|
ثورة ثانية في مصر ؟؟؟
فادي سعد
الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 08:44
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعد ساعات على تحليقها فوق ميدان التحرير اعلنت طائرة مروحية تابعة للجيش المصري موقف الجيش والقوات المسلحة من الثورة المصرية الثانية، الطائرة المروحية رمت فوق المعارضين للرئيس مرسي منشورات وشعارات فسفورية، في إشارة الى تأييد الجيش المصري لحركة تمرد التي جمعت حتى اللحظة 22 مليون توقيع على لائحة تطالب بتنحي مرسي والاخوان المسلمين عن حكم مصر، في وقت اعلن فيه متحدث باسم الجيش ان تظاهرات 30 يونيو هي الاضخم في تاريخ مصر، في إشارة الى انها اكبر من الاعداد التي نزلت ميدان التحرير وباقي الساحات المصرية في ثورة 25 يناير سنة 2011 ، فلم يتوقف تحليق الطيران المروحي فوق ميدان التحرير في العاصمة القاهرة منذ بدأ الحشد الكبير بالتوافد عند الساعة الرابع ظهراً، وهو ما كان ترجمة لما اعلن عنه السيسي القائد العام للجيش قبل ساعات ب "التحالف الازلي بين الجيش المصري والشعب" والجيش المصري لن يكون حام فقط لمعارضي مرسي الذين وصل عددهم الى 22 مليون بل سيكون حام ايضاص لمؤيدي مرسي، لكنه سيكون اليد العليا الاقوى لمنع التدهور الامني، قد يكون هذا مؤشر هام الى ما ستتذهب اليه مصر في الاسابيع والشهور القادمة لماذ ثار الشعب على من انتخبه ؟ يقول صديق سوري يعيش في مصر (المشكلة ان الناخب المصري انتخب مرسي لانه لا يريد المرشح الآتي من النظام السابق ولكنه في الحقيقة لم يختر الاخوان المسلمين كجماعة .. وهذا هو الامر الذي ينتفض عليه المصريين الآن .. الجزء من المصريين الذين شعروا انهم خدعوا وتورطوا بجماعة وحزب له امتداداته عبر انتخاب احد افراده كرئيس وكأول رئيس منتخب في مصر على الاطلاق ، هم من نتفضون اليوم ، يسترجعون ما اخذ منهم والجزء الآخر يرى الانتظار لانتهاء ولاية الرئيس المنتخب للحفاظ على الشكل الديموقراطي) في مترو القاهرة ستقرأ عبارة "الثورة فوق القانون" نعم هذا حق فإذا كان مرسي وصل الى الرئاسة بقوة القانون وعبر انتخابات منحته الشرعية القانونية او الدستورية او، فالشعب الذي هو مصدر كل شرعية، بعد عام من حكمه، ارتأى ان يسحب منه هذه الشرعية، وهو بهذا يلغي مبرره الانتخابي والقانوني، لكن شباب مصر الثوريين هم اكثر ذكاء واكثر احتراماً للقانون والدستور والانتخابات، فلقد لجؤوا الى اسلوب قانوني ودستوري لم يسبقهم اليه احد في العالم العربي، لقد لجؤوا الى القانون ايضاً ليسحبوا هذه الحجّة من يد مرسي وانصاره، فقاموا بحملة تمرد طوال شهرين وجمعوا 22 مليون توقيع لإقالة الرئيس مرسي، وهو أمر إن نظرت فيه المحكمة الدستورية يجبر الرئيس على التنحي عن الحكم قانونيا ودستورياً، هكذا فلقد حبكها ثوار مصر من كل النواحي، وحصلوا على موافقة الشارع والدستور للإطاحة بحكم مرسي، وماهي سوى اسابيع قليلة حتى تصدر المحكمة الدستورية قرارها، هذا إن لم يقدم الرئيس مرسي استقالته، وفي اسوأ الاحوال ربما عينت لجنة رئاسية من الآن وحتى الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ربما تجري بعد ستة اشهر من الآن ... النموذج التركي لمصر ؟؟ في الصراع السياسي في العالم العربي قليل ما يعترف احد بخصمه هذا واقع الحال، لكن في مصر سيعترف النظام بسرعة بخصومه، هذا ما صرّح به الرئيس مرسي بعد ساعات من بادية التظاهر في ميدان التحرير، لقد قال" إن من حق المتظاهرين ضده ان يتظاهروا وهو من حقه ان يبقى في الحكم"، هكذا يظهر - فيما لو كان الرئيس جاداً في كلامه ولم يتراجع عنه بسبب ضغط ما- أن مصر تتجه الى الحالة اليمنية حالة اعتصام فريقين في الشارع، هذا لو ان الجيش اخذ موقف الحياد، وإلا فإن معادلة الجيش الحامي للأمة والمرجع الرئيسي للشرعية إضافة لحكم الاخوان المعدّل بروح ليبرالية وشيء من العلمانية بعد توافق سياسي على الحكم مع المعارضة هو ما سيكون عليه النظام المصري القادم ؟؟ .هل تجدد الثورة المصرية نفسها ام هي ثورة جديدة ؟ ام هي حركة تستكمل ما بدأته ولم ينجز بعد ؟ هل هي ثورة كاملة تاتي بما يريده الشعب دون ضغط ؟ هل انتفاضة " تمرّد" عملية تصحيح للانتخابات التي اوصلت مرسي الى الحكم ؟ وهل انتخابات قادمة لا تاتي بمن يريده الشعب تعني ثورة ثالثة لتصحيح الانتخابات الثانية ؟ هنا صراع بين شرعية الشارع شرعية الانتخاب، نعود الى شعار " الثورة فوق القانون" نعم الثورة والشارع فوق كل التشريعات وفوق الشريعة التي اراد المرشد استخدامها كورقة ضغط ضد الشارع لكن الشارع يبدو انه سحب الكرسي من تحت الرئيس كما سحب ورقة الشريعة من يد المرشد الثورة المصرية تجدد الامل بالربيع العربي، لاسيما في تونس وسورية وليبيا، سيكون الاخوان المسلمون ربما هم الخاسر الاكبر فيها بعدما كانوا الرابح الوحيد منها في موجة الربيع العربي الاولى ؟
فادي سعد صحفي وناشط
#فادي_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم عادي
-
القلب لم يمت......شعر
-
شارع ميشيجان*..........شعر
-
الشعر والمصير في متاهة المعنى
-
يومٌ ماطرٌ في شيكاغو......شعر
-
احتضار.........شعر
-
أوّل الكلام...............شعر
-
المكان الآول- شعر
-
مجلة شعر الأمريكية: ماذا سنفعل بالمال؟
المزيد.....
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|