ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(6)

ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 15:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

وصل رايخ الى نيويورك قبل ايام من اندلاع الحرب العالمية الثانيه،واستقبله تيودور وولف،ووضع مختبره في فورست هيل بنيويورك تحت تصرفه،لاجراء ومواصلة ابحاثه العلمية،تعرف رايخ عن طريق احدى الصديقات ب(ايلز اوليندورف)التي ستصبح زوجته الجديدة،وكانت ايلز تعرف رايخ بالاسم،منذان كانت في اوربا،فقد كان مشهورا هناك فترة العشرينات والثلاثينات،وكانت تعرف اخيه روبرت،والذي هو ايضا يعمل في ميدان الطب النفسي.اعجببها رايخ واعجبت به هي ايضا،ولم يخفي عنها علاقته السابقة بالزا ليندنبرغ،وقد حسم الامر لصالحه،عندما دعاها لسهرة،ولاشك انه مارس معها الجنس في تلك الليلة،وهذا ما كان معروفا عنه من قبل اصدقاءه،فقد كان سريعا ولا يضيع وقتا في علاقاته الجنسية بالنساء،وقد وصفه اصدقاء المهنه،بانه كان شبقا جنسيا،ويهوى النساع،وقد جاء بقرار طرده من جمعية التحليل النفسي"انه كان مجنونا"!فقد ذكر انه اغوى كل مريضه عالجها،ونام معها،وضاجع اغلب مريضاته ان لم يكن كلهن!!-اعتقد ان هذه الحكايات مبالغ فيها وهدفها فقط التشهير الملفق وتشويه صورته كطبيب-ومما يذكر انه مارس سلوكا خاصا اثناء مراقصته للنساء في السهرات والحفلات،فقد كان يلصق جسده،والجزء الاسفل من بطنه،بجسد المرأة والجزء الاسفل من بطنها،ويجذبها اليه بشدة،ليحسسها بألاثر البيولوجي،لاثارته الجنسية،ثم ينتظر رد فعلها،كي يقيس مدى استثارتها،واستجابتها الجنسيتين!وقد مارس تلك الطريقة مع زوجة صديقه رادو ساندوز في نهاية العشرينات،و"يقال"انه مارس الشيء نفسه مع زوجة فرويد اثناء الرقص،ولقى استجابة كبيرة منها ورضى!.ومن الممكن اعتبار كتابه"رد الفعل الشبقي،الوضع العضلي والتعبير الجسمي"هو محصلة نظريه للممارسات والتجارب الاستثارية التي سلكها مع النساء اثناء الرقص!-هل يدرج هذا في لااخلاقيات العلم؟!-..عمل رايخ فور وصوله استاذا مساعدا لعلم النفس الطبي بمدرسة الابحاث الجديدة،وافتتح عيادة نفسية،درت عليه مالا وفيرا،فمكنه ذلك من انشاء معهده الخاص بالابحاث البيولوجية،و الذي توصل فيه لبناء بطاريات الطاقة العضوية،والتي جربها على الفئران،وحققت نجاحا،الامر الذي جعله يصنع بطاريات اخرى للاستخدام البشري،لمعالجة المرضى العصابيين،ومن يعانون من معوقات جنسية.اخذت علاقته بايلز منحا سريعا،فسرعان ما تزوجها،فتركت عملها السابق وعملت معه،وكانت بداية لحياة مشتركة وخصبة علميا وانسانيا.حقق رايخ نجاحا كبيرا في تجاربه،مما دعاه من اجل تطوير ابحاثه وتجاربه للاستعانه بأحد الفيزيائيين الكبار لاستشارته وعرض نتائج ابحاثه عليه،فأتصل ب(البرت انيشتاين)والتقى به في كانون الثاني(يناير)عام1941واعجب انيشتاين بالنتائج التي توصل اليها رايخ،الا ان الاتصال بين الرجلين لم يستمر لاسباب لم تعرف لحد الان!ولعل كتاب رايخ المسمى"قضية انيشتاين" والمنشور عام1953يلقي بعض الضوء على هذه القضية،ولكنه لايزيح النقاب عن الاسباب التي دفعت انيشتاين للامتناع عن مواصلة اللقاء برايخ لاجل التعاون العلمي معه،والمرجح ان انشغال انيشتاين بأبحاثه الخاصه بالطاقه الذريه هو الذي لم يتح له مجالا للتفرغ لابحاث اخرى.حول رايخ بيته في نيويورك الى معمل ومختبر علمي لدرجة اثارت حفيظة جيرانه،فقدموا شكوى ضده،بأعتباره"مجنونا"و"ساقط اخلاقيا"!!ووجودفئران كثيرة في منزله،واستخدامه رجلا اسود ضمن فريق عمله!!والذي لم يتقبله الجيران بسبب التمييز العنصري البغيض ضد السود،والذي كان سائدا في تلك الفترة!وقد حضرت لجنة تحقيق خاصة،وفتشت المنزل،وفحصت الاجهزة العلمية،وفحصت اقفاص الفئران،فلم تجد ما يخالف القانون،والاقفاص امينة،والفئران سليمة من اي مرض.لم تتخذ اللجنة اي اجراء وسمحت له بممارسة عمله،ولكنه ترك المنزل،وانتقل الى منطقة اخرى.في7كانون الاول(ديسمبر)1941بعد مهاجمة اليابان لقاعدة بيرل هاربر الامريكية،قام الرئيس روزفلت بأعلان الحرب على دول المحور،وبسبب دخول امريكا للحرب الى جانب الحلفاء،شنت المخابرات الامريكية حملة اعتقالات لكل من ظنت او شكت بأنه عدو للبلد!