باسم محمد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 14:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الامور التي شهدتها العملية السياسية في العراق وأثارت تقييمات مختلفة من قبل الشارع السياسي هو كثرة الاحزاب الدينية التي ظهرت في البلاد وسيطرت على العملية السياسية .
والملاحظ في هذه الاحزاب أنها شملت معظم أطياف النسيج الديني العراقي فهناك احزاب دينية شيعية واحزاب دينية سنية وأحزاب مسيحية بمختلف ألوان الطيف المسيحي في العراق وأيزيدية وغيرها .
لقد فرضت هذه الأحزاب حضورها ليس على الطيف الذي تمثله وحسب بل وأن الكثير منها قد تمكن من السيطرة على العملية السياسية ذاتها فأصبحت هذه العملية وكأنها عملية سياسية تسعى لتأسيس دولة دينية .
ويرى البعض ان وجود هذه الاحزاب هو تأكيد على قوة الديمقراطية العراقية لكن من جانب آخر يرى آخرون ان هذه الاحزاب ربما تساعد بقصد او دون قصد إلى انتشار التطرف والعنف لا سيما .
وعلى الرغم من ان كثير من هذه الاحزاب تتقيد بالديمقراطية وتعمل وفق اطرها إلا انها لن تحصد نجاحا بدون توجيه المجتمع بأتجاه يخدم نموها وهو اتجاه الانغلاق على الفئة الدينية والتطرف في التعاطي مع الشأن الديني .
لقد وصل الحد بالأحزاب الدينية حد فرض الوصاية ليس على اتباعها وحسب بل و ايضا فعادة ما نشهد تحركا من هذه الجهة او تلك لفرض الاحكام الدينية التي تتباناها دون أي حسبان لدور الدولة وموقفها كما يحصل في الغالب في موضوع النوادي الاجتماعية أو محلات بيع المشروبات الروحية وما إلى ذلك .
ان تضخم دور الاحزاب الدينية على حساب دور الدولة سيؤدي آجلا أو عاجلا إلى تداعي الديمقراطية وإنهيار مشروع الدولة المدنية ليحل محلها دولة تتناهشها الاحزاب الدينية المتصارعة .
#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