|
الهروب من السجون والمعتقلات من الحماية إلى اليوم
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 08:13
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
ليس هناك سجون "جيدة"، كما أنه ليس هناك سجناء " جيدون"، لكن ما لا يمكن قبوله هو أن تتحول السجون من "حل" (تخليص المجتمع من الأشرار) إلى معضلة تفريخ العناصر الخطيرة، لذلك تصبح إشكالية إنقاذ السجون الوجه الآخر لإشكالية إنقاذ المجتمع، هذه من أهم العبر الواجب استخلاصها من عمليات الفرار من سجون بالمغرب. والسجن المركزي بالقنيطرة هو أحد أشهر السجون المغربية- وإلى عهد قريب كان أكبر سجن في شمال إفريقيا، إنه من تركة الحماية - كان يستعمل منذ العهد الاستعماري لأصحاب الأحكام الثقيلة وللوطنيين والمقاومين. واستعمل في سبعينات وثمانينات القرن الماضي للمعارضين اليساريين خاصة ثم للإسلاميين وحاليا للمتهمين بقضايا الإرهاب. رغم مناعته فقد شهد السجن المركزي بالقنيطرة أكثر من عملية هروب من أشهرها تلك التي تمت سنة 1955 وآخرها تلك التي تمت في شهر أبريل 2008إذ تمكن تسعة من المورطين في قضايا الإرهاب من الفرار بطريقة أفلام "هوليوود". وكذا فرار بارون المخدرات محمد الطيب الوزاني الملقب بـ "نيني".
الفرار من السجن المركزي سنة 1955
عرفت فترة الاستعمار عدّة عمليات فرار من السجون التي كان يديرها الفرنسيون آنذاك. ومن المقاومين الذين اشتهروا بفرارهم أكثر من مرة من قبضة السجانين، هناك عبد السلام الجبلي ورحال المسكيني وبن بوبكر ( الاسم الحركي للفقيه البصري). لقد شكلت عملية الفرار من السجن المركزي بالقنيطرة في شهر شتنبر 1955 حدثا هاما. وهي النازلة التي أسالت المداد على صفحات الإعلام الفرنسي والدولي وقتئذ. إنها كانت أضخم عملية فرار من أكبر سجن في شمال إفريقيا آنذاك، حدث تاريخي وعمل بطولي ساهم فيه ثلة من رجالات مدينة القنيطرة (بور ليوطي )، سواء منهم الذين أعدوها أو نفذوها أو تكلفوا بإيواء الفارين والتستر عليهم . ظل هؤلاء جنودا مجهولين وأغلبهم تنكر لهم ولدورهم الفارون الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء ذكرهم في كتاباتهم وشهاداتهم. رفض سجناء الحركة الوطنية والمقاومة المكوث خلف القضبان في سجون كان يتحكم فيها أفراد تابعين للمنظمة الإرهابية ،"الوجود الفرنسي"، الذين يكنون العداء الأعظم لكل مغربي يسعى إلى الحرية . علما أن هذا التنظيم تشكل أساسا من أغنياء المعمرين الفرنسيين الذين دأبوا على تشجيع أبنائهم والشباب الفرنسي على الانضمام إلى صفوف رجال الأمن وحراس السجون للتنكيل بالتواقين للحرية وطرد المستعمر، وكبح جماحهم باعتماد القمع . هذه الظروف الصعبة – علاوة على الرغبة الحثيثة في الالتحاق بجيش التحرير الذي كان على وشك الإنشاء وقتئذ- دفعت المجموعة إلى التفكير في الهروب. لقد كانت الأوضاع لا تطاق بفعل معاملة السجانين الفرنسيين. آنذاك – في أواخر فترة الحماية- احتضنت كل السجون ربانية من المغاربة استخدمهم المستعمر كأدوات للقمع والتنكيل بالمقاومين الذين عانوا كثيرا من بطشهم وجبروتهم. حسب الكثير من المهتمين بتاريخ المقاومة والكفاح من أجل الاستقلال، يعتبر عبد الله الخصاصي، من أهم مدبري عملية الفرار، وهو الذي روى تفاصيل عملية الهروب. تكلف بالإعداد لها كل من سي بوبكر ( الفقيه البصري) وعبد السلام الجبلي بمساعدة المختار الطنجاوي أحد سجناء الحق العام وذا نفوذ بين نزلاء السجن، وكذا ولد الوزانية والسجين الألماني "هيس". وكان المختار رجل ثقة في عيون إدارة المعتقل ويساعد الحراس في إغلاق أبواب الزنازين، وهو الذي أقنع "هيس" والسجين امحمد المير لصنع مفتاح الزنازن. كان من اللازم توفير المال لتوزيعه على الفارين وكذلك السلاح لاستعماله عند الضرورة ووسائل النقل. وكانت زوجة الشهيد أحمد الصباغ هي التي سربت السلاح إلى السجن. وبما أن الخطة كانت تقتضي البحث عن وسيلة للتنقل داخل السجن لضمان التواصل بين أفراد المجموعة، لذا تمّ اللجوء إلى قدماء السجناء، خصوصا أولائك الذين ألقي عليهم القبض في أحداث فاس في أربعينات القرن الماضي، ومنهم العربي الإدريسي وعمر الموسي وولد الشريفة وعزوز السحاقي وآخرين. ومما سهل الأمر أن الإدارة كانت قد أقحمت هؤلاء المعتقلين السياسيين ضمن سجناء الحق العام في أوراش الخياطة والنجارة، وكانت أحكامهم تتراوح بين 30 و40 سنة، ولم يطلق سراحهم في الاستقلال بعد صدور عفو ملكي. في عضون شتنبر 1955، اتصل الفقيه البصري (سي بوبكر) بعبد الله الخصاصي وأخبره أن الفرار سيكون بعد الساعة العاشرة ليلا. إلا أنه تمّت مناداة مولاي عبد السلام الجبلي إلى المحكمة العسكرية قصد التحقيق في جملة من المستجدات، وكان حلقة أساسية في عملية الفرار، لكن استقر الرأي على تنفيذ العملية دونه،سيما وأنه بلغ إلى علم المجموعة أن إنشاء جيش التحرير سيتم في فاتح أكتوبر 1955. إلا أن اللجنة المكلفة بمراقبة الأكل قررت خوض إضراب عن الطعام، مما أدى إلى تأجيل العملية. وبعد إرجائها ثلاث مرات تقرّر الهروب مساء 28 شتنبر 1955. تغير الحراس، وجاء أصحاب المداومة الليلية حوالي الساعة السابعة مساء، حلّ أحدهم بالحي للتأكد من إحكام إغلاق الأبواب. قبل ذلك، تمكن أحد أفراد المجموعة من فتح باب الزنزانة بواسطة المفتاح الذي سبق وأن أمنوه عندهم. لما وصل الحارس الفرنسي إلى باب الزنزانة، انقض عليه كل من عبد الله البعمراني وبوشعيب الحريزي وأحمد الصباغ...