وكان من المشكوك فيهم طبعا فيلهلم رايخ!!اعتقل وهو بملابس النوم من قبل المباحث الفدرالية،ولم تعرف ايلز في اي سجن احتجز،وتذكر ايلز حادثة طريفة تدل على غباء وجهل الشرطة!عندما فتشوا مكتبته،وتسألوا:كيف لانسان واسع الثقافة وذكيا مثل رايخ يتلف كتبه عن طريق الكتابة على الصفحات الداخلية بالقلم الازرق والاحمر!!!وهم يعنون طبعا،الملاحظات التي كان رايخ يدونها على كل كتاب يطالعه،وعند نهاية التفتيش اخذوا ثلاثة كتب ظانين انها تشكل ادانه له وتورطه في"مؤامرة ضد امن الدولة"!!!والكتب هي:(كفاحي)لهتلر و(حياتي)لتروتسكي،وتعل اللغة الروسية للمبتدئين،وهو كتاب كان رايخ قد ابتاعه من موسكو اثناء زيارته لها عام1929.وكان من ضمن الاسئلة البليدة التي وجهت له اثناء التحقيق:ما سبب احتفاضه بكتاب كفاحي في مكتبته؟!وكان جوابه هو:كيف يستطيع ان يحلل النفسية العامة للجماهير الفاشية دون ان يقرأ ادبيات هذه الايديولوجيا،وكتب زعمائها ومنظريها الفكريين؟!.في شهر كانون الثاني1942 اطلق سراحه بعد ثبوت براءته من اي تهمة!ولم تقدم الشرطة اعتذارا او تبريرا لسلوكها هذا!!1-وهذا واقع الحال لدى كل الاجهزة القمعية في العالم وبلا استثناء-في عام 1942 و1943انغمس رايخ بأبحاثه وكتاباته من جديد،فقد انشأ(مختبر ابحاث الاوركون والسرطان)،ثم وسع ابحاثه فقام بأنشاء(معهد ابحاث الاركون المختبرية)organe institute research laboratories ضم المعهد مجموعة من العاملين والمتخصصين الشبان،وكانت العلاقات بين رايخ وبينهم في منهى الود والاحترام والحميمية،وكان النظام السائد بالنسبة للمرأة هو استخدام اسمها العائلي فبل الزواج مسبوقا بكلمة"آنسة"دائما حتى ولو كانت المرأة متزوجة،وذلك للتخلص من عقدة الدونية،والتأكيد على الذات والشخصية المستقلة.كان رايخ ينفق كل مايكسبه من مال على ابحاثه،وعلى مختبر الطاقة الاوركونية.في عام1944ولد لرايخ طفلا من زوجته ايلز سماه بيتر،وقد كتب رايخ ،وتحت تاثير اجواء الحرب العالمية:"امل أن لا تنشب الحرب العالمية القادمة قبل مضي خمسين عاما،كي لا يكون ابني مجبرا على تأدية الخدمة العسكرية والاشتراك فيها،فلا ارغب ان يموت من اجل الحرية،بل ان يحيا من اجلها".اتبع رايخ اسلوبا جديدا ومختلفا في تربية ابته بيتر حيث منحه الحرية والحب والرعاية،ولم يكرر التجربة القسرية التي اعتمدها بتربية ابنتيه ايفا ولورا.في28ايار(مايو)عام1945 حصل رايخ على حق المواطنة،واصبح مواطنا امريكيا،وحصل على عضوية الشرفمؤسسة مارك توين،اعترافا منها بأنجازاته العلمية في ميدان الطاقة الاوركونية.في صيف العام نفسه سافرت زوجته لزيارة عائلتها في انكلترا،وبعد سنوات من الفراق،فأمضت شهرين هناك،وعند عودتها،جعلها رايخ تقسم بانها كانت مخلصة له اثناء اقامتها هناك،ولم تخنه مع اي رجل اخر!!!في حين انه نفسه لم يكن مخلصا لها اثناء غيابها!!فقد عرفت انه نام مع نساء عديدات في فترة غيابها!!انها ازدواجية رايخ وتناقضه العصي على الحل!!وايديولوجيته الذكورية المتأصلة!وهي الايديولوجيا نفسها التي وسمت سلوك الكثير من المثقفين والمفكرين-وتسم سلوك وسايكولوجية كل الرجال في المجتمعات الطبقية-مثل ماركس وانجلس!!حيث يستخرج المؤرخ(جون النشتاين)من الرسائل المتبادلة بين الاثنين-ماركس وانجلس-ولعا خاصا بالنساء،ومنظورا رجوليا بخصوص الممارسة الجنسية معهن،وافتخارا من قبل الاثنين بهذه الفحولة!!او الذكورية العارمةوالمتفوقة،عبرتعددية مغامراتهما النسائية!!-وليس في هذا قدحا او ذما لشخصيات عظيمة،فنحن جميعا لازلنا ذكوريون،ونخضع لنداء الغريزة!!-.اخذت شهرة وابحاث رايخ تمتد،وبدت نذر بروز افكار معارضه له من قبل بعض الاطباء والمتخصصين والمؤسسات الطبية لانتاج الادوية! مما مهد للحملة التي ستندلع ضده في امريكا،والتي ادت بالتالي لتعرضه لمحنة المحاكمة....................................................................
...........................................................................................................................
يتبع في المقال القادم.................

وعلى الاخاء نلتقي..............

#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات