أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - امال قرامي - مصر التى فى خاطرى














المزيد.....

مصر التى فى خاطرى


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 12:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


علّمونا على مقاعد الدراسة أنّ مصر كانت دوما السبّاقة، امتلكت الريادة وحقّقت مسيرة النهضة (المطبعة، الصحافة، الفنون..) وفهمنا دلالات عبارات يتباهى بها المصريون من قبيل: «مصر هى أمّ الدنيا» وأدركنا الوصلة التى تربط المغاربة بمصر.

نشأنا على حبّ مصر واحترام عظماء جادت بهم مصر فالتهمنا قصصا وروايات وحفظنا عن ظهر قلب قصائد وأغانى للشيخ الإمام وأحمد فؤاد نجم والأبنودى وغيرهم كثيرون وتأثّرنا بأفلام هند رستم وفاتن حمامة والسندريلا وحلمنا بعمر الشريف ورشدى أباظة.. واستوعبنا دروس هدى شعراوى ونوال السعداوى و.. وانفطرت قلوبنا وبكينا جمال عبدالناصر ونما ذوقنا حين طربنا مع أمّ كلثوم ومحمد عبدالوهاب والعندليب الأسمر و..

ومحصّنا فى كتب تيارات فكرية متعدّدة وتأمّلنا فى أدبيات الإخوان بدءا بالبنّا وصولا إلى قطب وأدركنا مدى قدرة الجماعة على التنظيم والتعبئة والقولبة وواصلنا رصد الجديد والطريف والوقوف عند العجيب والغريب إلى أن حلّت الثورات.. وجمعنا التاريخ مرّة أخرى بأشقائنا المصريين بعد أن أضحينا موضوعا للدراسة المقارنية والبحوث الميدانيّة التى ترصد مواطن الائتلاف ومواطن الاختلاف بين التجربتين المصرية والتونسية.

وما كنّا نعلم أنّه بصعود الإسلام السياسى فى كلا البلدين إلى سدّة الحكم سنعيش:

ــ نزع الأسطرة عن تيارات ادّعت أنّها تمثّل المرجعيّة الإسلاميّة وزعم ممثّلوها أنّهم «يعرفون الله» فيتقونه.

ــ وضع المنظومة القيمية لتيّارات احتكرت الخطاب الأخلاقوى على محكّ التجربة فإذا بنا نشهد انفصاما بين السياسة والأخلاق، ونجمع الحجج الدالة على مدى ممارسة النفاق والتلاعب وازدواجية الخطاب. فلا المواثيق احترمت ولا الوعود نفّذت ولا المحصنات احترمن ولا الشرفاء نزّلوا منازلهم.

ــ تهافت حجج من ادّعى أنّه يدافع عن الفقراء ويحمى حقوق المساكين والمهمّشين فإذا بالنظام الاقتصادى النيوليبرالى يشتدّ عوده وإذا بالمبرّر الدينى متوفّر: إنّ الله يحبّ الأغنياء ويعد الفقراء الصابرين بجنّات عدن.

ــ كشف النقاب عن مخاوف تستبدّ بالإسلامويين لعجزهم عن ترويض الإعلاميين والتفاعل مع المثقفين والفنّانين فتجعلهم يشنّون حملات شعواء على هؤلاء بدعوى التطهير والتأديب.

ــ سقوط الأقنعة الواحد تلو الآخر فلا الشيخ شيخ مهاب ولا القيادى قادر على نظم الخطاب ولا السياسى يمتلك القدرة على احتواء الأزمات والإقناع برؤية واضحة.

ــ مقت مكتسبات الثورة فلا الحرّيات تكرّست ولا الكرامة تحقّقت ولا الشغل توفّر ولا العدالة تجسّدت ولا غضب الشباب المهمّش تمّ احتواؤه ولا مكتسبات النساء تطوّرت.

ــ اختطاف الدين والمتاجرة به فكم من حروب تكفيريّة وغزوات انطلقت من مساجد استولى عليها أشباه دعاة ما خافوا الله قسّموا البلاد إلى فسطاطين: فسطاط أهل النار وفسطاط أهل الجنّة وجعلوا العنف سيّد الميدان.

ــ تزييف التاريخ وكره ما تحقّق ضمن مسار الحداثة وهدم أسس الدولة والتلاعب بدلالات المفاهيم والمصطلحات فاستقلالية القضاء حادت عن مسارها ودولة القانون والمؤسسات أفرغت من مضامينها وحلّت مصالح العشيرة والأتباع فوق كلّ اعتبار وتوارت الوحدة الوطنية وراء كثرة الحسابات.

ــ الاستنجاد بالبلطجية وأصحاب السوابق ممن يزعمون أنّهم حماة الثورة ومحصنوها لاكتساب الشرعيّة وانتزاع الاعتراف قسرا من أناس ما انحنوا وما طاعوا.

هذه بعض من مواطن اتفاق بين خلان الوفاء، وإن كنّا واعين باختلاف التجربتين ومقدار التفاوت بين المسارين ولكن يبقى التشابه مثيرا للانتباه وتبقى المحصلة: لا النهضة تحقّقت ولا العدالة والتنمية بانت علاماتها ولله عاقبة المصير..

ولكن ‹لن نموت بغيظنا› إذ يبقى الأمل فمصر التى فى خاطرى تتماهى مع تونس التى فى مخيّلتى هى بلاد تعجّ بالكفاءات والطاقات ما انقطع فيها الإبداع والابتكار.. يوما ما سيعود الدرّ إلى معدنه وسيكتب التاريخ تمرّد الأحرار على الجهل والبلادة والركاكة ومقاومتهم للسفهاء والأدعياء والمتكبّرين.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - امال قرامي - مصر التى فى خاطرى