كمّموه وأحكموا تكبيله تحت تهديد مسدس مصوب إليه. مرّت نصف ساعة... حضر حارسان آخران لتفقد الوضع ولقيا نفس المصير، وكذلك الأمر بالنسبة لحارس رابع جاء بعد برهة من الزمن. عادة كان رئيس الحراسة الليلية يزور الحي للمراقبة، إلا أنه ذلك اليوم تأخر ولم يحضر إلا مع حلول الساعة الواحدة ليلا ... انقض عليه ثلة من المقاومين وحملوه إلى الزنزانة وأوثقوه وأخذوا منه كل المفاتيح وجردوه من سلاحه. مرّ الفارون من أربعة أبواب، وبقيّت ثلاثة. عند الباب الخامس، كان الحارس المغربي الوحيد – مولاي الشريف أحمد- قد تغلب عليه النوم، وقد سهل ضبطه وتجريده من لباسه الوظيفي. اجتاز الفارون الباب السادس دون مشاكل، وقرب الباب السابع استولى التعب على سي بوبكر، فتكلف كل من محمد بن الميلودي ورحال المسكيني وعبد الله البعمراني بحمله على أكتافهم بالتناوب. كان هذا الباب آخر فاصل عن الحرية... وعلى بعد نحو 5 كيلومترات تبيّن أنه لم يتمكن من مغادرة السجن المركزي إلا 37 فردا...آنذاك بلغ إلى سمعهم رنين أجراس الإنذار... تفرق الناجون واتجهت كل مجموعة وجهة، إما صوب شاطئ المهدية أو غابة سيدي البخاري، في حين فضّل بعضهم التنكر في ملابس النساء أو اللجوء إلى مسكن أحد معارفهم. أما مجموعة عبد الله الخصاصي – التي ضمت عبد الفتاح سباطة ومحمد عبروق وسي علال وعبد الله البعمراني وبوشعيب الحريزي وأحمد الصباغ- فقد توجهت صوب غابة المعمورة من وجهة سيدي بوقنادل. في طريقهم صادفوا خيمة رعاة استضافهم صاحبها... بعد تناول الطعام والشاي وأخذ قسط من الراحة، غادر كل من أحمد الصباغ وبوشعيب الحريزي وعبد الفتاح سباطة، كل اختار وجهته. وحضر إلى الخيمة مقدم الجماعة فاضطر الباقون للمغادرة. تفرقت المجموعة، وظل الأربعة ( الخصاصي وعبروق والبعمراني وسي علال) معا يركضون وسط الغابة ... لم تمض إلا حوالي 20 دقيقة حتى اعترضت طريقهم عشرات الكلاب البوليسية... استمرت في النباح وعلى حين غرة وجدوا أنفسهم محاصرين من طرف مئات الجنود وحامت فوقهم مروحيتان وسمعوا عدة طلاقات نارية ... طلبوا منهم الاستسلام ورفع أياديهم فوق رؤوسهم... ألقي عليهم القبض بعد حوالي 5 ساعات من الحرية . أعيد الأربعة إلى السجن المركزي ونالوا حظهم الوفير من الضرب والتعذيب والتنكيل منذ وطأت أقدامهم أرضه... تم تجريدهم من ملابسهم وإيداعهم بالممر الرئيسي لتمكين كافة السجناء من معاينتهم. كان بوشعيب الحريزي وأحمد الصباغ قد اندسا في الغابة، لكن انقضت عليهما الكلاب البوليسية عندما كان الأربعة بيد الدرك الفرنسي بباب الخميس بسلا. مزقت الكلاب أطراف الصباغ، وبعد وصوله إلى السجن ألقي عاريا على الأرض وهو يحتضر... وفي تلك الليلة نُقل بمعية الحريزي إلى الغابة المجاورة للسجن المركزي لإعدامهما تنفيذا للحكم الصادر في حقهما. اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية بنازلة الفرار وتابعتها بالتعليق والتحليل، خاصة إذاعة لندن وصوت القاهرة. تمكن 37 وطني – حسب عبد الله الخصاصي – و 24 فقط – حسب الجريدة الاستعمارية "إيكو دو ماروك"- من الفرار من أكبر سجن بشمال إفريقيا دون إراقة دماء، واستطاعوا السطو على أسلحة بعض الحراس تم تسليمها لجيش التحرير الذي شاءت الظروف أن ينطلق في تلك الآونة.
عملية الهروب من "النقطة الثابتة 3" – معتقل دار المقري
"النقطة الثابتة 3" هو الاسم الذي كان عملاء جهاز "الكاب 1" يطلقونه على المعتقل السري الرهيب، دار المقري، في تقاريرهم ومذكراتهم ومرايلاتهم. بعد موت الجنرال محمد أوفقير كان يشرف عليه رجالات الجنرال أحمد الدليمي. زج في دهاليزه بالمختفي قسرا والمجهول المصيرالحسين المانوزي وأيضا العسكريين اعبابو وشلاط ومزيرق وعقا ، الذين شاركوا في الانقلاب الأول بقصر الصخيرات، والإخوان بوريكات وأحمد بنجلون وكل مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية و"التنظيم السري". استغرب ضيوف دار المقري لتغيير مفاجئ طرأ على حين غرة بعد الزج بالحسين المانوزي في معتقل "النقطة الثابتة3 " ، إذ تم تخفيف الحراسة بشكل ملفت للنظر وغير مفهوم، مما أثار شكوك بعض المعتقلين – ومنهم مدحت بوريكات الذي أخبر رفاقه في المحنة مرارا وتكرارا قائلا ربما الدليمي وزبانيته يدبرون شيئا مبيت ما. خلافا للعادة المعتمدة بدأ الحراس يتعمدون ترك أبواب الزنازين وغض الطرف عن تواصل المعتقلين. بعد أيام أخبر الحراس المعتقلين العسكريين (المقدم اعبابو ومريزق والنقيب الشلاط وعقا) أن الإخوان بوريكات الثلاثة سيطلق سراحهم بينما الآخرون سيلتحقون بأصحابهم الجنود في معتقل تحت الأرض، بعيدا عن النظر والسمع. وقد اعتقد أحد لأخوة بوريكات أن القائمين على المعتقل السري يريدون أن يدبر المختطفون عملية هروب ثم يتربصوا بهم ويلحقون بهم لتصفيتهم خارج المعتقل أو في مكان خلاء بعيدا عن الأنظار. حينها كان حي السويسي – حيث يوجد المعتقل السري - أرض خلاء لا بنايات بها. في أحد الأيام فتحت الزنازن لإحضار وجبة الفطور... اتجه مدحت بوريكات إلى المرحاض فوجد المانوزي وعقا ومعهما الشلاط، فقال له هذا الأخير "إن الليلة سننفذ العملية"، التفت مدحت نحو المانوزي، فأحنى رأسه، فقال: ماذا تقولون ... إنه عبث..."، فكان الجواب: " هل ستهرب معنا أنت وأحويك؟" فنفى نفيا كليا. كان موعد الإفطارحوالي الثامنة أو الثامنة والنصف، يتزامن مع تغيير حراس الليل ، ويأتي آخرون يتكلفون بالحراسة خلال النهار. تجاذب مدحت بوريكات أطراف الحديث مع الكولونيل اعبابو، حيث قال الأول : "هل تظن أن عملية الهروب ستنجح؟". رد عليه الآخر: "أنا محكوم بعشرين سنة حبسا، وهل تظن أنني سأصبر على البقاء هنا طيلة هذه المدة... وعقا والشلاط محكوم عليهما بالمؤبد ومزيرق بخمسة عشر سنة سجنا والمانوزي بالإعدام... بينما أنتم لم يصدر في حقكم أي حكم..." فرد مدحت: "نحن مشكلتنا أعوص، أما أنتم فقد تم تقديمكم للعدالة علانية ويعرف الجميع قصتكم، وكانت الجلسات علنية وكانت تزوركم عائلاتكم... أما نحن فيمكنهم تصفيتنا دون أن يهتم أحد بمصيرنا..". ثم أضاف: "نحن نتفق على الهروب، لكن لابد من