أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة














المزيد.....

حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1186 - 2005 / 5 / 3 - 14:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أخيراً وليس آخراً أزيح الستار عن جريمة كبرى جديدة ليس بحق الشعب الكردي الشقيق فحسب ، بل بحق الإنسانية جمعاء ، عندما تم اكتشاف المقبرة الجماعية قرب مدينة السماوة من قبل بعثة أمريكية والتي تضم رفات 1500 من المواطنين الأكراد الأبرياء ، والذين كما ذكرت الأخبار يشكل الأطفال والنساء ،بملابسهم القومية الزاهية ،الغالبية العظمى فيها.
وحال قراءتي الخبر المفزع هذا تذكرت اعترافاً لحاكم تحقيق السماوة السابق بعد سقوط النظام الصدامي مباشرة ، وبدء تكشف الجرائم الوحشية للنظام واكتشاف المقابر الجماعية ، حيث كتب مقالاً في عدد من مواقع الانترنيت بعنوان[ شهادة للتاريخ ] وكان كل ما ورد فيها ينطبق تمام الانطباق على هذه المقبرة الجماعية المكتشفة والتي تضم رفات الشهداء الأكراد ، حيث ذكر كاتب المقال[ حاكم التحقيق ] قائلاً :
في أحد الأيام من عام 1988عندما كنت حاكم تحقيق السماوة، اتصل بي مدير أمن السماوة عبر الهاتف طالباً مني الحضور في مقره لوجود مهمة رسمية .
وقد توجهت إلى مقر مديرية أمن السماوة ،ودخلت على مدير الأمن الذي وجدت عنده عدد من الأشخاص ، وقد بادر مدير الأمن بالطلب من الجميع الانتقال معه حيث كان قد أعد عدد من السيارات لهذا الغرض من دون أن يفصح عن المهمة التي دعاني للحضور من أجلها .
ركبنا السيارات التي توجهت إلى الطريق المفضي إلى نقرة السلمان ، وبعد مسيرة انحرفت السيارات خارج الطريق في ارض صحراوية وسارت بنا مسافة عدة كيلومترات حيث وصلنا إلى منطقة وقد تواجد فيها مجموعة تتجاوز الخمسين من أفراد الحرس الجمهوري،وسيارات حمل كبيرة [قلابة] وقد امتلأت بالنساء والأطفال والشيوخ الأكراد، وقدر عددهم ب 1500 فرد وقد قامت الشفلات بحفر الخنادق التي أحاط بها الجنود .
التفت مدير الأمن نحوي قائلاً :
لقد حضرنا إلى هنا لكي نشهد تنفيذ حكم الإعدام بهؤلاء[ المخربين ] !!، وبصفتك حاكم التحقيق في السماوة تطلب تنفيذ الإعدام بحضورك .
ثم أمر سواق سيارات الحمل أن تدير مؤخراتها نحو الخنادق وأمر الجنود بالاستعداد لتنفيذ المجزرة ، حيث أوعز للسواق أن يرفعوا رافعة القلاب لكي تلقي بهؤلاء الأبرياء في الخنادق وفي الوقت نفسه استعد الجنود لتنفيذ المجزرة البشعة .
ففي الوقت الذي كانت السيارات تلقي بأجساد هؤلاء الأطفال والنساء والشيوخ نحو الخنادق كانت زخات الرصاص تنطلق من فوهات رشاشاتهم اللعينة دون رحمة ، وكانت الجثث تتراكم فوق بعضها البعض في تلك الخنادق ، وقد ذكر حاكم التحقيق في شهادته هذه أن طفلاً لا يتجاوز العاشرة من عمره تشبث بجسم السيارة رافضاً أن يلقي بنفسه في الخندق ، غير أن احد الجنود عاجلة بصلية رصاص فخر صريعاً ووقع في الخندق .
وبدأت الشفلات بردم الخنادق بالتراب وكان لا يزال الكثيرين منهم أحياء جرحى والصراخ يذهب عنان السماء .
كان المشهد مروعاً حيث صراخ الأطفال والنساء والأنين الذي يفطر حتى الصخر ، كانت جريمة كبرى يندى لها جبين الإنسانية ، وتعبر خير تعبير عن فاشية النظام الصدامي المجرم وأجهزته الأمنية المتمرسة على اقتراف مثل هذه الجرائم الوحشية بدم بارد .
وفي الأخير أبدى حاكم التحقيق في شهادته عن استعداده لإرشاد المسؤولين عن موقع المقبرة وتقديم الشهادة في المحاكم حول هذه الجريمة النكراء ، غير أن أحداً لم يتابع تلك الشهادة وبقيت طي الكتمان منذ سقوط النظام الصدامي حتى تم اكتشافها من قبل الأمريكيين قبل أيام .
إن على الحكومة الجديدة أن تولي هذه المقبرة الجماعية الجديدة الأهمية اللازمة ، وعليها أن تبحث عن اسم مدير الأمن آنذاك ، ومن رافقه في تنفيذ تلك الجريمة البشعة ،وعليها أن تبحث عن حاكم التحقيق في السماوة آنذاك وتدون شهادته لتقديمها كشهادة إثبات في محاكمة جلاد الشعب العراقي صدام حسين وزمرته الغارقة في الجريمة لينالوا عقابهم الصارم الذي يستحقونه دون رحمة .
إن أرواح هؤلاء الأطفال والنساء الكورد تستصرخ ضمائركم، وتنادي ضمائركم أن تأخذوا بحقها دون أي إبطاء، وسيتحمل وزر هذه الجرائم كل من يسعى لإنقاذ هؤلاء القتلة المجرمين الأوغاد من حبل المشنقة ، والتاريخ لا يرحم من يحاول أن يغطي على هذه الجرائم، وسيعتبرهم مشاركين فيها .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن
- ذكريات عمرها نصف قرن مع الشهيدين صفاء الحافظ وعبد الجبار وهب ...
- في ذكرى حملة الأنفال المجرمة ضد الشعب الكوردي
- السلطة العراقية المنتخبة وآفاق المستقبل
- صدور ثلاثة كتب للباحث حامد الحمداني
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الحادية والسبعين لعيد م ...
- البعثيون هم الذين يقودون وينفذون النشاط الإرهابي في البلاد
- جريمة البصرة ومسؤولية الحكومة والأحزاب الدينية وموقف المرجعي ...
- التربية الديمقراطية تقتضي تطوير المناهج التربوية
- سفر خالد لكفاح المرأة العراقية من أجل التحرر والديمقراطية
- جريمة الحلة ومسؤولية السلطة
- أخي الحبيب الصائغ جرحكم جرحي وحزنكم حزني
- دراسة تربوية-الخوف وتأثيراته السلبية وسبل معالجته
- إلى متى يستمر هذا المخاض العسير ؟
- الكذب وأنواعه وسبل علاجه
- ماذا بعد الانتخابات ؟ أسئلة تتطلب الجواب
- هل تتعلم قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية الدرس من نتائج ا ...
- ماذا يدور وراء الكواليس ؟ ومتى نشهد الدخان الأبيض ؟
- في الذكرى الثانية والأربعين لانقلاب شباط واستشهاد عبد الكريم ...
- الجيش العراقي ودوره السياسي في البلاد هل ستستطيع السلطة القا ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة