هل تؤمن بما تراه عينك؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 14:08
المحور: الطب , والعلوم
    

هل تؤمن بما تراه عينك؟
هل تؤمن بما تراه عينك؟ تعتقد الناس عندما سألت هذا السؤال ان ما تراه بام عينيها لا يمكن ان يكون غير الحقيقة وهذا هو مبدأ الاستناد على الشاهد في المحاكم و كما يقول القرآن (سورة النجم): مازاغ البصر و ما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى. و لكن ماهو رأيك بالاعمال السحرية؟ هل تستند على ما تراه العين؟ هل تصدق ما تراه عينك عندما يتحول قطعة قماش الى حمامة؟ ام انك تشك و تقول ان هذا سحر مبين؟

يقول العلم الدماغ يخدع ما تراه العين وهناك optical illusion اي خداع بصري
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D8%B9_%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D9%8A
بسبب الكمية الهائلة من المعلومات التي تدخل الدماغ من الحاسات الخمسة لا يستطيع الدماغ التعامل معها بل يختصرها الى 10% فقط اي تتكون الانطباعات في الدماغ فالالوان لا توجد في الطبيعة لانها خبرة شخصية مصدرها الدماغ و هذا يعني الخداع البصري جزء من طبيعتنا وهو عملية اختصار نرى العالم من خلال مصفاة او فلتر الماضي. هذا من ناحية و من ناحية اخرى ان حاساتنا في ذاتها محدودة لا تستطيع ان تسجل كل شيء لذا هناك نوع من تعاون (حالات عصبية) neurological condition بينها تسمى Synesthesia راجع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Synasthesia

فمثلا يربط الانسان شيء حار مثل الفلفل باللون الاحمر و عندما يفقد الانسان حاسة من حاساته يطور الانسان و الحيوان وفق neuroplasticity قابلية اضافية لم تتطور و لم تكن موجودة سابقا. فمثلا استطاع شاب اعمى ان يركب دراجته و ينتقل بسرعة طبيعية في الشوارع بتقليد الخفاش (الصدى) باطلاق اصوات و الاعتماد على الصدى في التوجيه اي انه يرى بآذانه الآن و يطور modal plasticities و هذا يعني ان الاذن يتولى دور البصر راجع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Neuroplasticity
و هناك قابلية اخرى بالاستفادة من الحقل المغناطيسي magnetic field للكرة الارضية راجع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Magnetic_field
باستعمال نظارة خاصة و هذا يعني سيبشرنا المستقبل بقابليات او حاسات جديدة لم تكن موجودة عند الانسان من ضمن عملية تطور الاحياء في الطبيعة.

لذا لا تصدق دائما ما تراه عينك لان دماغك قد يخدعك. خداع الدماغ مسألة مهمة في التأريخ البشري و هندسة الدماغ عبد للعادات و التقاليد و النماذج و الانماط و التوقعات و الاشواق و الرغبات فمثلا ترى المرأة الحاملة اطفال اكثر من غير الحاملة اي تصبح نظرها حساس اكثر من غيرها و هذا يعني ان الدماغ ليس مرآة يعكس الطبيعة بل ينظم نفسه بنفسه بعمليات خاصة.

ماذا يعني هذا من الناحية الاسلامية؟ يعني بالتأكيد لا يهم سواء رأى محمد شيئا ام لم ير فان دماغه بالتأكيد زاغ و طغى بسبب حماسه المتزايد ان يكون نبيا اي ان دماغه لبى طلباته و اشواقه و حنانه و رغباته. لذا فهو لربما لم يكذب بل كان بالاحرى فريسة و ضحية اشواق و رغبات يتيم استغنى عن الكثير في طفولته و في شبابه تحولت لصالحه اخيرا.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات