أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خضر - مصرُ التي في خاطري..!!














المزيد.....

مصرُ التي في خاطري..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 02:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


فلنشكر الحياة لأنها منّت علينا بالعيش في زمن الثورة المصرية، ولندخل في تقدير الموقف، وصلب الموضوع، بالمعنى التاريخي العام:
أولاً، مظاهرات الثلاثين من حزيران (يونيو) هي الموجة الارتدادية الثانية لزلزال ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر.
ثانياً، فتحت ثورة الخامس والعشرين من يناير باب الثورة الشعبية الديمقراطية، ليس في مصر وحسب، ولكن في العالم العربي، أيضاً. وفي الشرق الأوسط على الأرجح، فلن تنجو إيران ولا تركيا.
ثالثاً، ستطيح الموجة الحالية بنظام الإخوان المسلمين في مصر، ومن تداعياتها المتوسطة وبعيدة المدى الإطاحة بكل تجليات الإسلام السياسي في مصر، والعالم العربي.
كيف نفسّر هذه النقاط؟
أولاً، جاء الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في ركاب ثورات الربيع العربية، وتمكن من فرض وجوده حتى في سورية، التي لم تتحرر بعد من حكم آل الأسد. وقد أُصيب كثيرون في العالم العربي وخارجه بخيبة الأمل، وبدأنا نسمع الشكوى من الربيع الذي تحوّل إلى خريف، ولم يندر أن تكون الشكوى مصحوبة بالندم، وحتى بالحنين إلى العهود السابقة.
خيبة الأمل، والشكوى، أشياء مفهومة ومبرّرة، في ظل سيادة الفوضى، وانعدام الأمن، وتعرّض الوحدة الترابية في بعض البلدان لمخاطر التفتيت، ومع هذا وذاك، في ظل صعود جماعات إلى سدة الحكم لم تكن ثورية في يوم من الأيام، ولم تكن المطالب الاجتماعية جزءاً من همومها الأيديولوجية، والسياسية، ولم تؤمن أبداً بالديمقراطية.
ولكن خيبة الأمل، والشكوى، كانت بمثابة ردة فعل سريعة ومتسرعة، لأن أصحابها لم يفهموا حقيقة الثورة، ولم يقبضوا على الدلالة التاريخية العميقة لحدث غير مسبوق في الميراث الثقافي والسياسي والاجتماعي للعرب. والأدهى من هذا وذاك أنهم لم يضعوا ما حدث في سياق التاريخ الإنساني العام.
على أية حال، الثورة زلزال تعقبه موجات ارتدادية، وأعترف مع قناعتي بهذه الحقيقة، أن قصر الفترة الزمنية بين موجة وأخرى، هو الجديد والفريد في تاريخ الثورة المصرية المجيدة، والفريدة. وهذا درس مصر للعالم.
ثانياً، لم تنجم أشياء مثل الشكوى وخيبة الأمل عن الفشل في فهم معنى الثورة (بالمطلق) والثورة المصرية على نحو خاص وحسب، بل ونجمت أيضاً عن فشل في قراءة هويتها الاجتماعية، باعتبارها ثورة شعبية ديمقراطية تجسدها شعارات: خبز، حرية، عدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية.
لهذه الكلمات، على بساطتها، طاقة تحويلية تشبه تماماً شعار الثورة الفرنسية: الحرية، والإخاء والمساواة. ثلاث كلمات غيّرت وجه وتاريخ العالم. وكلمات الثورة المصرية ستغيّر وجه مصر، والعالم العربي.
ولأن الهوية الاجتماعية للثورة المصرية غابت عن الأعين في ظل خيبة الأمل والشكوى، غابت معها حقيقة أن أنظمة الإسلام السياسي، التي جاءت في ركاب ثورات الربيع، هي عنوان، وأداة، الثورة المضادة.
