعداء .. وتأليب للشارع العربي والشارع المسلم وخصوصاً ذوي الوعي المتدني .
صارت حملة الحقد المقدس جهاداً .. وكره كل العيون الملونة .. سباقاً لنيل الرضا الالهي .. والحقد على المؤسسات العراقية التي أدارت ظهرها لنظام صدام .. صار غذاءاً يومياً .. على العربي والمسلم أن يقتات عليه .. كي يصبح هؤلاء وطنيين .. وكي يضفون الصدقية على ما يكتبون ، دون أن يفهموا أن قطع الرؤوس ثقافة القرون الوسطى ، وفي المقاييس العصرية .. لا تعد ثقافة بالمرَّة .
لقد أنشأوا ثقافة وضيعة بمعنى الكلمة .. تخالف حتى كتاب الله حين يقول ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) ، وتخالف كل الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية التي تحكم الصراعات المسلحة .
فلم يكن من بد أمام ابن الشارع البسيط الذي تمت تعبئته وبعملية غسيل دماغ لا نظير لها .. ضد كل ما هو غير عربي ، بل ضد كل ما هو عراقي .. بعيد عن الثقافة الوضيعة تلك التي لا ترى من قيم وحياة الا لمن يعبدون ألههم .. اله العروبوية العنصرية المقيتة .
تفجر الشارع المصري .. لكن على من ؟
على قطاع السياحة .. بمصر .. ذلك القطاع الذي يؤمِّن ثاني دخل لمصر بعد قناة السويس .
السياحة بمصر لها أوصاف ثلاث .. تتفرع بعدها الى تفريعات أخرى .
الأول .. المواخير والملاهي وحفلات الرقص الشرقي .
الثاني .. تجارة الجنس.
الثالث القمار والمراهنات ..
وكل ذلك يكمن في (شارع الهرم) لتكتمل الصورة السياحية .. في الجانب الأثري الفرعوني لمصر .
الشارع العربي عموما .. والفقير منه خصوصاً .. الذي يفتقد الحصول على ملذات الدنيا .. يعكف من خلال حرمانه على الجانب الروحي للتعويض بملاذ الآخرة .. عن ملذات الدنيا .
وهذا الشارع هو أول من يعنيهم الأمر بالخطاب الوطني والقومي ، والاسلامي .
والخطاب الاسلامي هو الأكثر وقعاً في النفس ، وتدنِّ الثقافة والوعي الاسلامي يربك المسلم من التناقض الصارخ بين الخطاب التعبوي ، وبين الواقع المنحرف اسلامياً .
وربما وثق المثقفون كثيراً في أن خطابهم الأيديولوجي انطلق ليتخصص بالساحة العراقية .. لكن هذه الثقة كانت في غير محلها .. بل تبتعد كثيراً عن (الكلِّيات) التي يطرحها الخطاب الديني والأيديولوجي للمثقف المصري .
الشيء نفسه حصل فيما يتعلق بالخطاب الديني لطلبة العلوم الدينية في السعودية ، لكن المثقف المصري (بغالبيته وليس بكليته) لم يعِ الدرس الذي أوضحته بشكل جليّ أحداث الشارع السعودي .
بل أدار ظهره بغباء ملحوظ لهذه الهجمة التكفيرية .. وكأن الأمر لا يعنيه ، بل كأن لديه الحصانة من كل ذلك .. ربما بسبب ثقته العمياء بقانون الطوارئ الذي تتذرع به الحكومة المصرية لضرب الاسلاميين .
لكنهم نَسَوا الخلايا النائمة .. ومشاريع الخلايا .
تلك التي لا تحتاج الى الاستيقاظ سوى الى فرصة .. ثغرة أمنية .. يمكن استغلالها .. وهذا ما حدث فعلاً ، فالتنظيمات الأميبية .. التي تبلور نفسها بالشكل الذي يسمح لها به الموقف .. تتواجد .. بدون أن تسأل نفسها .. هل الجهاد في العراق واجب.. وفي غيره محرم ؟
الخلايا هذه لم تعد تفرق .. لأنها ببساطة لا تنصاع للأنظمة الأمنية في بلدانها .. فالخطاب الاسلامي يمضي بعيداً .. وسريعاً .. ولا يقف عند حد .
أما المثقف المصري .. فتراه اليوم ينقسم على نفسه .. قسم منه .. كان يعي تلك الخطور في تعميم الخطاب الأيديولوجي والاسهاب في سوق التبريرات للعمل المسلح بلا ضوابط .. وهاهي الأيام تثبت صحة رؤيته .
والقسم الآخر .. وقع في تناقض مع نفسه .. فالأمريكان هم الأمريكان .. في مصر أو العراق (أقصد المدنيين) ، والاسرائيليين .. هم ذاتهم .. بل الصورة هنا أوضح ، كون الخطاب العروبوي لا يفرق بين مدني اسرائيلي وبين عسكري .. ويعدهم .. بلا استثناء عسكريون .. يلبون الطلب عند الحاجة ، والغربيون هم الغربيون .. فلماذا الصحفي مصون في مصر .. ومنتهك في العراق ؟ الانسان البسيط لايفهم هذا التمايز .. بل المثقف المتحضر لن يفهم هذا التمايز .
على أية حال .. ها هي بضاعة المثقف المؤدلج المصري ردت اليه .
وهو .. مطالب قبل غيره ، في شرح ذلك التناقض .. بين التأليب على الغرب وامريكا والاسرائيليين .. وبين ارسال التعازي الى ذوي الضحايا من الاسرائيليين ؟
واذا لم يشرح موقفه بشكل وافٍ .. فقد ينقلب السحر على الساحر .. ويكون هو موضع التخوين والتجسيس .. الذي كان يصب غلواءه على غيره ممن اختلف معهم في الرأي .. أو العقيدة السياسية .
بغداد
باسم السعيدي



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول بيان حزب مصر الفتاة
- ديمقراطية الذئاب .. حول أحداث البصرة
- احداث البصرة ... نذير الشؤم
- رقصة السلط
- حملة للتضامن مع تيسير علوني
- الـ 169 .. رؤية للخطوة القادمة
- مشروع السلفية الإنمائية ... بدلاً من السلفية الجهادية –الحلق ...
- دموع كافكا
- تطور الجريمة المنظمة .. ناقوس الخطر يدق
- بين أصابع القدر ... الملف الأمني
- انما الأمم الأخلاق ما بقيت ..
- سيناريو طرد الاحتلال .. قصة قصيرة
- تقييم الساسة غير الحكوميين في العالم العربي
- فرية كامل السعدون ... حول الإسلام
- الى وزير التجارة العراقي ... تحذير
- الجيش الاسلامي .. والمطالبة بالفتوى
- هل تقدر الحكومة على الصمود ؟
- أي الاسلام .. هذا الذي يقبل بما يجري؟؟
- مخالب الأسد .. من بعبدا الى الدستور
- عدنان الزرفي..النموذج


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - باسم السعيدي - الشارع المصري .. بضاعته ردت اليه