يا شعب العراق لتكن انتفاضتك وطنية شاملة كما فعلها شعب مصر العظيم

يوسف ألو

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يا شعب العراق لتكن انتفاضتك وطنية شاملة كما فعلها شعب مصر العظيم

واخيرا انتصرت ارادة الشعب المصري الوطنية انتصارا لامثيل له في تأريخ شعوب المنطقة منذ عقود خلت وتمكن شعب مصر العظيم من قول كلمته الفصل والثبات عليها حتى تحقق مطلبه الرئيسي بأزاحة من اراد ان يتحكم بمقدرات هذا الشعب العظيم ويقوده الى منزلقات خطيرة ويعود به الى الفترة المظلمة التي كان يخطط لها الأسلاميون من الأخوان ومن ايدهم ووقف معهم , ألا ان الشعب المصري كان لهم بالمرصاد بقيادة قواه الوطنية المحبة للحرية والعدالة الأجتماعية ووقف بوجه الظلم والظالمين وقفته التاريخية المشهودة في 30 حزيران والتي ستصبح مثالا تقتدي به كل شعوب المنطقة المغلوبة على امرها والتي تسيطر عليها التيارات الدينية والدكتاتوريين والعوائل الحاكمة وما شابه ذلك من اشكال عدة للهيمنة على الشعوب المتطلعة للحرية والرفاه الأجتماعي وفي مقدمتها الشعوب العربية وشعب العراق واحدا منها .
انطلقت قبل اشهر المظاهرات والأعتصامات في العراق وبالتحديد في المحافظات الشمالية من العراق متمثلة بالمكون السني ومدفوعة من اناس ركبوا موجة الطائفية ضنا منهم بتحقيق اهدافهم التي رسمتها لهم بعض الدول المجاورة والأجندات الخارجية التي لاتريد خيرا لشعب العراق ولا ترغب بأستقراره وقد انكشفت تلك اللعبة منذ الوهلة الأولى ومن خلال المطالب الغير مشروعة والشعارات الطائفية التي رفعتها ابان تلك المظاهرات والأعتصامات ومن خلال عدم احترامها للدستور وللعلم العراقي المعمول به رسميا كيف ما كان شكله ولونه بل راحت ترفع علم البعث المقبور وترفع صور المقبور وتعمل بتوجيهات المعلول الهارب من وجه العدالة عزت الدوري .
لو اردنا ان نقارن بين وثبة الشعب المصري والتي حققت اهدافها خلال خمسة ايام فقط وبين ما حصل في العراق واستمر لأكثر من ستة اشهر قبل ان ينهار بسبب عدم التماسك وعدم شرعية المطالب المطروحة وايضا عدم التوافق حتى بين المكونات المنتفضة التي انقسمت على نفسها وراحت المجاميع تعارض بعضها وهي اصلا كانت تمثل نسبة ضئيلبة من مكونات الشعب العراقي أذ لم تتمكن من توحيد خطابها و تحديد مطالب مشروعة
كانت ستكون الأساس لنجاحها وتحقيق اهدافها
فشلت المظاهرات والأعتصامات العراقية لأنها سلمت امرها الى رجال الدين الذين حولوها مباشرة الى حركة طائفية بحتة من خلال ما لمسناه ولاحظناه من خطبهم ومواعضهم التي الحقت الأذى بهم وبشعب العراق وفتحت الباب على مصراعية للتدخل الأجنبي مستخدما كل الوسائل المتاحة من اجل تفكيك لحمة الشعب العراقي الذي لم يعرف الطائفية حتى في اعتى فترات الحكم وهي فترة تسلط عصابات البعث الأجرامية اما شعب مصر العظيم فقد اعتمد في تظاهراته الناجحة على مطالب مشروعة قبلها جميع مكونات الشعب عدا الأخوان المسلمين الذين ارادوا الشر بمصر وشعبها ألا ان ارادة الشعب كانت اقوى من مخططاتهم العمياء ولم يسمحوا بتدخل القيادات والرموز الدينية لأنها بالتأكيد كانت ستفسد مبغاهم وبالتالي تفشل حركتهم وانتفاضتهم التي سجلها التاريخ بحروف من نور فهنيئا لشعب مصر انتصاره على الظلم والطغيان وهنيئا لكل من قاد هذه الأنتفاضة العارمة بحكمة ودراية وهنيئا للتيار المدني والديمقراطي المصري الحر بهذا الأنجاز العظيم
لتكن تجربة شعب مصر الناجحة والتي ايدتها كل القوى الوطنية والمحبة للخير
والأنسانية في العالم اجمع منارا تهتدي به الشعوب المغلوبة على امرها كي تحقق اهدافها المنشودة في الحرية والعدالة الأجتماعية والتحرر من تسلط الجماعات الأسلامية التي لاتريد للشعوب الخير والتقدم وتحاول بكل طاقاتها ان تقود الشعوب التي تسيطر عليها الى طاعة عمياء مستغلة الرموز الدينية التي تمولها بالمال والجاه والسلطان مستغلة الجهل التي ورثته تلك الشعوب منذ الحقب الغابرة التي مرت بها من خلال مختلف اشكال التسلط التي مورس
بحقها مدعوما من الأستعمار والرجعية والأمبريالية العالمية
فيا شعب العراق الأبي المظلوم انتفضوا كأخوانكم المصريين وابتعدوا عن الرموز الدينية وتحرروا من حشو اصحاب العمائم لأنهم لاخبرة لهم في السياسة وغير مؤهلين لقيادة الشعوب وتلبية رغباتها وتطلعاتها وتوحدوا في كلمتكم ولتكن مطالبكم مشروعة ومحصورة في الحرية والعدالة والرفاه الأجتماعي واضربوا بيد من حديد كل دخيل يحاول تفرقتكم وتشتيتكم بالمال والسلاح لأنها وسائل قذرة يحاربكم بها اعدائكم كي يدمركم ويدمر بلدنا العراق العزيز ويجعل منه اشلاء يستغلها الغريب لتحقيق اجنداته وأطماعه
يوســـف ألـــو 3-7-2013

#يوسف_ألو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات