جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 23:34
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
العربية و الخوف
غريزة الخوف مهمة للبشر و لذلك تستحق كلمة الخوف بعض الاهتمام و نحن جميعنا استفادينا من الخوف و لكن ايضا عانينا منه كثيرا. كان الـ (خوِف) سابقا على وزن (شرِِب) قارن ايضا (فزِع) بتحريك الحرف الثاني بالكسرة و يعتقد ان مدة استمرار هذه الافعال قصيرة نسبيا بالمقارنة مع تلك الافعال النادرة التي تحرك بالضمة مثل (كبُر) و (حسُن) و التي تدل على عميلة طويلة الامد و هذا يعني ان اكبر نوع من الافعال في العربية هي التي تحرك بالفتحة. الحرف الوسط هو الحرف غير الثابت في اللغات السامية.
كما في اللغات الاخرى فان (خاف) هو ايضا نوع من (الظن) و بهذا ينضم الى الافعال التي تحكم الجملة الفعلية مثل اريد و ارغب و يمكن ان .. و الفعل في الجملة الفعلية في النصب لانه افتراضي مثل جميع الافعال التي تفتح امكانية في المستقبل (اخاف ان لا يذهبَ) و تستعمله العرب احيانا كنوع من القسم. و قد يشير الخوف الى التقليل تدريجيا (تخوفنا السنة) او (تخوفني حقي) و الخوف قد يعني ايضا الذبح (فاذا جاء الخوف).
ماذا يعني هذا؟ لربما الخوف في العربية هي خبرة قصيرة المدة او تدريجية (لا ادرى فيما اذا كانت هناك علاقة مع (خفّ) تأريخيا بسب هذه التدريجية ليتطور المعنى الى اقصى درجاته و هو (الذبح). الخوف من الافعال المعتلة (الثاني = الواو) و يختلف عن (قوم) بسبب الكسرة (خِفتُ) و يأتي كثيرا مع الله مثل (خاف الله) ليكسب طابعا دينيا بسبب معناه و ياتي ايضا في سياق نفسي في كثير من المصطلحات التي تشير الى الامراض النفسية phobia مثل خوف السرعة و خوف الزنابير خوف الصدمة. ارحب بجميع الافكار عن هذا الموضوع المهم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