|
الجماهير تبني سلطتها الشعبية
إلهامي الميرغني
الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 08:12
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
عند اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وعند انسحاب الشرطة وفتح السجون وانفلات البلطجية،كونت الجماهير بمبادرتها الخاصة لجان شعبية لحماية المساكن والشوارع والمنشآت الحيوية . وبعد الثورة تآكل العديد من هذه اللجان وسيطر الأخوان والسلفيين وبقايا النظام القديم علي بعضها الآخر . لكن بقي البعض منها يقاوم ويخوض حملات " مش دافعين " و " أحياء نظيفة " و " عايزين نشتغل " وأحياء بالأسم فقط " و " الحق في الصحة ، حق في الحياة" . وامتد نشاط اللجان الشعبية من القاهرة إلي الإسكندرية إلي الجيزة والفيوم والعديد من محافظات مصر. كما ساهمت اللجان الشعبية في حملات توعية بأهمية المجالس المحلية والتجهيز لانتخابات قادمة. كذلك شاركت في تأسيس العديد من النقابات العمالية المستقلة والتعاونيات والتوعية بأهمية التنظيمات المستقلة ودعم عشرات المبادرات الشعبية التي ظهرت علي امتداد محافظات مصر. خلال نفس الفترة بدأت عملية أخونة أجهزة الدولة خاصة المحلية وتعيين وترقية منتسبي الجماعة علي رأس مختلف الوزارات والهيئات والمصالح.وبدلاً من مكافحة الفساد حدث تزاوج بين الفاسدين من نظام مبارك والصاعدون الجدد من تنظيمات الإسلام السياسي. إن سقوط شرعية النظام لن يتحقق بالمظاهرات المليونية في ميادين الثورة فقط ، وليس بالاعتصام فقط بل يحتاج إلي بناء سلطة شعبية بديلة تمسك بجميع نواحي الحياة وتسييرها من مستوي القرى والأحياء وحتى مستوي المحافظات والمستوي القومي. الموجة الجديدة من الثورة بعد شهور من الشد والجذب بين معسكر الإسلام السياسي والقوي والأحزاب السياسية والجماهير الشعبية الغير منظمة ، انطلقت الموجة الجديدة من الثورة في 30 يونيو. أهم ما يميز الموجة الجديدة من الثورة هو حجم المشاركة الشعبية الكبيرة وانتشارها في المدن المصرية من أسوان إلي الإسكندرية ومن دمياط وبورسعيد إلي كفر الشيخ والفيوم. وتوجهت المظاهرات الحاشدة في العديد من المحافظات إلي الاعتصام أمام مباني المحافظات كرمز للسلطة المحلية وهي خطوة هامة علي طريق تطور الوعي الثوري نحو بناء سلطة شعبية بديلة. لكن حدث في بعض المحافظات أن قامت الجماهير المحتشدة بإعلان بيانات استقلال المحافظة عن سلطة الأخوان وعزل المحافظ. بل وحدث في بعض المحافظات تم تسليم السلطة للحاكم العسكري ، كخطوة حتى يتم انتخاب محافظ جديد بشكل شعبي. وهذا هو أخطر ما تم خلال أحداث اليومين الماضيين . لذلك من المهم التأكيد علي : - الإدارة الذاتية لا تعني اقتحام المباني والعبث بالأوراق وتعريض مصالح المواطنين للخطر. - الإدارة الذاتية لا تعني الاستيلاء علي المباني والحوائط والمكاتب والدواليب فقط. - الإدارة الذاتية ليست بعزل المحافظ وتفويض الحاكم العسكري بدلاً منه. بل لدينا خطوات هامة نحو بناء السلطة الشعبية تعتمد علي الاستمرار في تأسيس اللجان الشعبية المستقلة بالقرى والأحياء والمصالح الحكومية وتأسيس النقابات والتعاونيات المستقلة . علينا أن نعلن أن كل المناصب المحلية يجب أن تكون بالانتخاب بدء من رئيس المجلس القروي ورئيس مجلس المدينة أو رئيس الحي والمحافظ وحتى رئيس الجامعة ومديري مديريات الخدمات.