محمد رشو
الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 19:09
المحور:
الادب والفن
أن تكون وحيداً في عالم غريب عنك، تشعر بقلبك في مكان آخر و روحك معلقة في المجهول المريب، إعلم عندها أنك بقايا إنسان، عيناك ترنو إلى اللاشيء، إنه الفراغ القاتل الذي ينادي قلوب الناس أن تشعر به لكنه كشجرة تسقط وسط الغابة ربما بلاصوت فلا أذن تلقفها.
تنظر إلى الأشياء على أنها وهم، تشرب و تأكل و تنام كأي حيوان مجرد من الروح، بانتظار المجهول الذي ترغبه حواسك بشدة دون أن توقن ماهيته.
ألوان الحياة الزاهية عندك عبارة عن بياض و سواد، وبينما أنت تبحر في المجهول تلتقي جزيرة غير مأهولة تعتبرا وطناً.
تجد عليها كل ما فقدته عبر آلاف السنين من العزلة، عزلتك على الجزيرة هي العالم بأسره، هناك تجد قلبك و روحك و صورك و ألوانك و إنسانيتك، أليس هذا هو الوطن الموعود؟!.
لكل منّا جزيرته المغيبة في غياهب البحار، لن تكون إنساناً كاملاً حتى تجدها، ربما أصبحت أنا المحظوظ، فجزيرتي أقرب علي مما توقعت، وأروع مافي الموضوع أنني وجدتها حتى بدون بحث، وجدت فيها آمالي ومياهها غسلت لي آلامي فعدت كما ولدت، نقياً شقياَ طفل في حضنها الحنون.
وطني قد لا تكون بحجم باقي الأوطان، ولا بجمال باقي الأوطان، لكنك وطني وأنا راض تماماً بك، ومصيري معلّق بك لمابعد الموت، فحتى الموت بعظمته غير قادر على تفريقنا، فأنت فكرة وأنا فكرة في جسد، وهيهات أن تموت الأفكار.
كل إنسان هو بقايا روح محطمة حتى يجد جزيرته، جزيرتي و وطني "ش.ي"
#محمد_رشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