محمد كامل العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 20:23
المحور:
الادب والفن
تَراكُماتٌ بلا جسَدٍ تَرْتديهْ
(1)
مِنْ مُومياءِ الذَّاتِ
يَخْرُجُ صوْتٌ مَرْقومٌ على نَغَماتٍ وألْحانْ
يَبْحَثُ عَنْ مُسمَّى
وعنْ وِعاءٍ
يَحْفَظُهُ
وَيكونُ لهُ عُنْوانْ
يُناديني..يَسْتجْديني
منْ وراءِ المرايا
يَشُقُ مسامعي
ويتسلَّلُ من مسامات شكِّي
أقْراصَ ضَيْمٍ تَرْتدي كُلَّ الألوانْ
أيُّ صَيْفٍ..
يُنْجيهِ من شِتاءٍ يرْتَديهْ...!!
وأيُّ لونٍ..!
وأيُّ ضَوْءٍ يَسْتُرُ عَتَمَتَهُ!
وأيُّ حُضْنٍ يُرضيهْ.. ؟
تتَداولُ عليَّ شَكْواهْ
حَطَبَ نارَ هائِمٍ في خلاءِ شِتاهْ
وَمطَري عانسٌ جاوزَتْ ربْوة العُمرِ
تَدَحْرجَتْ كُرة ثَلْجٍ على صدري
حينَ تَراءى لي في مرمَاهْ.
أنا حَرْفي الثَّائِرُ منْذُ أوَّلِ وِلادَة شَمْسٍ
أتساقَطُ زَهْرَ لوْزٍ على ثَراهْ
وَاَنْشُدُ خلاصَ زُهْدي
ورَسْمي يَتَكِئُ على حصير الرُّوحِ
في عباءَتِهِ الباليَّةِ يُناغي شَطْرَ قَمرٍ
منْ كوَّةِ مَنْفاهْ.
أنا الوَطَنُ المُباحْ...
خريفيَّ الفصولِ والحقولِ..
ذاتَ خَريفٍ عَصَفَ بأوراقهِ على كَفِ الرِّياحْ
****
(2)
الشِّتاءُ
لمْ يَدَّعِ أَنَّهُ سَيّدُ الفُصُولِ
تَرْتاحُ على شُرُفاتِهِ أصابِعُ الثَّلج..
ولمْ يَدَّعِ أنَّ لَيْلَهُ قَبْوٌ لاَ حُضْنَ فيهْ..
أنا المُتشرِدُ..!!
كأعْمى..
أَتَوَكَّأ عَكَاكِيزَ لَيْلي
مُتلعْثِمَ الخُطى.. أصطاَدُ حَظي من حَدَائِقَ اليأسِ..
وشيطانُ كلماتي يَجُرُّ أَسْراَبَ حَرْفِي..
يرتعُ في خِيامِ إحْرامي
وَيَنْبُشُ قُبورَ أحْلامي...
أنا المُتشرِدُ..!!
أَقْتَاتُ منْ نُوقِ صَبْري..
وأتوسَّلُ على عتباتِ موَاجِعَ الوَطَنِ..
.."كِتاب حُبٍ"
وأسْتَجْدي السَّماءْ..
علَّ الصُّبحَ يُخْطِئُ يَوْمًا
وَينْثُرُ على جَبِيني شُعاعًا وضِياءْ.
****
#محمد_كامل_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