جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 14:37
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من اين اتت (منارة) الاسلام؟
لا تزال الكنيسة تشتهر بمصابيحها و مشاعلها و اضوائها. لربما دخلت هذه التقاليد الى المسيحية في فترات مختلفة من الديانات الاخرى كالوثنية و البوذية (الفارسية) او غيرها من التقاليد غير الدينية السائدة. يحتاج هذا الموضوع المهم بالتأكيد الى دراسة اكاديمية مفصلة.
احدى الظواهر التي جلبت انتباه العرب القدماء كانت اضواء و مشاعل الرهبان التي وردت ايضا في الشعر العربي القديم. اهم هذه المفردات هي (المنارة) التي تحولت من مشعل و ضوء الكنائس الى هندسة معمارية و رمز الدين الاسلامي و المسجد بامتياز و اسم بنات مسلمات (تركيات). كانت تسمى المنارة ايضا المئذنة. لم تكن هناك (منارة) في المساجد الاولية و كان الاذان يلقى من فوق مكان عال او على سطح بيت محمد وفق بعض الاحاديث و ظهرت اول المنارات 80 سنة بعد وفاة محمد و معها ظهرت القصص الخرافية بان المنارة هي باب الجنة و الارض و مستقيم مثل حرف الاليف في العربية ( راجع قصة اليف الحقيقية هنا)
http://en.wikipedia.org/wiki/Aleph#Arabic
لجميع الثقافات رموزها و لكننا نجد ان بعض هذه الرموز هي دخيلة عليها فمثلا نجد وردة الخزامي Tulip رمز هولندا رغم انها في الحقيقة فارسية من (دلبند) استعيرت عبر التركية الى ان وصلت النمسا و منها الى اللغات الاوربية الاخرى و انت ترى الشبه بين شكلها و العمامة الفارسية turban بشكل واضح. مع الاسف لا تستطيع كثير من المصادر تعقب قصة (المنارة) الحقيقة و لا تعلم ان (المنارة) لم تكن للآذان بالاصل كما نرى في كلمة المنارة نفسها اي علاقتها الوثيقة بالنور و النار او بعبارة اخرى كان الغرض الاول اصلا (برج للمراقبة) و ليس للحي على الصلاة. يجب الملاحظة هنا بأن كلمة (مؤذن) تعود ايضا الى قبل الاسلام.
لذا فالمنارة هي بالتأكيد استعارة من الارامية. لاحظ ايضا التخبط العربي في جمع الكلمة: المناور من (النور) و المنائر من (النار). ليست المشاعل و الشمعدانات من الحاجات البيتية لناس تريد ان ترى بالليل على ضوء المشاعل (مصباح) و اضوائها و زيتها الصعب المنال. لربما كانت المنارة سابقا مشعل في الكنيسة. اضافة الى (المنارة) هناك مفردات اخرى تعود الى حقل الضوء و المشاعل و المصابيح استعارتها العربية اما من الفارسية او الارامية او اليونانية سوف اتطرق لها في مقال خاص بها.
ww.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