كان التدليل على أمر كهذا على مدار العامين الماضيين جزءاً من المرافعات النظرية والسياسية. ولكن الفرق بين الثورة والثورة المضادة يتجلى اليوم في الموجة الارتدادية الثانية، الساعية إلى تحرير مصر من نظام الإخوان، وحلفائهم القرضاويين، والوهابيين، الذين أسكرتهم نشوة "التمكين" فكشفتهم.
ولا تحتمل كلمة التحرير أكثر من معنى العودة إلى، واستعادة، الشعارات الأساسية للثورة المصرية، التي بقدر ما أصبحت بنوداً مُلزمة في العقد الاجتماعي، أصبحت أيضاً مسطرة يُقاس عليها نجاح أنظمة الحكم أو فشلها. وهذا ما سيكون عليه الأمر على مدار عقود كثيرة قادمة في مصر، وفي كل مكان آخر.
ثالثاً، وُلدت حركة الإخوان المسلمين في مصر، ويبدو أن هزيمتها التاريخية ستكون في بلد المنشأ، أيضاً. والرهان، في هذا الشأن، ناجم عن إدراك لهوية مصر باعتبارها دولة/أمة (بالمعنى الحديث للكلمة). ثمة علاقة عضوية بين هوية وطنية، راسخة في الزمان والمكان، والدولة الحديثة في مصر.
شهدت مصر صراعاً على الهوية، ومعنى الحداثة، منذ ولادة الدولة المصرية الحديثة، وكان ما سيصبح لاحقاً البضاعة الأيديولوجية للإخوان المسلمين، جزءاً من السجالات التي عاشها المصريون منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ولنتذكر أن مصر الفرعونية، والمتوسطية، والقبطية، والعربية، كانت، أيضاً، من تجليات الديناميات الفكرية والسياسية، والثقافية، الهائلة التي أطلقها مشروع بناء الدولة الحديثة. وهذه التعبيرات لم تكن تعني في حالات كثيرة أوصافاً متعددة لهوية واحدة، بقدر ما تحيل إلى تصوّرات سياسية، وتأويلات أيديولوجية، متضاربة.
والواقع أن مصر هي هذه الأشياء كلها، أيضاً، بيد أن ترتيب الأولويات، ودمج المكوّنات الرئيسة، والاعتراف بها، والتساوي بينها، جزء من عملية تاريخية طويلة بدأت مع دولة محمد علي، وما تزال مستمرة.
ومن سوء حظ الإخوان، والإسلاميين عموماً، أنهم يملكون تصوّراً أحادياً، يصدر عن فكرتي الجاهلية والحاكمية، ويبرر الصدام مع الدولة والانقلاب عليها. وهذا، وفي هذا، ما يجعل من وجودهم في سدة الحكم مصدر تهديد للهوية الوطنية، والدولة الحديثة. وهذا ما يعبّر عنه أحد المثقفين المصريين في معرض نقده لحكم الإخوان بالقول: "كأن مصر فقدت هويتها، وباتت مؤهلة لإعادة بناء هويتها من جديد، ولكن بيد الجماعة وفكرها".
ومن حسن حظ مصر، والمصريين، والعالم العربي، أن البنود المُلزمة في العقد الاجتماعي الجديد، للثورة الشعبية الديمقراطية، أصبحت مشروطة، أيضاً، بهوية الدولة الديمقراطية العلمانية. وهذا، أيضاً، درسٌ من دروس مصر، التي "في خاطري، وفي فمي، وأحبها من كل روحي ودمي".



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يومٌ من أيام القيامة..!!
- لا ثورة، ولا إنقاذ..!!
- جريمة الغامدي وموت الضمير..!!
- وأخيراً، دولة الحق الطبيعي..!!
- فتح والنساء واليد الطالبانية..!!
- لن يقفز..!!
- سورية أصبحت مثل غزة..!!
- مأساة إغريقية كاملة..!!
- في رثاء مارتن رتشارد..!!
- أنا أحبُ الأخ الأكبر..!!
- جهاد النكاح..!!
- أجساد النساء، أقدم الأراضي العربية المحتلة..!!
- الأدب العربي يربح، بالتأكيد..!!
- بوتين لم يُزوِّج ابنته لسيف الإسلام..!!
- نُذر الانتفاضة..!!
- ابن عثيمين وصل..!!
- مولانا وجهة نظر خاصة..!!
- البرابرة هم الحل..!!
- غزوة عبد الرحيم الموريتاني..!!
- كلامٌ في كلام..!!


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خضر - مصرُ التي في خاطري..!!