ويجب أن نطرح آلية لانتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة ونطلب برامج انتخابية من المرشحين تتم مناقشتها مع الجماهير قبل انتخابهم. يجب أن يكون لدينا قائمة بالقيادات الفاسدة ووقائع الفساد في كل إدارة حكومية وان نطالب بعزل هذه القيادات وتعليق قائمة بأسمائهم وصورهم في كل مكان. كما يجب أن نعد قوائم بممثلي تيار الإسلام السياسي الذين تم ترقيتهم أو تعينهم في مختلف الإدارات الحكومية من القري وحتى المدن والأحياء والمحافظات. ويجب الدعوة لعزلهم. علينا أن نستمر في تشكيل وتطوير اللجان الشعبية وتوسيع أنشطتها لتشمل الرقابة علي توزيع البنزين والسولار وأنابيب الغاز والخبز . يجب أن يتعلم الجميع أن كل المناصب الشعبية بالانتخاب ، وان كل مسئول يمكن عزله من السلطة التي انتخبته. وانه لا يوجد مسئول فوق المسائلة والحساب. وان اللجان الشعبية دورها هو تنظيم الرقابة الشعبية علي كل المرافق والمنشآت العامة والمشاركة في إدارتها وتشغيلها بما يخدم مصالح الغالبية ويسد منافذ الفساد ويعزل الفاسدين. يجب أن تكون إدارة المدرسة من ممثلي العاملين ( معلمين وإداريين وعمال ) ومن أولياء الأمور واللجنة الشعبية في القرية أو الحي، وان تكون إدارة المستشفي من العاملين وممثلي المرضي واللجان الشعبية لمراقبة الأداء. إن إسقاط النظام ليس استبدال مبارك بطنطاوي أو استبدال طنطاوي بمرسي أو استبدال مرسي بعسكري آخر أو مدني في الواجهة خلفه العسكر ، بل ببناء سلطة شعبية بديلة من ادني مستويات الإدارة وحتي مستوي المحافظة ومستوي رئاسة الجمهورية . وإننا لن نقدم تفويض علي بياض لأي شخص بل سنضعه تحت رقابتنا وعيوننا ومتابعتنا فإن أصاب دعمناه وإن اخطأ صححنا له خطأه وإن تمادي عزلناه وأتينا بغيره. إن بناء السلطة الشعبية بدء ويجب أن يستكمل بالمزيد من الوعي والتنظيم. فالملايين التي خرجت من أجل إسقاط نظام ثبت فشله قادرة علي بناء سلطة جديدة تحقق الحرية والعدالة وتخضع للرقابة الشعبية.
#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة المضادة والصراع الطبقي في مصر
-
الأمريكان وخصخصة الأمن وهيكلة الشرطة في مصر -المرتزقة يحكمون
...
-
القروض والخصخصة والسكك الحديدية
-
استخدام الفقراء وليس استهدافهم
-
الدستور التركي ومشروع دستور الإسلاميين في مصر
-
العدالة الاجتماعية مفهوم ملتبس وغير طبقي
-
الاتحاد المصري للنقابات المستقلة خطوة للأمام ولكن
-
الوحدة الآن لماذا؟!
-
فخ الديون الخارجية
-
الاعتداء علي المستشفيات العامة الطريق إلي الخصخصة مفروش بالب
...
-
محمد أبو العينين مستثمر من دولة الفساد
-
معارك الدستور وخبرات التاريخ
-
المرأة في ثورة 25 يناير
-
محاولة لفهم خريطة القوي الحية في الثورة المصرية
-
الديمقراطية والثورة المستمرة في مصر
-
نحو تطوير عمل اللجان الشعبية
-
رؤية أولية لنتائج المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية في
...
-
وقائع الخروج الثاني للمصريين
-
مصر وطوفان الأحزاب الدينية
-
منحة قطر لمصر ، تجوع الحرة ولا تأكل بثديها
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|