التفكير جيدا في العملية، نحن لدينا المال الكافي وعلاقات يمكن أن نستثمرها للحصول على المساعدة والوثائق وأمور أخرى، ولابد من دراسة الخطة جيدا، لذا عليكم إمهالنا بعض الوقت لترتيب الأمور...". في شهر يوليوز 1975 ، حلق المعتقلون – ما عدا الإخوان بوريكات - ذقونهم وغيروا ملابسهم على غير عادتهم... لاحظ علي بوريكات الأمر وقال لشقيقه مدحت : " أنظر إليهم إنهم جميعا حلقوا رؤوسهم واغتسلوا، ربما في الأمر سر ما..." في يوم الثامن من نفس الشهر الذي صادف الاحتفال بعيد الشباب، والملك حينها في مراكش كانت الحراسة خفيفة، ولا يتواجد إلا القليل من الحراس. وبعد منتصف النهار فتحت الزنازن بعد الغذاء، وتركت مفتوحة، وذهب مدحت للحديث مع المجموعة التي كانت تقاطع الشقيقين علي وبايزيد.. وقالوا له أنهم سوف لن يهربوا وأنهم حلقوا للنظافة ليس إلا... حضر الحراس الجدد حوالي الساعة السابعة مساء، فقدموا طعام العشاء، وقال لهم أحدهم: "اغسلوا صحونكم... وفي انتظارذلك سأؤدي الصلاة ... سأغلق أبواب الزنازن عليكم وسأفتحها فيما بعد..." ولم يكن من المعتاد القيام بذلك. همّ الحارس بإغلاق باب الزنزانة، فانقض عليه الشلاط وأسقطه أرضا ونزع سلاحه وكبّله بالأصفاد، وأدخله إلى الزنزانة... كان هناك ثلاثة حراس، كان الثاني نتجه نحو زنزانة علي وبايزيد لإغلاقها، فأسقطه مزيرق وعقا معا، فيما تكلف المانوزي بوضع الأصفاد في يديه. أما الثالث، رئيسهم، فكان في الساحة. كان لدى الحراس ثلاثة أصفاد في الغالب، ورغم أنهم كانوا يرتدون الجلاليب إلا أنهم كانوا يتعمدون إظهار المسدسات التي يخبئونها تحت الجلباب، وكانت هناك غرفة صغيرة يجلسون بها وبها يضعون أسلحتهم، وذهب اعبابو إليها وأحضر رشاشا – سلمه لعقا – ومسدسا، ثم أغلقوا الزنازن على الحارسين... حاز مزيرق مسدس أحد الحراس وكذلك مسدسا آخر أخذه المانوزي ... ثم اتجهوا نحو السور الخارجي لتسلقه بعض إحضار طاولة وكرسي... حاول مدحت العودة إلى الزنزانة لكن عقا أمسكه بشدة وأرغمه على القفز خارج المعتقل... ثم اتجهوا صوب منطقة خلاء، قاصدين سد عين عودة. كان هذا المعتقل السري الكائن في طريق زعير بالقرب من مقر إدارة مديرية "لادجيد"، يقع في شهر يوليوز من عام 1975 تحت نفوذ الدرك الملكي وتحت القيادة الجهوية للجنرال حميدو العنيكري ووطنيا تحت قيادة الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان.
فرار أبناء أفقير من معتقل "بير جديد"
عندما أمر الحراس فاطمة الشنا وأبنائها بجمع متاعهم الشخصي، انشغل الطفل عبد اللطيف في الإمساك بالحمامات، ضحكاته تجلجل مدوية، يخال نفسه على موعد مع رحلة للعب والتسلية، عكس الكبار الذين تملكهم الخوف والقلق. دقت ساعة الصفر.. أصرّ الحراس على تفريق العائلة، كل اثنين في عربة مصفحة على حدة.. دامت الرحلة أربعة وعشرين ساعة... وحطوا الرحال بمعتقل "بير جديد". في الصباح الموالي جاء الحراس.. أخرجوا العائلة إلى باحة المعتقل وقال لهم رئيسهم إنه يعرف إلى أية درجة كان الصغار، وعلى رأسهم عبد اللطيف، متعلقين بالحمامات.. وأضاف.. إن هذه الحمامات إنما خلقت لتؤكل، لذلك تقرر كل يوم ذبح اثنتين منها. بالرغم من دموع الطفل عبد اللطيف وإخوته، نفذ الحراس وعدهم ووعيدهم.. وعلى مدى عدة أيام، كانوا يعودون كل صباح بحمامتين مذبوحتين.. وبعد فترة قصيرة حاول الطفل عبد اللطيف الانتحار.. كان قد ابتلع كمية لا بأس بها من الأقراص الطبية ("فاليوم" وموغاون"). ("فاليوم" و"موغادون"..) ("فاليوم" و"موغادون"..).. منذ نعومة أظافره لم يعرف عالما آخر إلا الجدران والقضبان.. لقد اعتقد الطفل عبد اللطيف، ببراءته الطفولية، أنه بموته سيخرج عائلته من الجحيم ويضع حدا لمعاناتها وأحزانها... إذن لا سبيل إلا الفرار. عند الإقرار بالهروب، كان عبد اللطيف وعائلته محتجزين بمعتقل سري بـ "بير جديد" بمزرعة لإحدى المعمرين الفرنسيين في عهد الحماية، "مزرعة بيير مادور" نسبة لمالكها الأصلي. ابتداء من يناير 1987 بدأ الشاب عبد اللطيف يستعد للفرار من الجحيم بتمرين جسده النحيل الذي ترعرع خلف الأسوار ووراء القضبان الحديدية السميكة.. الطفل الذي كبر وشاب رهن الاحتجاز ...في ظلمات الزنزانة فرض عبد اللطيف على نفسه تداريب رياضية منتظمة وخصص تمارين "يوكا" للتركيز بمساعدة ونصائح والدته للاستعداد ذهنيا ليوم الخلاص، ومن ذلك الحين لم يعد ينشغل إلا بشيء واحد، الهروب من الجحيم. عقد عبد اللطيف العزم على المقامرة بكل شيء بعد أن قرر إخوته الفرار.. لم يبق أمامهم إلا الهرب أو الموت للخلاص.. أي المجازفة بحياتهم كمخرج أخير بعد أن جربوا كل الإمكانيات الأخرى: طلب العفو، الإضراب عن الطعام، الانتحار. حسب روايات شقيقيه، رؤوف ومليكة، كانت مجرد فكرة إمكانية الفرار تنعش عبد اللطيف وتثيره وتحييه، وهو الشاب الذي غادر عالم الحرية وهو طفل لم يكن يتجاوز سنه ثلاث سنوات. فلم يكن يهم الشاب – الذي لم يعاين عالم الحرية منذ أكثر من 15 سنة يومئذ – يهمه كثيرا إن بلغ هدفه في معانقة الحرية، لتذوق طعمها لأول مرة في حياته، أم لا، حسبه أن يخرج من الجمود والسلبية. في تلك الفترة تقول والدته، فاطمة الشنا، لم يعد طفلها – الذي أضحى شابا – يحس بالألم ولا الجوع ولا البرد ولا التعب كسائر البشر. وقد ساهمت اكتشافاته في تسهيل الإعداد لعملية الهروب الكبرى. انتزع القشرة التي كانت تغطي حائط الزنزانة، وبعد عدة تجارب تمكن من التوصل إلى عجين باستعمال مسحوق "التيد" والطحين وبعض الرماد والتراب، استعمل بنجاح في سد الثقب اللازمة لإعداد عملية الهروب، منذ أن بدأ الحفر في 7 فبراير 1987 . مع بداية الحفر كان عبد اللطيف يتسلق كتفي أمه كل ليلة لينزلق في حجر مؤدي إلى غرفة مهجورة، ويبدأ في تسلم الحجارات المستخلصة من الحفر لترتيبها بجزء من الفضاء المهجور حتى لا يظهر لها أثر. أما التراب المستخلص من الحفر، فقد غربل ووضع في أكياس كانت تستعمل لملء البئر المحفور لتسهيل الاستمرار في الحفر في اليوم الموالي ليلا بعد إطفاء الأنوار. كما أن الأكياس تسهل عملية الفتح والإغلاق وتخفف من الضجيج وتلغي الصدى. لقد ساهم عبد اللطيف في إعداد عملية الهروب من معتقل "بير جديد"، إذ ساعد أخاه، رؤوف، وإخوته البنات في حفر النفق وانجاز الحفر بين الزنازن قصد التنقل من واحدة لأخرى. وقام بالكثير من المهام، منها المساهمة في فك العزلة بين أفراد العائلة. وعمل ليال طويلة رفقة والدته لحفر فجوة تواصل مع شقيقاته. وبعد إنجاز جزء من النفق صادف عبد اللطيف أنبوب معدني انتصب وسط الفجوة، وكان عليه رفقة شقيقاته إزاحته للتمكن من المرور.. أرسل له شقيقه رؤوف، بواسطة حليمة وعاشوراء المكلفتين بإمداد العائلة بالطعام وحصة الماء اليومية، "سلكا" رفيعا من النوع المستعمل في كابح الدراجة ("كابل ديال لفران")، وبفضله نجح عبد اللطيف وشقيقاته أن يحز جزا عميقا في الأنبوب.. أمسكوا بطرفي السلك واستخدموه كمنشار لقطع الأنبوب الصدئ بتمريره ذهابا وإيابا بحركة سريعة وإيقاع متواصل. ولتجنب الحرارة بفعل الاحتكاك والكفيلة بتمزيق السلك، دهن هذا الأخير بالشمع وبرد باستمرار بصب الماء عليه. بعد عمل مضني ومتقطع دام أكثر من 30 ساعة بتر الأنبوب المعدني الذي كان يعترض المرور من زنزانة عبد اللطيف وأمه إلى زنزانة شقيقاته الثلاثة. كان عبد اللطيف نحيلا جدا بفعل ترعرعه في ظلمات الزنازن وبفعل وجبات طعام لا تغني ولا تسمن من جوع منذ أن كان طفلا في مرحلة النمو، وبذلك ظل "عوده" "مهترئا" وبنيته هزيلة رغم أن سنه تجاوز وقتئذ 16، وأتاح له جسمه النحيل أن يندس في الحيز الوحيد لجحر الزاوية المرفوعة من جدار زنزانته بعد الالتفاف على نفسه في مساحة ضيقة جدا ليطل على غرفة "تحت أرضية" مهجورة للتخلص من التراب الناتج عن حفر نفق الخلاص. كما كان عبد اللطيف، الوحيد من أفراد العائلة، الذي يتمكن من المرور في النفق الرابط بين زنزانته رفقة والدته وزنزانة شقيقاته نظرا لضيق الحيز. كما كان يضطر لسحب كل ملابسه، ما عدا التبان ("السليب")، ليتمكن من العبور إلى زنزانة البنات، وحين كانت شقيقاته يسحبنه من الفجوة نحوهن، كان غالبا ما تنخدش كتفيه وخاصرتيه.. يكز أسنانه من الألم ويئن أنينا مخنوقا حتى لا تسمعه أمه أو البنات. وبشهادة جميع أفراد عائلة "أوفقير"، كان الهروب من قبيل المستحيلات لولا مساهمة عبد اللطيف، إذ كان الوحيد الذي يمكنه التخلص من أحجار وتراب الحفر.. كان أصغرهم سنا، لكن دوره كان حيويا، إنه شرط نجاح العملية، وقد قيل إنه غالبا ما تكون أكبر المشاريع وأكثرها جرأة رهينة بأبسط المشاركين فيها، لا يكاد ينتبه لهم أحد.. هذه كانت حالة عبد اللطيف في إعداد مخطط الخلاص من الجحيم. كان الأشقاء أوفقير في إنجاز المرحلة الأخيرة للهروب وحفر آخر شطر للنفق المؤدي إلى الحرية.. حفروا ليل نهار لأن جهاز "SSS " أمر الحراس بإضافة برج جديد للمراقبة فوق زنزانة البنات التي كان يوجد بها مدخل النفق.. كانوا مضطرين للحفر دون انقطاع في سباق ضد الساعة.. تناوب الأشقاء في الحفر.. وفي كل زنزانة راقب أحد من تحت الباب المصفح قدوم الحراس.. مضت الدقائق ثقيلة وخانقة.. عندما حل الشفق وانبسط الليل، وما إن انطفأت الأنوار مر رؤوف عبر المعابر المحفورة بين الزنازن إلى زنزانة البنات وقد مرّ عبد اللطيف من زنزانته واستأنف الحفر من جديد لإزاحة المتر المكعب الأخير من التراب الذي يفصلهم عن الحرية شبرا شبرا وحفنة حفنة.. بغيط وهيجان اليأس، كان ينبغي الحفر عموديا وتلقى التراب على الوجه.. كان كل واحد من الأشقاء يحفر فوق رأسه مغمض العينين.. كان رؤوف يحفر، وعلى حين غرة انهالت كتلة من التراب فوقه. وعلى بعد أمتار معدودة من فتحة ثقب النجاة انهار التراب على رؤوف وطمرت كتلة منه جذعه بالكامل، وإذ تثبتت ذراعاه على طول جسمه، ومع حسن الحظ أبقى حبل الإنذار في متناول يده الممدودة. لم يعد بوسعه التنفس وملأ التراب فمه وأنفه وكاد يختنق.. حاول الإمساك بالخيط الرفيع وسحبه.. آنذاك كان عبد اللطيف في الطرف الآخر من النفق.. لاحظ الخيط يتحرك بطريقة متفق عليها.. اندفع فورا في السرداب فجذب شقيقه من قدمه بصعوبة جمة نظرا لنحافته وضعف بنيته. عندما عجز عن تخليصه ركز عبد اللطيف عن إزاحة التراب عن وجه أخيه لتمكنيه من التنفس.. آنذاك همس إليه رؤوف، بين لقمتي طين ملأت فمه بأفضل طريقة لمساعدته.. استمرت عملية الإنقاذ أكثر من ربع ساعة.. في تلك الليلة من يوم الجمعة 17 إلى يوم السبت 18 أبريل 1987، فتح ثقب الحرية وتمكن عبد اللطيف من استنشاق أول نسمة من عالم لم يعرفه من قبل.. ثم عاد إلى إخوته يحمل ورقة خضراء من أوراق إحدى شجرات عالم الحرية. كان على رؤوف التقرير في مَن مِن إخوته سيرافقونه في الفرار، كانت مليكة المؤهلة الأولى بدون منازع، وهناك كذلك عبد اللطيف أو سكينة أو ماريا لأن الأم ومريم وعاشوراء وحليمة مقصيات لأسباب صحية. وكانت على إحدى شقيقتيه، ماريا أو سكينة، أن تبقى بالمعتقل لتعيد إغلاق النفق وكذلك المعبر بين الزنازين ما دامت مريم واهنة جدا ولا تقوى على الإطلاع بهذه المهمة. تنازلت سكينة لماريا وقررت البقاء لإنجاح عملية فرار أشقائها. وما دام الهدف من الهروب هو اللجوء إلى إحدى السفارات الغربية فإن يوم السبت لم يكن مناسبا، لذلك أرجئت العملية إلى يوم الأحد لتقليص هامش الأخطار. بعد خروجهم من النفق شعر الإخوة أوفقير أنهم يراوحون مكانهم ومازالوا يجهلون الوجهة الصحيحة التي تخرجهم من المأزق.. بإذعان واستسلام طلبت مليكة من شقيقها عبد اللطيف أن يتولى قيادتهم باعتباره مازال يرفل بالنقاء والطهارة ولم ير شيئا بعد من الدنيا، ولم يقترف بعد ذنبا. سار عبد اللطيف في المقدمة، وبعد مهلة نادى أخته: "مليكة.. تعالي.. إنه صلب.. لا أعرف ما هو؟". كانت طريق أسفلت لم يسبق أن عاينها عن قرب من قبل.. إنها طريق النجاة. قبل ذلك، بعد الخروج من النفق والزحف مليا وجد عبد اللطيف نفسه في حقل مزروع بالفول.. أدار وجهه لإلقاء أول نظرة على المعتقل من خارجه.. كان البدر يسلط ضوءه الباهت على أسواره.. كان المنظر فظيعا والشاب عبد اللطيف يعاين المكان الذي أقبر فيه، وحيث ذاق في أتونه حسرات العذاب والموت البطيء. قطف عبد اللطيف فولا وراح يأكله نيئا.. كان طعمه منعشا، لذيذا كطعم الحرية. عانق عبد اللطيف الحرية عبر ثقب النفق كأنه يولد من جديد. لم يكن إلى حدود تلك اللحظة يعي شيئا عن عالم الحرية الذي أختطف منه وسنه لم يبلغ بعد ثلاث سنوات. كان لقاؤه بالحياة في غاية القسوة والتعقيد، إذ كيف لشاب أقبر في الثالثة من عمره في ظروف لاإنسانية أن يتلقى صدمة اكتشاف الحياة في الثامنة عشرة وفي ظروف فرار من بين مخالب جلادين غلاظ مأمورين بالصرامة . منذ الوهلة الأولى، بعد الخروج من النفق، اكتشف عبد اللطيف روائح جديدة لأول مرة لم يسبق له أن استنشقها، إذ ترعرع منذ كان طفلا على روائح مغايرة على امتداد أكثر من 15 سنة، روائح الغائط والموت. لكن في تلك اللحظة، قبيل فجر يوم الأحد، سرى إحساس جديد وغريب في جسده لم يعهده من قبل.. رائحة العشب المبلل بالردى، نداوة النسيم المحمل بشيء من الطراوة، عبق الحشائش، وشدى لطيف وحلو لبساتين.. صدمته روائح الحياة هذه، التي لم يسبق أن استمتع بها من قبل. وسببت له هذه الأحاسيس الحميمية والمبهجة نشوة غامرة، استعد لأن يموت على أن لا يحرم منها ثانية. في الوقت الذي كان عبد اللطيف يكتشف عالم الحرية، حلقت أربع طائرات مروحية فوق زنازن "بير جديد".. ولج الجنرال حسني بنسليمان محاطا بضباطه فضاء "إقبار" عائلة الجنرال أوفقير.. ثم وصل مدير "الديستي" آنذاك، عبد العزيز علابوش مرفوقا بمعاونيه واليوسفي القدوري، القائم وقتئذ على معتقل درب مولاي الشريف سيئ السمعة وفرقته (زوار الليل).. طوقت فرقة الدرك الملكي المزرعة الحاجبة لسجن أسرة أوفقير واستقرت المدرعات في كل جانب.. أعتقل الحراس ورئيسهم و حطّ الوافدون الرحال في زنزانة البنات بعد تكديس ما تبقى من العائلة بزنزانة الوالدة، وبدأ الاستنطاق.
هروب جبيهة وأسيدون والبريبري
كان في الإمكان أن تنجح عمليات فرار، وبسهولة أكثر، ضمن الحركة الماركسية اللينينية، غير أن موقف المجموعة بهذا الخصوص كان محسوما، رفض فكرة الفرار جملة وتفصيلا، ليس اعتبارا لاستحالته وإنما كان مجرد موقف واختيار، ومحاولة هروب رحال جبيهة وأسيدون ونجيب البريبري من الطابق الخامس لمستشفى ابن سينا بالرباط كانت مبادرة فردية خطط لها ودبرها المعنيون بدون علم المجموعة أو استشارتها. في 13 أكتوبر 1979 حاول سيون أسيدون و جبيهة رحال ونجيب البريبري الهروب من مستشفى ابن سيناء بالرباط، حيث كان الأول يعالج بسب قرحة في المعدة والثاني يعالج لأنه كان مريضا بالقلب وكان الثالث يعالج بسبب آلام دائمة في أحد مفاصل رجليه.. الحدث الأول في محاولة الهروب هاته سيكون هو وفاة الرفيق جبيهة رحال، الذي كان يتزعم المحاولة ، وذلك أثناء نزوله من سطح المستشفى من فوق الطابق الخامس حيث كانت توجد غرفة السجناء المرضى، مستعملا لهذا الغرض حبلا صنعوه من أغطية أسرة المستشفى، فانقطع الحبل وسقط جبيهة ولقي حتفه ، في غمرة الارتباك وجد رفيقاه طريقة أسهل للهروب عبر السلالم الجانبية، وبالفعل تمكن كل من أسيدون والبريبري من الفرار ومغادرة المستشفى. كان المخطط يقضي بالذهاب إلى الدار البيضاء والاختباء هناك.. لكن الأمور تغيّرت بسبب وفاة جبيهة الذي كان يمركز وحده كل مفاتيح المخطط المقرر. فعندما نزل أسيدون والبريبري من السلالم الجانبية قادتهما هذه إلى مستودع الأموات بالمستشفى ، فتمكنوا من الخروج والتوجه مشيا إلى محطة الحافلات. كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا ولم تكن هناك أية حافلات متوجهة إلى مدينة الدارالبيضاء، فقررا الذهاب إلى محطة سيارات الأجرة الكبيرة. آنذاك كان سائقو "التاكسيات" مجبرين على طلب ترخيص من الأمن للسفر ليلا، وكان على المسافرين الإدلاء بطائق تعريفهم الوطنية لرجال الأمن ليحصل سائق التاكسي على ترخيص السفر. لم يكن اهاربان يتوفران على بطاقات الهوية، وقالا للسائق أنهما أخبرا بوفاة أحد أفراد العائلة على حين غرة فهرعوا إلى المحطة للحاق بالعائلة بالدار البيضاء ولم يفكرا في أخذ البطائق. تفهم السائق ورجع إلى بيته بمعية الهاربان ، وأحضر بطاقة التعريف الوطنية لزوجته، وتوجه إلى مخفر الشرطة وحصل على التصريح، وتمكنا من الوصول إلى الدار البيضاء بعد أداء 90 درهما. وكان من المفترض أن يلتقي الهاربون الثلاثة بشخص بمحطة "ياتيام" كان على اتصال بالمرحوم جبيهة، لكن نظرا لوفاة هذا الأخير سقطت الخطة في الماء. اتصل أسيدون بأحد أصدقاء عائلته الذي نقلهماا مباشرة إلى مدينة المحمدية في أحد البيوت الصغيرة "بانكالو" بجانب البحر، وأخضر لهما الأكل وبعض ما احتاجا إليه للإقامة. آنذاك كانت حملة البحث عنهما قد انطلقت في الطرق ومنازل معارف الفارين ، ودامت المراقبة الدقيقة للطرقات والبيوت ومداخل ومخارج المدن طيلة أيام الهروب. وساهم في هذه الحمل أفراد البوليس و الدرك والقوات المساعدة و رجال الأمن السري. تم اعتقال بعض أفراد عائلات الفارين، منهم والدة أسيدون والد نجيب البريبري، الأخ الشقيق لجبيهة وزوجته رغم أنه توفي في بداية محاولة الهروب، وظلوا رهن الحجز طيلة أربعة أيام في مخفر الشرطة إلى أن تم إلقاء القبض على الفارين حُكم عليهما بثلاث سنوات سجنا إضافية.
فرار بارون المخدرات محمد الطيب الوزاني الملقب بـــ "النيني"
تمكن بارون المخدرات محمد الطيب الوزاني الملقب بــ "النيني" من مغادرة السجن المركزي بالقنيطرة بمساعدة حراس السجن وتمت إدانتهم بأحكام تتراوح بين شهرين وسنتين. واستطاع "نيني" الدخول إلى الأراضي الأسبانية قبل اعتقاله من طرف الحرس المدني الأسباني بمدينة سبتة المحتلة على خلفية مذكرة اعتقال دولية كان قد أصدرها الأنتربول. والغريب في الأمر أنه لم يتم الانتباه لهربه إلا بعد مرور أسبوع. كما عرف الأمر بفضل اتصال من مجهول بإدارة السجون في الرباط التي أرسلت مفتشاً على الفور إلى السجن حيث اكتشف أن المهرب لم يكن في سجنه. إذ أن عملية اكتشاف غياب "النيني" من السجن تمت من طرف الوكيل العام للملك خلال زيارته المفاجئة التي كانت نتيجة بلاغ في النازلة من طرف جهة مجهولة في شأن واقعة الهروب. وكان محمد الطيب الوزاني أحد اباطرة المخدرات الذين يقبعون في سجن القنيطرة والذي صدرت في حقه أحكام قضائية في ملف منير الرماش ومن معه بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات ومحاولة القتل العمد. وقد قيل " واحدة من كل عشر لفافات (جوانات) يتم تدخينها في أسبانيا، يتم تهريبها من قبل النيني". قبل فراره، كان يتمتع بجميع الامتيازات داخل السجن إذ كان له 3 غرف غرفة، واحدة للنوم والأخرى للأكل والأخرى كصالون لمشاهدة التلفاز، وكان أيضا في حوزته حاسوب متصل بشبكة الانترنيت، كما كان معتادا على الخروج من السجن خلسة – بتواطؤ مع الحراس - لإحياء ليالي حمراء في مراقص مدينة القنيطرة ودأب على ارتياد مطاعمها وحاناتها. بينما كان الجميع يعتقد أن "النيني" يقبع بالسجن، كان "بطل" هجوم بالسلاح الناري على سيارة بحي "برينسيبي" بمدينة سبتة المحتلة. وأكدت المصالح الأمنية الإسبانية بالمدينة السليبة أكدت ان “النيني” كان وراء مشاجرة بالسلاح الناري بالحي المذكور، بينه وبين عصابة أخرى معروفة بالمنطقة، يقودها أحد الأشخاص الملقب بــ "بينتشو" كانوا على متن سيارة "مرسيديس" فارهة - وكلهم من أصول مغربية - قبل أن يفاجئهم “النيني” على متن دراجة نارية ويقوم بإطلاق النار عليهم، لتبدء فصول مواجهة بين الطرفين هناك، لحين وصول دورية أمنية كانت تقوم بتأمين مرور الحافلات بالحي، لكنه تمكن من الفرار. بعد الفرار أضيفت له خمس سنوات على ما كان محكوما به من قبل وهي ثمانية سنوات، ليصبح المجموع 13 سنة لم يقضي منها سوى ثمانية سنوات وستة أشهر، إذ غادر السجن في صمت تحت يافطة "العفو" و"الإدماج". وكان خبرا نزل كالصاعقة على الكثير من المتتبعين والحقوقيين ، إذ أكد بعضهم أن في الأمر سر ما . وتساءل الحقوقيون عن كيفية استفادة “النيني”، من عفو قد لا يستفيد منه "المظلومين أوالمرضى"، علما أنه من العرف لا يستفيد المدانين في قضايا المخدرات من العفو، ناهيك عن ذوي سابقة الفرار من السجن.
أعتقل في غشت 2003 أثناء عملية تصفية حسابات بين عصابات متنافسة حول شحنات من الحشيش. وحكم عليه في مايو 2004 بالسجن ثماني سنوات. غير أن هذا المهرب الشاب الذي يملك - حسب السلطات الإسبانية - ثروة تبلغ 30 مليار يورو تم تبييضها من خلال أعمال تجارية في إسبانيا وفي سبتة والمغرب، كان متخصص في شراء ذمم بعض القضاة ا وعناصر الشرطة الفاسدين.وفي إبريل 2004 حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة رشوة موظفين. ومن خلال استخدام الأساليب ذاتها تمكن من الحصول على معاملة خاصة جدا في السجن المركزي بالقنيطرة الذي كان بالنسبة إليه فندق. كانت له سابقة فرار أخرى خلال المدة التي قضاها بسجن "وادي لاو"، إذ سبق أن حاول الفرار و كان ينتظره قارب مطاطي سريع بأحد الشواطئ هناك، لكن سرعان ما تم اكتشافه و إحباط العملية فراره. لم تتم متابعته بعد أن أطلق إكرامياته ليتم غض الطرف تحت ذريعة، أنه كان منزوياً و مختبئاً في أحد الأركان الموالية للسجن، مخافة المهربين الذين كانوا يترصدونه مراراً و تكراراً من أجل النيل منه.
