أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤيد بركات حسن - السياسة بين السلام والاخلاق جدل التقابل والتضاد














المزيد.....


السياسة بين السلام والاخلاق جدل التقابل والتضاد


مؤيد بركات حسن
استاذ جامعي

(Dr Muayad Barakat)


الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 16:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الدكتور مؤيد بركات حسن
جامعة دهوك / فاكولتي العلوم التربوية

السياسة كماهية وكمصطلح يتحمل الكثير من المعاني, ربما نجد في بعض الاحيان في هذه التعاريف تناقضات فهي تعني فن الممكن عند البعض من المفكرين, وتعني عند البعض فن المستحيل, أي انها قد تكون, او يجب ان تكون, فهي فن الممكن من حيث التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي, من حيث الممارسات اليومية, ولكنها فن المستحيل من حيث المقاصد العليا التى يجب ان تحفزها, وتلهمها, تكشف عن امكاناتها وتضبط وجهتها, لان الممكن لا يكون ممكنا, دون الطاقات التى يكشف عنها فن المستحيل.
وهناك اراء تذهب الى ان السياسة تعني بمعناها العام تدبير الجماعة, سواء كانت هذه الجماعة دولة, او كانت حركة معارضة للدولة, او جماعة دينية او صوفية.................. الخ .
السياسة لابد لها ان تكون : اخلاقية, جمالية, علمية, لكي تكون لها معنى في مسيرة التاريخ وهذا ما ذهب اليه ( شو ان لاي ) حين قال " سياستنا لا تخطى لأنها علم " . وكان على حق ضمن الحدود التى لا يخطى فيها العلم. يتعين على السياسة ان تكون علماً, علماً اجتماعيا تطبيقيا.
المهم من كل هذا الكلام هو ان السياسة ليست علما له شروطه وقوانينه الدائمة الثابتة التى يتوجب على الجميع الالتزام بها, ولا يمكن لاحد ان يتخطاها بل هناك ايدي ترسم هذه السياسات وتسيير الامور وتدبر امر البلاد كمؤسسات وكأفراد, ورجل السياسة بكل تأكيد هو الذي يمثل هذه السياسات ويرسم في ذهنه ايديولوجيات خاصة به, ايديولوجيات ربما يؤمن بها في الكثير من الاحيان ايمانا قطعيا لا يقبل الشك ولا يتردد في المطالبة بتطبيقها, اذا كان بعيدا عن مركز صنع القرار, ويطبقها اذا كان هو مصدر صنع القرار, وربما نجد في بعض الاحيان بعض الايديولوجيات تفرض نفسها بقوة على الساحة السياسة ولها من القوة التى تدفع رجل السياسة الى الالتزام بها واتباعها ليس لإيمانه بها ابدا, بل لأنها قوة تفرض ارادتها ومسالة تأييدها واتباعها تعني الضمان والاستقرار للبلاد وللأفراد وللسياسي ايضا فهي ضمان لبقائه في السلطة, ليس المهم ان نفهم تلك الاسباب ولماذا هذه الايديولوجيات, المهم هو ما ينجم من هذه السياسات من اثار وما تخلقها من افكار واراء قد تكون ايجابية او سلبية .
فالسلام مثلا كناتج سياسي ايجابي هو ما كان يبحث عنه الانسان منذ اقدم العصور وحتى عصرنا الذي نعيش فيه, فقد كتبت عنه الكثير من الاقلام وكان مصدر الامل للكثير من الفلسفات التى اشتهرت بدعواتها الصادقة للوصول اليه, لا بل كان وما زال حلم البشرية الذي يصعب الوصول اليه وتحقيقه على ما تبدو عليه الاوضاع وما تدل عليه العلامات, ولكنه يبقى حلما لا تستطيع الانسانية الافاقة منه, او ترفض عمدا الإفاقة, لأنه حلم جميل واحساس رائع لا يجده صاحب الضمير الحي في حياته الواقعية اليومية.
وهنا نجد سؤالا يفرض نفسه بقوة مفاده هل يجوز للسياسة ان تصل الي السلام وتحققه ؟ وهل يجوز دمج السياسة والاخلاق؟
وهنا نجد ان الاجابة على هكذا سؤال ليس بالأمر السهل بل مسالة بالغة التعقيد على الاقل في واقعنا الذي نعيش فيه, اذ يصعب على ما يبدو الدمج بين السياسة والاخلاق, الاخلاق بمعناها الذي يسعى الى الخير الاقصى, الذي يسعى الى السعادة الدائمة للإنسان, ان محاولة الدمج هذه اذا ما كتبت لها النجاح ستقود وبكل تأكيد الى الوصول الى الحياة السعيدة المسالمة التى لا توجد فيها تفرقة وعنصرية وتمييز, التى تخلو من الانحياز للبعض.
الاخلاق والسياسة اذا ما دمجت واصبحت واحدة, وعملت بجدية ستقود المجتمع بكل تأكيد الى بر الامان, الى الاستقرار الى العمل من اجل الوطن, والمصلحة العامة, الى نبذ كل اشكال العنصرية, الى اعطاه كل ذي حق حقه, واختيار الاشخاص الاكفاء الذين يعملون من اجل الوطن بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او القومية او المذهبية.
وهنا نجد ان مسالة الدمج واجبة لذلك يتوجب علينا نحن المواطنين من مختلف الشرائح من المثقفين والاكاديميين الى العامل والنجار والخباز ..........الخ
يجب علينا ان نعمل يدا واحدة, وان نسعى لكي نجعل كلمتنا واحدة, ومطالبينا واحدة, ونترك اختلاف لغاتنا, وتنوع ادياننا جانبا لأنها من ضمن المسائل الشخصية التى لا يحق لاحد التدخل فيها او فرض ارادته لكي يغيرها, اذا ما استطعنا الوصول الى ذلك سيكون من السهل علينا ان نصل الى السياسي الاخلاقي الذي يعمل بإخلاص وبضمير حي.



#مؤيد_بركات_حسن (هاشتاغ)       Dr_Muayad_Barakat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤيد بركات حسن - السياسة بين السلام والاخلاق جدل التقابل والتضاد