سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 00:48
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
إن المجتمع الألمانى فى القرن الماضى قد أختار ( أدولف هتلر ) وأفكاره الدمويه الأقصائيه النازيه _ التى لا تختلف كثيراً عن أفكار التيارات اليمينيه المنغلقه المتشدده الموجوده فى مجتمعاتنا العربيه وإن كانت النازيه أقل سوءً وخطراً لأنها غير ذات مرجعيه مقدسه _ أختياراً ديموقراطياً صندوقياً حراً نزيهاً بنسبة تصويت عاليه ، وأحبه الشعب الألمانى حباً قد يصل لدى البعض منهم إلى حد العباده وبذل النفس من أجله ورضخ له ودعمه لأستطاعته القضاء على البطاله وتحقيق قدر عال من القوه العسكريه والأزدهار الأقتصادى ( بخلاف سبب أخر شديد الأهميه وهو توافر قدر من الأستعداد النفسى والفكرى لقبول تلك الأيدلوجيه المدمره ) قد أدى هذا الأختيار والقبول بوجود مثل تلك الأفكار والسماح لها بالوجود السياسى والحزبى بل وأمتلاك السلطه إلى كارثه تمثلت فى نشوب حرب عالميه مدمره أودت بحياة الملايين وتسببت فى تدمير ألمانيا تدميراً لم تشهد له مثيل
إن أهم تغيير هو تغيير القاعده الفكريه للعقل ، إننا بحاجه إلى ثوره فكريه تلوى أعناقنا إلى الأمام وتقيمنا من رقدتنا ومن ركودنا وجمودنا وغيبوبتنا التى قد طالت كثيراً جداً حتى غرقنا إلى أذنينا فى بحار الغيبيات والخرافه واللامعقول واللاموجود .
إننا بحاجه إلى حائط خلق وتكوين حائط صد ثقافى ممنهج لدى العقل العربي ، وتقوية مناعته لمقاومة تلك الأفكار السرطانيه
والتى لن تسفر إلا عن ما أسفرت عنه التجارب العديده لكثير من البلدان التى تمكنت بها تلك التيارات الرجعيه الظلاميه من الأستيلاء على الحكم بعد خداع تلك الشعوب بالوعود البراقه السرابيه فى حقيقة الأمر ، والجنه التى لم تكن إلا جحيماً وفقر ومرض وتفكك وأنقسام وتشرد لمئات الألاف من البشر وأنهيار متكامل وأحتلال من دول لا تسعى ولا تهتم إلا بنهب الثروات
إن بداية تغيير البنيه المعرفيه الوراثيه التلقينيه الملوثه والهشه وأستبدالها ببنيه معرفيه أختياريه مستنيره وفاحصه ومدققه وباحثه عن الحقيقه ومنفتحه ومرنه ومتطوره ومبدعه ، لن تحدث إلا بنهضه ثقافيه وفنيه وعلميه وأجتماعيه وأخلاقيه حقيقه
وليست مصطنعه كما أعتدنا ، نهضه شامله تنهض بالشخصيه المصريه والعربيه _ بعدما تعود مصر كما كانت رائدة وقاطرة النهضه فى العالم الناطق بالعربيه _ وتكسبها روح السمو الحضارى والأرتقاء بالذوق العام وتنمية الجانب والحس الجمالى والفنى للفرد ، نهضه علميه وتعليميه تبنى عقلية المواطن منذ نعومة أظفاره على النقد والفحص والتميز والفرديه وحب الحياة وتحقيق الذات والبعد عن القطعنه وحرية الأختيار والأختلاف وتمده بالعلم والفكر الحقيقى وليس بالأساطير والروث والعفن والتبلد الحسى ومصارعه الكائنات الوهميه وكراهيه المختلفين وأشتهاء الموت للغير وللنفس .
( وللحديث بقيه )
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