|
مصر الى اين/3
عبد الرضا حمد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 18:32
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعد ان تفنن الجيش المصري بإنجاز ما انجزه بكل دقه و حرفيه وأتم عزل محمد مرسي و ردم اعلام اخوان المسلمين و الحجر على بعض قادتهم تحقيقا لإرادة الجموع الغاضبة المنتفضة الشجاعة. لقد سيطر على الحدود و الاماكن الحساسة وغلق المطارات بوجه من يفكر بالهروب و سيطرة على حركة المال و الاعلام وحجر على الاعلام المحرض للفتنه و طوق الساحات و فصل بينها...واطلق العنان لرافضي مرسي و الاخوان...كل ذلك لم يأتي انفعالياً او في وقت قليل او بحاله من التسرع و التخبط...وكانت الطائرات تحلق فوق الميادين في اشارة الى ان هناك سيطرة كامله على الاجواء و الارض و اكيد هناك سيطرة على السواحل و الموانئ و سيطرة على انفاق حماس في سيناء و عزز القوات في سيناء بأكثر مما تسمح به معاهدة السلام مع اسرائيل...وتقييد حركة محمد مرسي و سيطر على الاتصالات و اكيد تم تحشيد اعلامي ضروري لذلك. كل ذلك تم بشجاعة و دقه و سرية و اصرار على وئد فتنة الاخوان التي تحث الخطى للبطش بمصر و شعبها حدد الجيش الوقت و وزع الادوار و حدد التوقيتات بحيث لن يفسح اي مجال يمكن ان يستغله الاخوان سواء ماليا او اعلاميا...وحتى اقام السيطرة على المساجد و المواقع ذات الرمزية الدينية...بحيث كانت ابواق الاخوان مبحوحة خافته مُحاصرة...ضاعت تحت هدير الافواه المطالبة بإزالتهم و اختفت تحت اعلام تم تنظيمه و توظيفه بدقه بعد غربلته و تنظيفه. اعلن وزير الدفاع و القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبد الرحمن السيسي البيان بعد ان قرأه على من تم استدعائهم من الرموز السياسية والدينية و الشبابية. لكن الملفت في المشهد ظهور ممثل حزب النور السلفي ليلقي كلمته القصيرة تأييدا لعزل مرسي بحضور قيادة الجيش و اطراف قيادة الانتفاضة الشعبية و ليسارع ال سعود في الابراق لرئيس المحكمة الدستورية/ الرئيس المؤقت. حزب النور السلفي الباحث على موقع سيحصل من خلاله على شرعية و سيفرض نفسه في كل اللجان و منها لجنة صياغة الدستور و قد هدد قادته من انهم مع التغيير لكنهم سيّهبون للدفاع عن الشريعة وهذه هي اخطر و اقوى قنبلة موقوته في مسيرة التغيير30 حزيران...أذا لم تُعالج بتغيير داخلي سريع و حاسم. سوف يعمل حزب النور السلفي على الاعتراض على اي نص يخص الاحزاب الدينية والاعلام المحرض و على ابعاد الشريعة عن الدستور حزب النور الباحث عن الثأر من الاخوان والطامح الى تجريدهم من مناصريهم ليكون هو المتميز في الانتخابات القادمة وجود حزب النور يعني اشياء كثيره منها 1. 1.تم تحييده و فك عُرى التوافق بينه و بين الاخوان ليتسنى ضرب الاخوان و مشروعهم...وهذا اكيد لا يفوت عن بال قيادة حزب النور. 2.التأثير على اتباعه و القريبين منه من التكفيريين و منع قيام مصادمات عسكرية قد يؤججها الاخوان مستغلين تهور اتباع حزب النور و القريبين منه 3.حضور سعودي بما جرى حتى من وراء الكواليس يعزز هذا الدور و هو محتمل...و المثير هو البرقية المستعجلة التي ارسلها ملك ال سعود الى الرئيس المؤقت مهنئاً و مؤيداً و مباركاً 4.البحث عن سند خليجي مالي لدعم الاقتصاد المصري المنهار لتكون هناك تمويلات إماراتية متوقعه وسعودية محتمله سريعة و كبيره. بعد ساعات الاحتفالات القائمة الأن و مجالس اللقاءات السياسية الدائرة بعد عزل مرسي و عودة الامور الحياتية الى مجاريها و نحن مقبلون على شهر رمضان سيكون وكما معتاد اقبال شديد على الشراء و الاستهلاك و ارتفاع الاسعار الذي اكيد ستساهم به كارتلات الاخوان التجارية سيكون الوضع السياسي على المحك...