ثامر ابراهيم الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 17:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الديموقراطية و صندوق الاقتراع :
لم تكن الديموقراطية يوما من الايام صندوقاً للاقتراع فقط ....الانتخابات عبر الصندوق صورة برّاقة وغالباً ما تكون مزيفة في اغلب الاحيان ، وصادقة ومعبرة عن ارادة الناخب في أحيان قليلة ..
كل النظم الشمولية (ايديولوجية كانت أم دينية ) تستخدم الصندوق ...لتعطي لنفسها شرعنة وجودها ...قبل الوصول الى الصندوق لابد من التأسيس للشفافية والحرية واستقلاليلة القضاء والصحافة ومأسسة الدولة ....
والاهم من ذلك كله ..هو استقلال الفرد الناخب وحريته في الاختيار دون أي ضغط مباشر أو غير مباشر ...فالفقير الجائع غير حر ..والموظف الغير مثبت ليس حراً والسياسي المهدّد مكبّل وحتى المواطن العادي المتلقّي لخطاب اعلامي موجّه لابديل عنه هو أسير الدعاية المبثوثة ، المواطن البسيط المهدد بالموروث الديني والاجتماعي والعشائري غير حر ...فأي نتيجة تفرزها الصناديق في ظل ذلك لاتعبر عن واقع الناس ...
يحضرني في هذا السياق مثال ورد على لسان الكاتب السوري ( بو علي ياسين ) حول التعليم ، ما معناه ان مجانية التعليم المزعومة في بلادنا لاتقف عند مجانية التسجيل في المدارس والجامعات بدون رسوم بل تتعداها للاسباب التي دفعت الفلاح والعامل الى اجبار ابنه على ترك الدراسة ليعينه على امور حياته الصعبة تحت وطأت الحاجة ..وليس للهروب من رسوم الدراسة فقط ..فإن اجبرته على تعليم ولده بدون اقساط تكون حرمته من دخل هذا الطفل ..اذا نخلص الى ان مجانية التعليم ان تعوضه عن الدخل الذي سيحرم منه .
ان فهم المعادلة بسطحية والتسويق لها ..هو نوع من التأثّرالتأثير الغير مباشر والخديعة للشعب ...
الغاية اذا هي الانسان الحر الذي يستطيع ان يدلي بصوته دون أي تأثير او تشويش .
#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