أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - هل دول العرب دويلات أم شركات؟














المزيد.....

هل دول العرب دويلات أم شركات؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 04:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يمكننا أن نُقسِّم دول العالم تقسيما مختلفا عن التقسيمات الأكاديمية المعتادة، التي قسَّمتْ دول العالم حسب أنظمة الحكم والمواقع الجغرافية والتواريخ النضالية ، فنقسم نحن دول العالم في هذا الزمن قسمين لا غير: دول الصيد، والدول الفريسة.
تختلف دول الفريسة فيما بينها، فمنها دولٌ انتقلت من الفريسة إلى الصيَّاد بعد أن تعلمت من تجاربها الطويلة، وتمكنتْ من بلورة نظامٍ لتسيير حياتها؛ كالصين والهند والباكستان وإيران وتركيا وكثير من دول جنوب شرق آسيا وجنوب إفريقية وغيرها.
ومن الدول الفريسة أيضا دولٌ كانت أقل استفادة من تجاربها، وظلتْ تمارس الوقوع في الخطأ نفسه مراتٍ عديدة، وأبرز تلك الدول منظومة العالم العربي المُفكَّكة، وكثير من دول إفريقيا وآسيا، هذه المجموعة من الدول التي لم تتعلم من تجاربها ومن تجارب الدول الأخرى ظلت في منزلة البقرة الحلوب التي تتغذى في مزارع الأوطان، ولكنها تُحلب في محالب الدول الأخرى، وهي مجموعة كبيرة اعتادت أن تشتري حليب أبقارها من خارج حدودها، وأن تُودعَ ثرواتِها بعيدا عن أوطانها، هذه الدول لم تعد في مفهوم علم السياسة في ألفيتنا الثالثة دولا ذات سيادة، لها علمها الخاص وعملتها ونظام حكمها، بل أصبحت فرائس وطرائد تديرها عن بعد شركاتٌ استثمارية عقارية واقتصادية، الحاكم والرئيس والأمير والملك فيها مديرُ شركة لاغير، يوقِّع عقدا مع رؤسائه في الشركات العالمية الكبرى نظير أن يؤجِّر شركته أو( وطنه) سنة أو سنوات، نظير مبالغ معروفة!!
وهناك أنماط عديدة من أمثال رؤساء الشركات هؤلاء، فمنهم (مديرو شركات) يبيعون أوطانهم في سوق التجارة العالمي، في مقابل حصولهم على تفويضٍ بحمل مفاتيح خزائن الأوطان، وهؤلاء لا تهمهم تواريخ الأوطان ونضالها الطويل وتراثها الثقافي والفكري، بقدر ما يهمهم سعر البيع، وكيفية دفع الثمن!!
ومنهم من يرهنون (اوطنهم) رهنا عقاريا عند المسشتثمرين الكبار، نظير أن يوفروا لهم ولعائلاتهم الرفاهية والرصيد المالي، بغض النظر عن شروط الرهن العقاري لوطنهم وبلدهم، وهؤلاء يُفصِّلون أوطانهم على مقاييسهم الشخصية، فيستنون القوانين واللوائح المناسبة لهم ويمزجونها بشعارات برَّقة، ويُسخرون التقاليد السائدة والأديان لخدمة مبادئهم!!
ومن أبشع أنماط حكام الأوطان، أو بعبارة أكثر دقة( مندوبي الشركات الوطنية) هم الديكتاتوريون الطغاة، مندوبو الشركات، ممن تقتصر مهمتهم الرئيسة في وأد بذور الثورة والتمرد والإبداع في نفوس الشباب، وإنهاك مواطنيهم بالمشكلات الاقتصادية والحياتية، مما يحول الأوطان إلى سجون ومعتقلات جماعية،تُسهم في تهجير المبدعين والأكفْاء!!
ولخَّص المفكر الكبير عبد الرحمن الكواكبي صاحب الكتاب المحظور نشره في العالم العربي صفات الحاكم الطاغية في كتابه (طبائع الاستبداد، ومصارع الفساد) أروع تلخيص حين قال:
" أبشع أنواع الحاكم المستبد ، الذي يُتَعوَّذ به من الشيطان، هو الحاكمُ الفرد المُطلق، الوارث للعرش، القائد للجند، الحائز على لقبٍ ديني"!!!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب ملاليم وشباب ملايين
- رموز عساف الإعلامية والفنية
- هل ستفقد مصر نيلها؟
- تضامنوا معها
- روحانية إيران الجديدة
- من هو كاره نفسه؟
- صفعات إسرائيلية على وجه جون كيري
- كيف تصبح شخصية مرموقة في فلسطين؟
- مغاوير كتيبة الإنترنت
- أفقر دولة وأسعد دولة
- سياسيون يفرقون وفنانون يوحدون
- كبير المفسدين والشياطين
- باللغة نحل مشكلاتنا
- كتيبة إلكترونية في الجيش الإسرائيلي
- فقوس الحزام الأمني في غزة
- موسم الإرهاب السنوي
- نظارات العفة بدلا من النقاب
- فيلم تحريضي على مدارس غزة
- يا مقهوري عمال فلسطين
- صناعة ألقاب الفخامة العربية


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - هل دول العرب دويلات أم شركات؟