حيث الازمة الاقتصادية و الخدمية ضاربه في عمق المجتمع المصري ستكون المساعدات السعودية الإماراتية المالية و التموينية و الغذائية منها و المستعجلة جدا جداً منقذه للموقف و محدد لمستقبل التغيير لكنها مشروطه بشروط قاسية نتوقع ان تكون هي : 1.الاعتماد على الشريعة في التشريع للدستور القادم . 2.الموقف من مبارك واتباعه و وشفيق و اتباعه...وايجاد تسويات مناسبة تحفظ ماء وجه كل الاطراف بأعذار كثيره 3.الموقف من الاستثمارات السعودية السابقة التي احاط بها الفساد 4.قمع الدور القطري في كل شمال افريقيا 5.افشال اتباع قطر في تونس والتأثير بالقرار السياسي التونسي الذي ستتوجه أنظاره الى التغيير في مصر و العمل على استنساخه هناك. 6. قمع الدور القطري الذي تفرد في الجامعة العربية واعادة التوازن لموقف الجامعة العربية تلعب فيه دورها المعتاد والذي توارى خلف استهتار قطر بكل الامور. 7.الوقوف بشكل مشترك بوجه الاطماع الايرانية والتركية حيث وجدت السعودية ان نجاحها بأبعاد و تحجيم دور قطر على السياسة التركية يحتاج منها الى تحجيم تأثير تركيا و طموحها في توجيه القرار السعودي...والسعودية التي تريد ان يكون لها ثقل و وزن في اي موقف قادم من تركيا و هذا متوقع للعداء الكبير بين مشروعيَّ تتريك المنطقة و مشروع سعوَّدتها 8.أن يكون هناك دور سعودي مهم في العلاقة بين ايران و مصر بعد ان تم تحجيم دورها في ظل الاخوان حتى ولو شكلياً 9.التأثير المستمر على موقف مصر من الاحداث الجارية في سوريا و بعد تضعضع موقف العصابات التكفيرية في الساحة السورية عسكريا و المدعومة من السعودية و قطر و تضعضع موقف اتباع السعودية في لبنان ربما ادركت السعودية حجم الخطأ الذي ارتكبته بالإشهار بموقفها المعادي من سوريا لذلك تريد السعودية اليوم ان تضع خط رجعه لذلك تتكفل به القيادة العسكرية المصرية التي لا يمكن ان تفرط بعمقها و سندها الشمالي سوريا بعد ان لمست الخطر الكبير في عمقها الجنوبي السودان واثيوبيا. بقية الاطراف في التغيير ليس لها سند في محيطا يشكل ثقل لها و ان السند الشعبي سريع التغيير و التبدل بتأثير الوضع الاقتصادي فالجائع و العاطل عن العمل يتأثر موقفه بما يُقدم له. لن تتمكن الحكومة المؤقتة او حتى المقبلة بعد الانتخابات القادمة مهما كانت من تغيير الحالة المعيشية للشعب المصري البطالة ستستمر بالارتفاع و الاسعار ستستمر بالصعود مع الارتفاع العالمي لأسعار المواد الغذائية... السياحة ستستمر بالتدهور الى حين انجلاء الموقف ...الزراعة ستستمر بالتدهور و التهديد المائي الاثيوبي سيستمر يضغط على الوضع المصري بالكامل وكذلك ستستمر حماس بغدرها للشعب المصري و ستحاول التأثير في الوضع عن طريق التهريب وبإسناد من رأسمال الإخوان العالمي....وستعود عن قريب سفن كسر الحصار على غزة في الظهور بعد سنه او اكثر و ستقوم حماس بإعادة تحالفاتها من جديد في المنطقة بعد ان غدرت بحلفائها وهنا سوف لن تجد من يثق بها لذلك ستعتمد على المناوشات مع اسرائيل و العودة لدغدغة الحضن السعودي الذي حاول ضمها ايام حسني مبارك لكنها استقوت بالنظام السوري المشغول الان...والذي يحمل العداء اليها اليوم. سيكون شهر رمضان ربما اصعب شهر يمر على التغيير في ظل الحالة المعاشية و ستستغل ابواق الاخوان هذا الشهر للطعن بالتغيير و بالذات مع حملات الافطار المذلة التي ستقيمها للفقراء و ستنشط خليتها الأنترنيت العالمية في بث الافلام والدعايات و فبركة الافلام . سوف لن تسكت جماعة الاخوان وهم اعلونها في شعاراتهم عندما هتفوا (...وقت الجد ...منسلمها لحد)(اي عندما يحين الجد لا نسلم الحكم لأحد) وهذا يعني انهم مستعدين وهم فعلاً مستعدين لذلك لكن سبقهم الفريق السيسي...لقد حدد الاخوان يوم المعركة المتوقعة مع الجيش في يوم اصدارهم الامر بأن يتم سحب قيادة القوات المسلحة من الفريق السيسي و تسليمها للرئيس محمد مرسي...هذا القرار الذي كانوا يهيئون الارضية له بالتأني و الدقة لكن الفريق السيسي عرف او توقع ذلك و بعد تحليله لمحاولات افتراس الاخوان للقضاء و الصحافة و الحياة العامة و بعد انتباه الفريق السيسي الى حال الجيش في تركيا. أن ما جرى ليس هبة شعبية فقط او في الاساس انما هو انقلاب عسكري فرضته الجماهير في نزولها لإسناد الجيش و بإسناد من الاعلام و القضاء و الدليل هو الانحياز الجيش بشكل كامل و تام لميدان التحرير و ميادينه في المحافظات و تجاهله و تطويقه بشكل مبكر لميدان رابعة العدوية و ميادينها في المحافظات. كان يمكن للجيش ان يستمر على الحياد و الفصل بين الاطراف...ليتم المراهنة على قوة و صبر اي من الطرفين و نحن نعرف ان الاخوان تقريباً موحدين ايديولوجياً و مدعومين اقتصادياً و اعلامياً...ولهم اتباع و مساندين في العالم و امامنا ما نشر عم موقف السفيرة الامريكية و علاقتها مع الاخوان. وكذلك موقف الحكومة الامريكية الضعيف و غير الواضح والذي اشير الى انه اقرب الى تأييد الاخوان تحت ستار تأييد الشرعية. في حين المنتفضين من اهواء و مشارب مختلفة و خروجهم كان لأسباب مختلفة منها الجوع و البنزين و الامن و البطالة . اي ان معارضي الرئيس مشتتين و ما يجمعهم اهداف عامه فقط ربما سيتصرف كل فرد منها بما يتناسب مع موقفه او حاجته في حين ان الاخوان متفقين عقائدياً. ان الهزيمة المذلة للإخوان و مشروعهم الخبيث في المنطقة...تلك الهزيمة التي صنعها الشعب المصري بإسناده لتململ الجيش و الذي اذهل العالم...وكشف عورة الاخوان و تخلفهم و خبثهم سوف يدفع الاخوان الى اعادة نفس الممارسة الميدانية و الشارعيه في اقرب فرصه ونتوقع ان تكون حركتهم كالتالي : 1.القيام بأعمال ارهابيه ضد الجيش و الشرطة وحتى المدنيين في انحاء بعيده تشتت انتباه الجيش و تشتت قدراته. 2.التخطيط لاغتيال الفريق السيسي و ربما يتم ذلك عن طريق احد مرافقيه او حمايته او حراسة الشخصيين. 3.اغتيال قيادات سياسية 4.القيام بمظاهرات و احتجاجات مطلبية ستبدأ بالجوامع و المساجد ثم تحاول بعد حين النزول الى الشارع 5.تحريك خطها العسكري القوي المتسلح و المنتشر في انحاء البلد للتفكير بردود عسكرية انتقامية 5.تحريك خطها الاعلامي التقني للمساهمة بالإشاعات و الإعلام المضاد لكل حدث سياسي قادم. هذا ما نتوقعه و هذا ما تشي به الاحداث المتواترة والمرتبكة على الساحة المصرية حتى اليوم...وقد كان لموقف امريكا شيء ربما يمكن تفسيره انه بقى مسانداً الى مرسي من خلال ما نُشر حول المساعدات الامريكية و تجميدها او اعادة دراستها...ولو ان هذا تهديد امريكي يُراد منه الضغط على القيادة العسكرية المصرية. سيستمر الانفلات الامني و الفوضى السياسية. هناك عشرة احزاب دينية...تم الحجر على واحد هو حزب الاخوان...وهناك تسعه باقية انسحبت من تحالفها مع الاخوان بشكل مفاجئ و غريب . اليوم السعودية و الامارات و غيرها فرحين بنهيار عمارة الاخوان فكيف يؤيدونهم في سوريا؟ الى اللقاء في موضوع له صلة.
#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر و القديسة يوستينا
-
مصر الى اين؟!
-
المحروسة
-
الماء المالح والشمس
-
اللقاء اليساري العربي/مناقشة/1
-
فلسطين/2
-
فلسطين/1
-
حل الدولتين بين يعقوب ابراهامي و نتنياهو/4
-
حل الدولتين بين يعقوب ابراهامي و نتنياهو/3
-
حل الدولتين بين يعقوب ابراهامي و نتنياهو/2
-
حل الدولتين بين يعقوب ابراهامي و نتنياهو
-
براءة من الطائفتين
-
ردود متأخرة/1 المقدمة
-
من حجايات كَبل/حِكَمْ
-
الى يعقوب ابراهامي/قابر الماركسية و محيي الاساطير
-
من حجايات كَبل/عيد الحزب
-
تهنئه بالنوروز
-
النقل والدكتور عبد الخالق حسين والعقل
-
الى الناخب العراقي
-
رد الى الصديق و الزميل و الرفيق لينين
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|