أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - في ادب الحديث بالمجالس الشعبية














المزيد.....


في ادب الحديث بالمجالس الشعبية


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 14:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



للحديث اداب،وفي ذلك لابد أن يعرف المتحاورون آداب الحوار.وقد عرفت مجتمعاتنا العربية بمستوياتها البدوية،والريفية، بل وحتى الحضرية منها،اداب الحديث في المجالس، والدواوين بشكل عفوي، من دون ان تلزمها بذلك اتكيتات منهجية،بما كانوا يولونه من عناية فائقة للياقة في الحديث،وادب التعامل مع تقاليد المجلس،حتى سادت عندهم الحكمة القائلة(المجالس مدارس). فعندما نتحاور،ونتسامر في اي شأن، فان اول ما ينبغي عرفانه هو تقرير حق الاختلاف، وحق الاتفاق،وحق الاحتفاظ بالرأي،ومراعاة اعطاء الاولوية في التحدث لكبار السن، ووجهاء القوم، والعوارف،كمعايير اعتبارية متناقلة تعارفوا عليها.وفي حوار المجلس قد نجد انفسنا نختلف، او قد نتفق بمقتضى ظروف كل حوار في حينه.ولهذا فمن الطبيعي ان تكون لنا في اي حوار رؤى مختلفة، وآراء متباينة، ووجهات نظر متنوعة، تبعا لتفاوت القناعات، والخلفيات، والتراكم العلمي، والمعرفي لكل واحد من الحضور،وعلاقة ذلك بالموضوع المطروح للنقاش،فليس بالضرورة ان نكون متفقين جميعا في كل نقاط الحوار.وفي الحوار الحضاري عادة ما يفرض الرأي الحصيف المناسب نفسه على الحضور من بين وجهات النظر المتبادلة، من خلال ما يستولده في خضم دوامة النقاش من اصطفافات ايجابية مضافة حوله،ترسخ قناعة الحضور بقبوله الجمعي، فعادة ما يقف كل فرد على منظور خاص به، ويقدم رأيا مختلفا، وتجتمع في النهاية النقاط الإيجابية من كل رأي حول ارشد الكلام، ليتم الخروج برأي قويم شامل،يمثل وجهات نظر كل الاطراف المتحاورة.
لذلك فان من تقاليد الكلام في المجلس أن يترافق حديث المتكلم بصمت المستمع، وأن يرقى هذا الصمت الى مستوى الاصغاء المتأمل الذي يليق بأهمية الحديث، حيث أن حوارات الهرج والمرج التي لا تلتزم بآداب الإصغاء،تقود بالمحصلة الى فشل الحوار،بتصعيد التناقضات، والتقاطعات،ناهيك عما تسببه من افساد في الود،وما تفضي اليه من حساسية لا ضرورة لها بين زملاء الحوار في المجلس، وتخلق اجواء متشنجة تفسد نشوة الالفة.
فعندما يصغي السامع الى المتحدث بجدية تامة في المجلس، ويعطيه وقته الكافي في ايضاح رؤاه،ويركزانتباهه،وفكره في متابعة الحديث، فانه يعكس تقديره الشخصي، واحترامه للمتحدث،ويجسد في ذات الوقت،موقفا حضاريا متنورا،وهذا يتطلب بالطبع ان يكون الحديث بمستوى الإصغاء، ويتلافى الاستخفاف بمشاعر الآخرين لأي سبب،والا فإن المتحدث المتنطع يسيء للمصغين للحديث، بعدم احترام الوقت، والاستخفاف بإصغاء متلقي حديثه،حيث يكثر عندذاك،لمزه من الحضور بالثرثرة،وعدم فسح المجال للآخرين بالمشاركة،حتى قالوا في ذلك(يحصد ويغمر)،والتعبير ريفي شعبي معروف الدلالة في الاشارة الى تلك الحالة.ونفس الشيء يذكر في استهجان اشتطاط الحديث عن غرضه،حيث غالبا ما ينبه المتحدث المشتط من ارشد الحضور رايا الى ذلك الحال، بعبارة(على هونك)،وهي تعني على رسلك،بما يفيد التنبيه للخلل، وطلب العودة الى صلب الموضوع .
وهكذا فعندما يكون هناك حديث لمتكلم في مجلس ما،او اي محفل آخر، فلا بد أن يقابل هذا الحديث من المتلقين بصمت يليق به.. فليس من آداب حديث المجالس،ولا من قيم الحوار فيه المقاطعة،وقطع تسلسل الأفكار، بل لابد من استماع جيد للمتحدث،وبإنصات جيد، وانتباه جيد ايضا،بما يضمن تحقيق (استيعاب طروحات المتحدث) على افضل نحو،ويعكس (احترام الصامت) للمتحدث. فالحوار الجيد لا يكون فاعلا بدون استيعاب جيد.
فلا معنى في حديث المجلس اذن لأي حوار بدون إصغاء،ولا حديث متوخى فهم مقاصده على نحو جيد، بدون صمت وإصغاء،وإذا ما اختلت الية التوازن في حوار المجالس،بحيث افتقر الى لياقة الإصغاء،او اختل الصمت، فشوش على الحديث،فلاشك اننا سنكون ازاء حوار فاشل، حتى لو كنا نتحدث مع بعضنا البعض همسا،او نتجاذب حديثا على قارعة الطريق.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهادات العليا.. من الرصانة الاكاديمية
- متمشيخو الفضائيات.. والمتاجرة بتعبير الرؤى
- الفنان نجيب يونس في ذاكرة طلابه
- مقال للنشر
- التوافق الايقاعي بين العلم والقران
- الله حقيقة مطلقة لا تحتاج الى برهان
- مشكلة البطالة في الوطن العربي..الاسباب والمعالجة
- نحو معيارية اكاديمية للمعرفة الاسلامية
- القرآن الكريم..حقيقة الوحي الإلهي وتهافت افتراءات التشكيك
- العلوم والمعارف في العراق القديم
- نقل التقنية.. تحديات احتكارالتوريد وضرورات التوطين
- تجليات الموصل في قصيدة الشاعر ابو يعرب..ابت العروبة كفرهم
- تجليات المكان في ذاكرة الثقافة الشعبية
- مدلولات النص القرآني كيف ينبغي ان نفهمها
- قراءة في تجليات جدل العلاقة بين العروبة والإسلام
- تعريب العلوم والتقنيات والمعارف..التحديات والضرورة
- خطل نقد النص القراني بغير منهجيات علومه
- هوس العقلانية الحداثية وحقيقة قدسية القران
- دعاوى أنسنة النص القراني..بين هوس العقلانية الحداثية وحقيقة ...
- التشكيك في ثوابت الدين مدخل للصراع بين المجتمعات


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - في ادب الحديث بالمجالس الشعبية