هروب المعتقلين الإسلاميين
تمت عملية فرار المعتقلين الإسلاميين التسعة من السجن المركزي بالقنيطرة، بطريقة تشبه إلى حد كبير ما اعتاد المغاربة مشاهدته من خلال الأفلام الأميركية. إن عمليات الهروب السابقة كانت إما عبر السور أو الباب أو شاحنات، ولم يسبق في تاريخ السجن المركزي أن فر أحد بواسطة حفر نفق. وهي عملية تتطلب قوة جسمانية وقدرة على التحمل كبيرة ناهيك عن مواجهة الأخطار. بعد الإعلان عن عملية فرار السجناء الإسلاميين أعلنت حالة الطوارئ في عدد من السجون التي تضم المعتقلين الإسلاميين خاصة سجن عكاشة بمدينة الدار البيضاء، حيث عمدت السلطات المختصة إلى إخضاع زنازين المعتقلين لعملية تفتيش دقيق، كما عملت على تشديد الإجراءات الأمنية وتشديد المراقبة على الزوار. كما شملت حالة الطوارئ المعلنة تشديد الإجراءات الأمنية على مداخل ومخارج المدن، إذ كانت السلطات حينئذ تتخوف من نجاح الفارين في مغادرة التراب المغربي عبر الحدود الشرقية والالتحاق بمعسكرات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، لذلك عمدت إلى تشديد المراقبة وتعميم صور الفارين على جميع النقط والمعابر الحدودية. وخلال التقصي والتحقيق وجدت السلطات الأمنية الأتربة الناتجة عن عمليات الحفر داخل إحدى الزنزانتين اللتين كان يتواجد بهما المعتقلون الفارون. كما اكتشفت خلال تفتيشها لإحدى الزنزانات ما يزيد على 50 كيسا مليئا بالأتربة مغطاة بإحكام بغطاء كبير بلون الزنزانة للتمويه على الحراس. وعلمت أيضا أن الفارين قاموا بحلق لحاهم قبل مغادرة السجن بفترة قصيرة حيث عثر المحققون على عدد من شفرات الحلاقة داخل إحدى الزنزانات. إن حفر النفق ابتدأه الفارون التسعة، وعلى رأسهم محمد الشطبي الذي هندسه بفضل استلهامه الفكرة من تجربته في أفغانستان، وفي هذا تفنيد لما قاله الناشط الجمعوي اليساري عبدالله زعزاع الذي صرح بأنه - برفقة جماعة من رفاقه اليساريين- هم من بدؤوا حفر نفس النفق خلال سنوات اعتقالهم في سبعينيات القرن الماضي. كانت فكرة حفر النفق أول ما خطر ببال محمد الشطبي مستندا على استحضار تجربته في "قندهار" على ما سبق وأن عاينه عن قرب في أفغانستان من دور للخنادق والأنفاق. تمكن تسعة من المورطين في قضايا الإرهاب وهم عبد الهادي الذهبي (الإعدام) وعبد الله بوغمير(الإعدام) زعيم الانتحاريين الذين نفذوا تفجيرات الدار البيضاء والذي خلفت ستين قتيل وهشام العلمي(المؤبد) والإخوان كمال الشطبي وأحمد الشطبي اللذين سبقا أن إلتقيا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في معسكرات أفغانستان في 2001 والمدانان بـ 20 سنة ومحمد مهيم(المؤبد) وحمو الحساني ومحمد الشاذلي(الإعدام) من الفرار بعد أن حفروا نفقا طوله 22 مترا، على عمق 3 أمتار وبعرض 0،65 متر. دام الحفر ستة أشهر ، بواسطة وسائل بدائية عبارة عن مسامير وقطع قضبان حديدية صغيرة من النوع المستعمل في البناء. وتمت عملية الحفر تحت مواسير السجن. وكانوا يصادفون عشرات الجرذان كبيرة الحجم غالبا ما كانت تقوم بقطع الخيط الكهربائي الموصل في النفق، فيُحبسون داخله في ظلام دامس، ويضطرون لتلمس طريق الخروج بصعوبة جمة لاستنشاق الهواء وإصلاح العطب .
خطة عبد الله زعزاع للهروب
ما هو مؤكد أن السلطات الأمنية وجدت الأتربة الناتجة عن عمليات الحفر داخل إحدى الزنزانتين اللتين كان يتواجد بهما المعتقلون الفارون. كما اكتشفت خلال تفتيشها لإحدى الزنزانات ما يزيد على 50 كيسا مليئا بالأتربة مغطاة بإحكام بغطاء كبير بلون الزنزانة للتمويه على الحراس، إلا أن تلك الكمية لا تتناسب وحجم النفق (المقدرة بخمسة أطنان) ، مما قد يفيد أن الجزء الموالي للزنزانة ربما كان محفورا. وما هو مؤكد أيضا أن عبد الله زعزاع كان يقطن فعلا بنفس الزنزانة بحي "ألف" لمدة سنوات قبل الإفراج عنه في سنة 1989. كما أن زعزاع كان يدافع على الهرب إلا أن الرأي الغالب في منظمة "إلى الأمام" كان الرفض، ولما تفكك التنظيم إلى مجموعات مستقلة تخلص زعزع من لزوم الانضباط لرأي الأغلبية عملا بمبدأ المركزية الديمقراطية الذي ظل مطبقا بصفة حديدية قبل تفتت "إلى الأمام". وذلك قام عبدالله زعزاع رفقة اثنين من زمﻼ-;-ئــه اليساريين (إدريس بويســف الركاب ومحمد الســريفي ) بالشروع في حفر نفق للفرار فيما بين 1986 و1988. فهل النفق الذي هرب منه الإسلاميون بدايته عمرها 20 سنة؟ وما هو مؤكد كذلك أن عبد الله زعزاع سبق وأن أشار إلى إعداده لعملية الفرار من السجن المركزي خمس سنوات قبل قيام الإسلاميين التسعة بالفرار من نفس السجن ونفس الزنزانة، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة "كازابلانكا".
فرار 5 نزلاء من أحدث حي بالسجن المركزي سنة 2001
حين كان "بندريس" مديرا للسجن المركزي، تمكن 5 سجناء من الفرار سنة 2001.
لقد تمكنوا من الهروب "الباطيما" وهو أحدث حي بالسجن المركزي، قطّعوا قضبان نافذة الزنزانة الغليظة، وكانوا قد أطمروا سلاليم مصنوعة من الحبال وأجزاء من خشب "سكليرات" استعملوها لتسلق السور. تبخّر منهم4 ، في حين تمّ اعتقل واحد منهم بمدينة مراكش بفضل وشاية زوجته، وهو محكوم بالمؤبد، أرجع توّ القبش عليه إلى السجن المركزي.. بعد مغادرة السجن وجدوا سيارة مرسيدس قرب السجن سرقوها وغادروا القنيطرة على متنها بسرعة.
فرار المجرم "بولوحوش"
تمكن الملقب بــ "بولوحوش" في سنة 2008 من الفرار من أحد المستشفيات بفاس بعد أن تم نقله إلى هناك من أجل تلقي العلاج، حيث كان يعاني من مرض الربو. وكان بولوحش، المتهم بارتكاب جرائم الخطف والاعتداء على المواطنين بمنطقة تاونات، يقضي عقوبة سجنية مدتها 15 سنة بسجن "بوركايز" بفاس. تم نقله إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات هناك قبل أن يتمكن من الفرار، حيث اختلفت الروايات حول سيناريو هروبه، فقد قيل إن هربه كان من يد رجال الأمن الذين تكلفوا بمرافقته إلى المستشفى المذكور، وقيل إن رجال الأمن كانوا قد سلموه لموظفي إدارة السجون وأنهم يتحملون مسؤولية فراره. وكان موظفو السجن يضطرون إلى فتح الزنزانة على السجين المذكور طوال الليل خشية وفاته لأنه كان يشعر بضيق كبير في التنفس يكاد على إثره أن يختنق، كما كان السجين المذكور قبل انتقاله لسجن بوركايز قد قضى مدة معينة من العقوبة في سجن عين قادوس، حيث تم إعداد ملف طبي له يثبت أنه مريض بضيق التنفس ويتلقى علاجات دورية لذلك.
