أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شبيب ورد - محسن الخفاجي الفقير والصحاف الوزير














المزيد.....

محسن الخفاجي الفقير والصحاف الوزير


علي شبيب ورد

الحوار المتمدن-العدد: 1187 - 2005 / 5 / 4 - 12:44
المحور: الادب والفن
    


لأنه صديق لصيق لنا بيئيا ومعرفيا .. لا يمكن أن يغادر أحاديث جلساتنا لفترة طويلة . فتراه يلوح بلا استئذان متربعا عرش أحاديثنا . يعطرها بعبق مزيج من الشجن والمرح والتندر .
عرفناه كاتبا مبدعا وصديقا لطيفا مرحا . ومؤلفا بارعا لأغرب الحكايات وبشتى المواضيع
تلك التي تخطر ولا تخطر على بال . ينسجها بقدرة عجيبة تسحر المتلقي وتشدّة لمعرفة نهاياتها ، التي غالبا ما تنتهي إلى الضحك . وبعضها إلى الإيهام . أجل إيهام الآخر بقضية مفتعلة . ما إن تمرّ أيّام حتى نكتشف أنها عارية عن الصحة . فتثير في الوسط الثقافي مشاعر متباينة من ردود الأفعال , وغالبا ما تفضي إلى السخرية والمرح . هكذا هو دائما ودودا مرحا , رغم أهوال الهموم المعرّشة في جسدة الناحل .
ما يملكه ليس له . لا يفكر إلاّ بالعيش بهدوء والكتابة . الكتابة التي بذل لها كل حياته البائسة . هو حالم كبير . وترسم مخيلته عوالم لا وجود لها إلاّ في ذهنه هو . إذ سرعان ما تفضحها صخور الواقع المرير . وبعضها تجلب له عواقب ضارة . مشكلته انه يبالغ ويهوّل في بعض الأمور . وهذا ما يؤدّى به إلى الحرج ويخلق له بعض المزالق التي هو في غنى عنها . وهذا هو جوهر المطب الذي أوقع نفسه فيه , وأدى به إلى الإعتقال في أم قصر . وإلاّ ما علاقة محسن الخفاجي بأسلحة الدمار الشامل ؟!!
إن علاقته الوحيدة هي بمشكلة الجوع الشامل الذي أنهكه وأنهك العراقيين جميعا .
مشكلته انه ادّعى معرفة ما لايعرفه أبدا . بمعنى أنه افترى .حسنا انه كذب . ولكننا , نتساءل ... لماذا لم يعاقب الصحاف ( وزير الإعلام السابق ) على إفترائه وأكاذيبه علينا وعلى العالم ؟!! هل يترك ( أبو العلوج ) طليقا يسرح ويمرح بطلا في العواصم الأوربية ومحسن الخفاجي المسكين يقبع في السجن ؟
هل من المعقول أن يظل في السجن أديب عانى العوز والحرمان والكبت جراء تعسف النظام السابق ، بينما يصبح الوزير الدجال مديرا لإحدى المؤسسات في الخارج ؟!!
إن إجراء أية مقاربة بسيطة .. بين حجم الضرر الذي لحق بأديب مبدع مثل محسن الخفاجي بسبب سياسة النظام السابق . وبين حجم الفائدة التي جناها ( ابو العلوج )
من ذلك النظام . تكشف لنا هول البون الشاسع بين مصيريهما . وتفصح عن مدى الظلم الذي طال الأديب . وعن المكافأة الكبيرة التي نالها الوزير . فالأديب مواطن عادي ذاق الويلات كأي مواطن عراقي ، فهو معلم متقاعد ، يعيش ليومه وأحيانا لا يتمكن من الحصول على قوته اليومي . كما أنه لا يملك بيتا . ويسكن في بيت أهله القديم الذي يشبه حظيرة . ولم يتمكن من الزواج . بسبب متطلبات الزواج الشرقي الكوارثية .
بينما الوزير كان يعيش عيشة البذخ بخدم وحشم . وكان ينفذ برنامج الوزارة الإعلامي القامع للحريات . وربما كان قد مارس جرائم شتى - مباشرة وغير مباشرة - خلال عمره الطويل في خدمة نظام فاشي مقيت . بالإضافة إلى كذبه الفاضح خلال الحرب الاخيرة . إلى أن (( وبخه الله )) وتحول إلى بطل مسلسل كارتوني .
ان رؤية عادلة لحياة البؤس التي كان يعيشها الأديب . وحياة الرفاهية التي كان قد تمتع بها الوزير . تبين ان المظلوم عوقب والظالم كوفيء . ان الضحية تقيّد والجلاد يطلق سراحه . فأية عدالة هذه . وأية شريعة ؟ وأي عرف ؟!!
وأي جرم ارتكبه الخفاجي لينتهي إلى هذا المصير ؟ وأي دور لعبه الصحّاف ليكافأ ؟
وهل يعقل أن أمريكا بأساطيلها وعظمتها عبرت القارات لتحبس الخفاجي المسكين وتترك الصحاف طليقا ينظر في الكذب ؟!!!
ألا تشفع للخفاجي حياة البؤس والحرمان . ويطلق سراحه ؟
ألا تشفع له نصوصه التي حفرت لها مكانا في ذاكرة الإبداع العراقي ؟
ألا تتمكن الأقلام التي كتبت تكتب عنه , من تحريك رتاج زنزانته في يوم ما ؟
ألا يعاد النظر بجرمي الاديب الفقير والدجال الوزير ؟!!
أم أن محسن الخفاجي سيبقى سجينا لأنه أديب فقير ..
والصحاف طليقا معافى لأنه دجال وزير ؟!



#علي_شبيب_ورد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف والسلام في الخطاب الثقافي العراقي
- آن للتعتيم أن ينحسر
- غناء في مأتم
- انتخابات اتحاد الغرباء في ذي قار
- أبطال ما بعد الحفرة
- حرية الصحافة العربية
- ( قصيدة ( صيادون


المزيد.....




- زيارة العراق تحرم فناناً مغربياً شهيراً من دخول أميركا
- تحدّى المؤسسة الدينيّة وانتقد -خروج الثورة من المساجد-، ماذا ...
- تحقيق جديد لواشنطن بوست ينسف الرواية الإسرائيلية عن مذبحة مس ...
- -فيلم ماينكرافت- إيرادات قياسية وفانتازيا صاخبة وعمل مخيب لل ...
- هكذا قاد حلم الطفولة فاطمة الرميحي إلى نهضة السينما القطرية ...
- ستوكهولم: مشاركة حاشدة في فعاليات مهرجان الفيلم الفلسطيني لل ...
- بعد منعه من دور العرض في السينما .. ما هي حقيقة نزول فيلم اس ...
- هل تخاف السلطة من المسرح؟ كينيا على وقع احتجاجات طلابية
- تتويج أحمد حلمي بجائزة الإنجاز في مهرجان هوليود للفيلم العرب ...
- فيلم -إسكندر- لم يعوض غياب سلمان خان السينمائي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شبيب ورد - محسن الخفاجي الفقير والصحاف الوزير