|
الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
محمد محسن عامر
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 23:31
المحور:
كتابات ساخرة
حمّة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية أعلن اليوم في الندوة الصحفية للجبهة الشعبية و ردّا على سؤال إمكانية التحالف مع نداء تونس أن الجبهة ليس لها قائمة مستبقى تستثني فيها أطرافا بعينها , أحد قيادات الجبهة الشعبية يعلن من جريدة المغرب اليوم أن الإئتلاف الوطني للإنقاذ لن يستثني إلاّ حركة النهضة , خلطة من الإستثناءات زادت ضبابية الموقف و الضباب جالب للمهالك لمستعملي الطرقات و يستدعي القيادة بتؤدة و لكيّ لا أكون متسرّعا و أكيل "لجبهتنا "ما لا تحتمل بحثت في معاني الإستثناء في اللغة العربية فوجدت أن الإستثناء نوع من أنواع المفعول به ، لأنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف تقديره " استثني " ، وتدل عليه كلمة الاستثناء , فيقال على سبيل المثال يقال فتح الباب للجميع إلاّ راشد الغنّوشي فـ "راشد الغنوشي " أعربه النحاة مفعولا به للفعل المقدر " استثني " ، والتقدير :دخل الجميع إلاّ راشد الغنوشي غير أنه ينبغي التدقيق فيما ذكره النحاة حول عمل الفعل المحذوف في المستثنى ، فنرى أن العامل في المستثنى أداة الاستثناء ، فنراه غير مستثنى في مؤتمر الإنقاذ الوطني (الذي للحظة لم تهدنا نور البصيرة لمعرفة إنقاذ من ؟ أو إنقاذ مذا ؟ و تلك من مبتدعاة اللغة التي تتحفنا بها الجبهات في هذه الأيام) في لحظة تستثنيه فيه اللغة و الأرض و التاريخ عند اغتيال الرفيق شكري بالعيد و نراه غير مستثنى في الحوار وطنيّ أجوف أنهت مهزلته بعد أن قام المستثني بقلب قواعد اللغة و تأكيد المفعول به على خصومه بإعلان الدستور و الإنقلاب كما كان معروفا سلفا على كل التوافقات السياسيةمررها حمّة الهمامي بابتسامة هي إسم موصول يصل مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي قبر و هو مازال فكرة بحركة راقصة من حركة النهضة سحبت به البساط من الجميع و أعادت نصاب السياسة إلى ما قبل لحظة الإغتيال المدوي مع مؤتمر الحوار الوطني مكمّلة خبر مهازل النضال البرماني الموهوم . لكي لا يأخذنا هذا الإستثناء مأخذه بعد أن استثني حلم شعب بأكمله في مساواة حقيقية تستثني مفاهيم المسوات الكاريكاتورية التي تنادي التحالفات السياسية الرجعية. تتكوّن جملة الإستثناء أوّلا من المستثنى منه و و هو الاسم الداخل في الحكم ملفوظا كان أم ملحوظا ، متقدما عليه النفي ، أو شبهه ، فيقول سيبويه في معرض هذا القول أن الإئتلاف الوطني لإنقاذ بنية النظام و أدوات هيمنته هو المستثنى منه أمام بأس الجماهير التي قد يستعر نظالها و يسيري مسرى النار على الدولة الأداة بيد قوى الردة و أيديولوجيتها المسيطرة التي تسعى بكل السبل إلى التشويش على الوجهة التي تتضح معالمها يوما بعد يوم في أذهان الجماهير الكادحة لتأبيد واقع هو متن وجودها و مستنقع حياتها عبر التخفيق من وطئة التناقظ و منعه من الوصول إلى أقصاه . أما الجزء الثاني في جملة الإستثناء و نعني المستثنى فهو الاسم المُخرَج من جنس المُخرَج و منه ، أي : المطروح أو المتروك و هو في جملتنا محلّ درسنا حركة النهضة التي على ما قال سيبويه مبدعة في "التكوير" و التي نجحت من إخراج نفسها من مئازقها السياسية بجدلية أبدعتها هي كما يقال علماء اللغة سياسة" أرخف خلي يطمع إكبس خلي يفصع" و هي سياسة نجحت في جلب المعارضين أوقات الأزمات و إبعادهم متى خرجت من عنق الزجاجة و هو الخطة التي "كوّرت" بها في مبارة اغتيال الرفق شكري بلعيد حلّت حكومة بحركة رشيقة تفوق رشاقة فتح علب السردينة في مسريحية انطلت على الجميع بيّنت ميزة فنية مسرحية فذّة لدا حزب الإخوان بقي و هو محلّ الخلاف الخارج عن دائرة هذا الإستثناء الذي بقي ظميرا مستترا عامل بالعاني و الجميع يعرفه و يصاب لسان قيادات الجبهة الشعبية بالخدر كلما سئل عنه ألا و هو نداء تونس فتأتي الإجابة المتحذلقة "نحن لا نستثني أحد و في رواية أخرى إلاّ حركة النهضة " في معرض هذا القول يقول سيباويه أن المشهد السياسي التونسي ينقسم إلا ثلاث رؤوس كرؤوس البصل لم يفح منها أبدا ما يسرّ النهضة و جوقتها و نداء تونس و كوراله اللبيرالي و حزيبات اليسار و تجمعاتها الثقافوتية , مع أنني لست رياضيا و لكن على ما علمتني سنوات الحساب في الإبتدائي هو أن إثنان إلاّ واحد يساوي واحد , أفلم يئن لهذا الظمير المستتر أن يعلن عنه بدل إبتلاعه و تجشّم خطر انسداد مجرى الهواء و تغيره بمفردات اللبس و الغموض ؟؟؟؟ على كل حال لكي لا أطيل التحليل هذه بسطة صغيرة حول مفهوم الإستثناء في اللغة العربية التي هتكت عرضها إبداعات السياسين عسى أن تكون صورة هذا "الغير مستثنى" قد أضحت واضحة يغيب عنها لبس أصبح من الركاكة حقيقة إخفاصة , شطحات الإستثناءات التي أراها اليوم لدى الجبهة الشعبية مع بدياة ظهور بصيص أمل يأتي و يذهب على رأي درويش لحصول انتخابات في تونس -لا قدٍّ الله- هي امتداد طبيعي لشعب استثناه التاريخ...
#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|