"بولوحوش" – ذو البنية الجسمية الضخمة- كان من أخطر المجرمين، فهو الذي كان وراء مقتل الشاب يوسف حسني بالقرب من القصر الملكي كما أن عصابته اقترفت عدد من الاعتداءات على رجال أمن وابتزاز أصحاب فنادق وحانات بمدينة فاس. وكان قد نقل إلى سجن "بوركايز" بعد محاولة الاعتداء بالسلاح الأبيض على ممرض بالمستشفى رفض تزويده بأقراص إضافية. وأشرف ما يقرب من 15 موظفا على محاصرته وإيداعه في "الكاشو"، مخافة الهروب أو الاعتداء على أحد الموظفين أو السجناء. سيما وأن عصابته، منذ حلولها بالسجن، "تمكنت" من خلق حالة من الذعر في أوساط السجناء. تمكن رجال حسني بنسليمان بتاونات من وضع حد لفراره بعد كمين نصب له. آنذاك عجلت عملية اختطاف زوجة أحد المقيمين بديار المهجر وابنتيه لحظة تواجدهن في نزهة بمنتجع "بوعادل" المجاور لمنطقة "اولاد آزام"- انتهت باغتصابهن وسلب مجوهراتهن قبل تلقيه فدية- بنصب كمين له في حقل مهجور كان ينام فيه. ألقت دورية لمصالح الدرك القبض عليه هذا الشخص الذي يقدم على أنه أحد أحد أخطر العناصر الإجرامية بتاونات بعد 9 أشهر من هروبه من مستشفى عمر الإدريسي بمدينة فاس . وكان "بولوحوش" يقضي عقوبة سجنية مدتها 15 عاما، قضى منها زهاء خمس سنوات قبل تمكنه من الفرار وعودته إلى منطقة "بوعادل" بتاونات والتي واصل بها عمليات سرقة واغتصاب واعتداء على السكان وممتلكاتهم. رغم خطورته تمكن "بولوحوش" من الإفلات بسهولة من يد حراسه. وكان قد أمضى في إحدى غرف مستشفى عمر الإدريسي يومين. وفي اليوم الثالث جاء حراس السجن لإعادته إلى المعتقل، وبينما كانوا يهمون بالمغادرة، أخبرهم بأنه نسي بعض أمتعته بالغرفة واستأذن في العودة فأذنوا له دون أي حراسة أمنية أو تقييد للأيدي بالأصفاد- كما هي العادة بالنسبة للسجناء العاديين، ناهيك عن الخطيرين منهم - فتمكن من الفرار بكل سهولة.
إجهاض محاولة فرار 10 من معتقلي السلفية الجهادية
أفشل حراس إدارة السجن المركزي بالقنيطرة في مارس 2010، محاولة فرار قام بها عشر معتقلين مدانين بأحكام تتراوح بين الإعدام والسجن مدى الحياة، وبين 20 و30 سنة، على ذمة ما يعرف بملف السلفية الجهادية. أعلنت إدارة السجن حالة الطوارئ منذ الساعة السادسة صباحا، وهو الوقت الذي تم فيه القبض على المعتقلين الذين حاولوا الفرار بعد أن رصدت كاميرا السجن تحركاتهم في اتجاه الحائط الخارجي. وعن طريقة محاولة الهروب الفاشلة، فإنها دُبّرت عبر حفر المعتقلين لحوالي نصف متر تحت حائط زنزانة بحي"ج"، ثم عبر المجرى توجهوا نحو فسحة السجن، وللوصول إلى الحائط الخارجي، استعملوا الحبل، إلا أن كاميرا السجن كشفتهم.
هروب على شكل اختطاف قام أربعة أشخاص مسلحين بقنبلة مسيلة للدموع وسيوف بمهاجمة حارس في السجن الفلاحي بزايو في إقليم الناظور ، كان يرافق أحد السجناء من الإدارة إلى مركز السجن، الذي جرى تخليصه من يد الحارس واقتياده إلى وجهة مجهولة. وتعلق الأمر بالسوسي ميمون، الذي كان يقضي عقوبة سجنية لمدة ثماني سنوات نافذة بتهمة الاتجار في المخدرات، منذ 18 ماي2007. وقد سبق أن هرب معتقل آخر من ذات السجن بنفس الطريقة. +++++++++++++++++++ الهروب من السجن فعل جرمي إن الفرار من السجن يعد فعل جرمي في عيون المشرع المغربي، لذا يعاقب عليه القانون. في حين لا تراه بعض الدول الغربية كذلك، غفي الدنمارك مثلا، إن محاولة الهروب من السجن ليست ضد القانون، وإذا تم القبض على الشخص المطلوب فعليه قضاء ما تبقى من فترة مدة حكمه فقط دون أي عقاب عن فعل الفرار. رغم ذلك عرفت محاولات الفرار من السجون المغربية تصاعدا مضطردا. إذ أقرت تقارير أن المغرب عرف كل عام 8 إلى 11 حالة فرار ناجحة . حيث عرفت سنة 2002 وحدها 3 حالات فرار في المحاكم و5 في المستشفيات و10 في السجون، في حين تم تسجيل 14 حالة فرار من أوراش خارجية. كما أن سنوات 2003 و2004 و2005 عرفت حصتها من عمليات الهروب. وتميزت سنة 2006، بارتفاع وصف بالمخيف في محاولات الفرار التي تم إحباطها بتعاون مع سجناء، بعدما تمكن عدد محدود من السجناء، خاصة كبار تجار المخدرات، من الهروب بنجاح بكل من سجن عكاشة بالبيضاء وطنجة وتطوان ووجدة. وشهد عام 2007 تنفيذ 9 حالات فرار ناجحة ، أبرزها حالة بارون المخدرات "النيني" وحالتان بسجن طنجة ومثلهما بسجن مراكش، وأربع حالات موزعة عبر سجون الناظور وفاس و سوق الأربعاء الغرب. وحطمت سنة 2008 رقما قياسيا في تاريخ العمليات الكبرى للفرار من السجون بفرار تسعة سلفيين دفعة واحدة من السجن المركزي بطريقة هوليودية.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
2013 المغرب تحت مجهر التقارير الدولية
-
قضية الصحراء: أول نجاح للمغرب لدى البرلمان الأوروبي
-
-لادجيد- المخابرات العسكرية أو الخارجية : ظلها في كل مكان
-
هل من الحكمة المطالبة بإلغاء معاش البرلمانيين والوزراء الساب
...
-
ضرورة فضح الديون الكريهة -المكسي بديال الناس عريان-
-
فاز -الإصلاحيون- في إيران فهل تتحسن العلاقات المقطوعة بين ال
...
-
المغرب: السلفيون يلجون السياسة من بابها الواسع
-
الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الاسباني هل بات المغرب يشك
...
-
اغتصاب الأطفال عندنا أضحى مقلقا جدا عندنا
-
ضلّلونا بأكثر من مقلب
-
الجزائريون ينتظرون رئيسهم من سيحصل على تأشيرة ولوج قصر المرا
...
-
لا حديث عندنا إلا على الأزمة فما هي مشكلتنا بالضبط؟
-
الجنرال إدريس بنعمر العلمي أسد حرب الرمال الذي أسر الرئيس ال
...
-
إذا انكشف السبب سقط العجب: خبايا الرد الجزائري العنيف للمطال
...
-
الفاسدون وما أدراك بالفاسدين
-
الإصلاح الضريبي لازال الامتحان مؤجلا
-
على خلفية مرض الرئيس الجزائري ماذا بعد عبد العزيز بوتفليقة؟
-
للذكرى ليس إلا الشاعر محمد الطوبي
-
الجرائم بصيغة المؤنث
-
الحكومة مازالت تفضل -ديمقراطية الزلاط والهراوة الأمنية-
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|