أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 1















المزيد.....


حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 1


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1187 - 2005 / 5 / 4 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أفزعني الكمّ الهائل من المهاترات, التي أطلقت حول التجمع المذكور, وبالأخص الحالة الهستيرية, التي يكتب فيها السيد نبيل فياض والذي حوّل تلك التجربة إلى مهزلة حقيقية.

ترددت كثيرا في الكتابة حول هذا الموضوع, لأسباب شخصية وموضوعية متعددة. وجدت نفسي في موقع لا أحسد عليه,وأمامي ثلاث خيارات محدودة:
1_ تجاهل الموضوع تماما, واعتباره تجربة عابرة أخذت من الاهتمام أكثر مما تستحق. وهذا رأي أصدقائي الأدباء, وأميل كثيرا إلى هذا الرأي, ليس لأني أعتبر النشاط السياسي أقل شانا من الأدب بشكل عام, بل لأن المناخ السوري بمجمله ما زال دون مستوى الحوار الفكري والسياسي, على خلاف الأدب الذي هو إبداع فردي أولا.
2_ كتابة ما حدث, بشكل تسجيلي محض, وترك الحكم للقارئ , وهو الخيار الأنسب.
لكن المشكلة في هذا الخيار, أنني أعتمد على الذاكرة فقط, ولست موضوعيا بالحد الأدنى الذي تتطلبه الكتابة التوثيقية, كذلك توجد عوائق مرتبطة بالأصدقاء والزملاء,سواء اللذين وافقوا على الفكرة والتجربة أم اعترضوا.
3_ كتابة تجربتي الشخصية في التجمع, وترك الباب مفتوحا للتصحيح والاختلاف. وهذا الخيار الذي يناسبني, واقدم شكري وامتناني للأصدقاء اللذين ساعدوني في تجاوز هذه الأزمة, سواء بإبداء الرأي أو بالإصغاء لثرثرتي المتكررة حول الموضوع,وأتغاضى عن ذكر الأسماء منعا للحرج, واحتراما للخصوصية.


*
"الدين لله والوطن للجميع" هي العبارة التي تختصر الموقف الليبرالي بالفكر والسلوك, بما تتضمنه من احترام الحقوق الفردية بدون تمييز, في دولة القانون والمواطنة بدون تمييز .
هكذا أفهم النزعة الليبرالية الناشئة في سوريا وجوارها, وهو ما كنت أحاول تعلّمه واكتسابه بالحوار والمشاركة, عبر تصحيح الأخطاء وتجنبها لاحقا, والتعلّم كذلك على الإصغاء للآخر والمختلف ورفض العنف. علمّتني هذه التجربة ضرورة الفصل بين الأفكار وحامليها, لأن حرية الاعتقاد والتفكير والتعبير وحدة لا تتجزأ.
معرفتي بالسيد جهاد نصرة حديثة العهد,وقد ابتدأت باستدعائه إلى الأمن في دمشق, قبل تأسيس التجمع بفترة قصيرة, كتبت حينها كأس جهاد نصرة المكسور, وهو منشور في الحوار المتمدن بتاريخه. بقية الزملاء بمن فيهم نبيل فياض لم تكن تجمعنا أي علاقة أو معرفة. وقد اخبرني على الهاتف بأن حوارا سيجمع بعض المهتمين بالثقافة الليبرالية في سوريا, وطلب مني المشاركة ودعوة من لديهم الاهتمام بذلك من أصدقائي ومعارفي.
لحسن الحظ لم يستجب لدعوتي أحد(وإلا لكانوا مدسوسين ومخبرين ولكنت في موقف أكثر حرجا اليوم) وللحق معظمهم تجنّب المشاركة و الحضور, وكان الاعتراض على مكان اللقاء وعلى المشاركين فيه كذلك,وهم : نبيل فياض وجهاد نصرة وحسين عجيب وبصحبة الأيهم صالح صاحب ومحرر مرآة سوريا, وقد أوضح الأيهم منذ اللحظة الأولى,أنه تقنيّ ودوره يقتصر على المساعدة بإنشاء موقع للتجمع, وطالبنا بفترة ثلاثة أشهر على الأكثر, لنتدبر أمر الموقع المستقل. وبدلا عن شكره,كما يجدر بالبشر الطبيعيين وليس الليبراليين فقط كان أول المتّهمين, مع أنه للحقيقة والإنصاف غيّر موقفه بعد توقيف نبيل وجهاد وتحمّل مسؤوليته الأخلاقية كاملة , واستخدم إمكانياته وموقعه للدفاع عن سجناء الرأي في سوريا وليس فقط عن الزميلين,وما زالت مرآة سوريا تقوم بنفس الدور كما يعلم الجميع.

*

اللقاء الأول أو التأسيسي في منزل السيد نبيل فياض وضيافته, كان جلسة غداء طبيعية وبكرم واضح,كان الحديث عاما وحول موضوعات متعددة, وخلال النصف ساعة الأخير تم الاتفاق بشأن التجمع وتسميته, وتحدد اللقاء الثاني في منزل السيد جهاد نصرة.
لا أتذكر الكثير عما دار في الجلسة, وما يهمّ بخصوص التسمية والمشروع بمجمله, تم الاتفاق على اسم التجمع الليبرالي في سوريا, كما تم تحديد موعد اللقاء الثاني, على أن يسبقه الإعلان عن التجمع ومؤسسيه مع أرقام الهواتف, ولم أضع اسمي وتلفوني على البيان, كما أوضحت للزميلين بسبب شخصي محض(وهو عدم رغبتي في عرض تلفوني على الملأ) مع استعدادي الكامل لتحمل مسؤولياتي, والقيام بالدور الذي سأكلّف به وأراه مناسبا.
أهم ما اتّفقنا عليه:الشفافية والوضوح, كما اتفقنا على تجنب أي شكل من السرّية, لأن المشروع بمجمله حوار ثقافي عام ويتركز على الأفكار الليبرالية, التي لا تحتمل العنف ولا السريّة. أشار السيد نبيل عدّة مرات بأن معه ضوء أخضر من جهة أمنية عليا, وسوف يكرر ذلك في اللقاء الثاني دون اعتراض أو تساؤل لا مني ولا من سواي.
كنت شخصيا أتطلع إلى مشروع وسطي بين حدّين, ألا يكون ملحقا بالسلطة ومؤسساتها فيتحول إلى فصيل جديد في الجبهة الوطنية التقدمية بدون لون أو طعم, وبالمقابل ألا يكون حزبا سريا يكرر مآسي وخسارات المعارضة سابقا. وكنت أعتبر ذلك المشروع هو الأقرب إلى تجربة منتديات المجتمع المدني, وقد أوضحت ذلك كتابة, وما زلت اعتقد أن ذلك الموقع ينسجم مع موقفي الشخصي الذي تحول من الموقف المعارض إلى الموقف النقدي.
في طريق العودة, اقتصر الحديث على الشعر, وقد نفّذت اقتراح الصديق جهاد, بطباعة مجموعتي الثانية"نحن لا نتبادل الكلام" بمائة نسخة وتوزيعها على الأصدقاء. وحتى موعد اللقاء الثاني كنت مشغولا عن التجمع بالشعر, وقد لامني جهاد على ذلك.

*

مكان اللقاء الثاني كان منزل السيد جهاد نصرة كما تمّ الاتفاق سابقا, والحضور لم يتجاوز عدد أصابع اليدين,وأقسم على ذلك, أهاننا نبيل فياض جميعا(أو هكذا كان شعوري) وهو يقول بالحرف: أنتم محسوبون عليّ, ولن تتعرضوا لأي مخاطر, معنا ناس كبار, وكان يتحدث كالشيخ في الجامع أو الأستاذ في المدرسة. خرجت للتدخين مرات عديدة,واكثر من نصف مدة اللقاء كنت أدخن خارجا,باستغراب ودهشة, لم يعد يحق لي القول باستنكار.
إضافة إلى الشفافية والوضوح تكررت كلمة"المعرفي" وكان نبيل من طالب بها, غايتنا معرفية وليست سياسية, هكذا اتفقنا على توزيع الأدوار, وقد أعلن ذلك عبر شبكة الانترنيت,
في موقع التجمع وفي مرآة سوريا ومواقع أخرى.
وافق الجميع على أن يكون نبيل الناطق باسم التجمع(لكنه زادها حبتين بعد حلّ التجمع) وجهاد المنسق للتجمع, على أن أقوم بإدارة موقع التجمع, وكالعادة وافق الأيهم مشكورا على مساعدتي وتدريبي,ووافق الجميع على شروطي لإدارة الموقع,وتتلخص بأن توجّه الموقع حواري وثقافي, قبل أن يكون ناطقا بسم جماعة أو تنظيم.
قبل موعد اللقاء الثالث في منزل السيد نبيل فياض في الناصرية بأيام, سمعنا باعتقاله من وسائل الإعلام, ولحقه جهاد نصرة, وعشنا في القلق والترقب خمسة أيام, لحين خروج جهاد نصرة من السجن. (يتبع,حلّ التجمع)



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشريد الابدي.... والحاضر المفقود..حوار مع الشاعر حسن عجيب
- الهوية الفردية- خيار يساري سابق
- قصيدة-بيتنا
- النميمة ميراثنا المشترك
- أبقار الفن والأدب
- هل الإصلاح ممكن في المدى المنظور؟النموذج السوري
- فن الاصغاء_مشكلة سوريا اليوم
- السلّة
- الحاضر المراوغ
- رابطة الكتاب السوريين المستقلين
- الحاضر المفقود
- العطالة السورية
- المأزق والقرار,وإمكانية الحلول المناسبة-أزمة سوريا اليوم
- الهوية القاتلة
- تأنيث سوريا
- هباء
- بلادنا الرهينة
- حديث ذو شجون
- محنة التحقيق
- مشكلة الرأي والاعتقاد


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 1