ماجد عبد الحميد الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 17:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
على الرغم من ان القران الكريم والرسول الاعظم ( ص ) قد حذرا من خطر ثقافة التصحر الاعرابية في كثير من الايات و الاحاديث إلا ان هذا الفكر الصحراوي قد أعيد احياؤه من جديد في بيئة الاعراب الذين نبذهم القران الكريم ووصفهم بـ (اشد كفرا ) ..فكانت الحركة الوهابية التي نشأت وترعرعت في بيئة الصحراء. ويعلل أ.د. زكريا قورشون في كتابه ( العثمانيون وال سعود في الارشيف العثماني 1745-1914 م ) سبب انتشار الفكر الوهابي في بيئة الاعراب بقوله : ( ولا ريب ان العامل الاساسي في انتشار الوهابية كونها تمس طبيعة الحياة البدوية التي تفرض على اهلها مواجهة اقسى الظروف بشكل دائم ، وتعكس هذه الخشونة وهذه القساوة في تصرفات البدو. لا اعتدال ولا تسامح او تساهل ، فالقساوة والغدر ضد الاخرين من اجل العيش . ولذلك تقبلوا بسهولة هذا المفهوم الديني المتطرف الذي يربط الحياة بقواعد قاسية لا تقبل التغيير . اضف الى ذلك ان عاداتهم وتقاليدهم تبيح لهم الغارة وغزو الغير ، وهذا الفكر الوهابي الجديد اوجد لهم ذريعة لمهاجمة واستباحة من يخالفهم في الرأي والاعتقاد ، مما ساعد على الانتشار السريع لهذا الفكر بين البدو).
اذن هناك تقارب شديد بين قيم البداوة والحركة الوهابية التي تستمد جذورها من الاسلام الاعرابي الذي قرنه الرسول (ص) بالكفر في حديثه الذي قال فيه : ( التعرب بعد الهجرة كفر). لقد تمت اعادة انتاج هذا ( الكفر الذي سمي فكرا ) من جديد ليطغى على القيم الانسانية النبيلة التي جاءت في القران . فوجد هذا الفكر الاجواء المناسبة في بيئة الصحراء لكي ينتشر وينمو بعيدا عن الحضارة والمدنية . لذلك يكثر تواجد هؤلاء الوهابيين في المناطق الصحراوية ما بين العراق وسوريا ( الجزيرة السورية) وفي صحراء سيناء و الصحراء الكبرى بين الجزائر والمغرب وليبيا ومالي فضلا عن كونه قد نشأ اصلا في صحراء الجزيرة العربية.
ان العودة لثقافة الصحراء هي عودة الى دين الاعراب الذي حذر الرسول الكريم (ص) اصحابه منه ، فمنعهم من ان يعودوا الى حياة البداوة و التعرب بعدما انعم الله عليهم بالدين الانساني الاسلامي الحنيف في ( المدينة ) . فلا عودة الى الصحراء بعد الهجرة الى المدينة . ولكن هؤلاء الاعراب عادوا الى الصحراء و الاماكن المقفرة وارتدوا عن الاسلام الذي قيّدهم بتعاليمه وقيمه التي لا تنسجم مع عاداتهم وتقاليدهم الصحراوية التي توارثوها من الاسلاف .
وهاهم اليوم ينتشرون كالجراد في بيئة الصحراء حاملين قسوتها وجبروتها وبطشها وفتكها معهم متخذين من الغزو مهنة لهم ومن العصبية القبلية رابطة بينهم ، رافعين شعارا : (اهلي وعشيرتي ).
#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