أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مصر التي توشك أنْ تودِّع مصر!














المزيد.....

مصر التي توشك أنْ تودِّع مصر!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
مطلبهم الآن هو انتخابات رئاسية قبل وقتها وموعدها وأوانها؛ وقبله بسنوات؛ و"عدم شرعية" انتخابات الرئاسة السابقة (والتي فاز فيها مرسي، فكان أوَّل رئيس مدني منتخَب في مصر، ومن جماعة "الإخوان المسلمين") ليس هو حيثية مطلبهم المعلَنة؛ فهذه الحيثية هي "فشل (وإخفاق)" الرئيس مرسي في تأدية "عمله الرئاسي"، في السنة الأولى من رئاسته، و"عجزه" عن ذلك؛ وهذا "الفشل (والإخفاق والعجز)" سيُسْتَذْرَع به لإعلان "عدم شرعيته".
كل معارضي حكم مرسي، واستمراره في الحكم، هم الآن أسرى هذا المطلب؛ وأحسب أنَّهم لن يتمكَّنوا (ولو أرادوا) من التفلُّت منه؛ فبألسنتهم قيَّدوا، أو تقيَّدت، أيديهم؛ لن يكون حوار، ولا تَفاوُض، ولا لقاء، ولا حل وسط، بينهم وبين "الرئيس"، أو "الطرف الآخر"؛ فـ "الطرفان (وهم أطراف)" تجاوزا "نقطة اللاعودة"؛ "القطار (ولا أعرف ماهيته)" انطلق، وبسرعة متزايدة؛ انطلق بلا كوابح إلى حيث لا نَعْلَم؛ وكلُّ ما أعلمه الآن هو أنَّ مصر توشك أنْ تودِّع مصر!
حزب (أو جماعة) الرئيس هو الآن القوَّة السياسية الأكثر تنظيماً في مصر، وهو، مع أنصاره ومؤيِّديه، القوَّة السياسية (والشعبية) الأولى؛ لكنَّ معارضيه، وعلى ما أرى، هم الأكثر عدداً إذا ما ائتلفوا، وقد ائتلفوا؛ فهم أقليات شتَّى، لا يجمعها إلاَّ جامِعٍ واحد أحد هو زَلْزَلة الأرض تحت أقدام الرئيس وجماعته؛ ولكلٍّ غايته. إنَّ بعضهم (وهو الأقل حجماً ووزناً ونفوذاً وقوَّة سياسية وشعبية) حَسَن النية الثورية، صادِق في دافعه الثوري، يريد لثورة الخامس والعشرين من يناير أنْ تبلغ منتهاها، وأنْ تؤسِّس لمصر جديدة تشبه وتُماثِل الدوافع والغايات التي بطاقتها الثورية العظيمة شُحِنَت هذه الثورة، التي يُراد اغتيالها وهي على بُعْد شِبْر، أو أشبار، من "هدفها النهائي"؛ وهؤلاء، وعلى قِلَّتهم، لا يمكن لكل حريص على ثورة الخامس والعشرين من يناير إلاَّ أنْ يكون معهم؛ أمَّا غالبيتهم فالفَرْق بينهم وبين أولئكَ القِلَّة هو نفسه الفَرْق بين "الثورة المضادة" و"ثورة الخامس والعشرين من يناير"، التي فشل مرسي (وجماعته) في الحكم بما يعود عليها بالنفع والفائدة، فاجتمع الطرفان على هذه الثورة العظيمة، تارةً تُضْرَب بـ "الأسلمة"، وطوراً تُضْرَب بأيدي أعداء "الأسلمة"، أو المتدثِّرين بالعداء لـ "الأسلمة".
إنَّهما طرفان، والجيش ثالثهما؛ ولقد تطرَّف الطرفان في عداء كليهما للآخر، وأوقدا من نار العداء بينهما ما جَعَل مصر "شارعين" متأججين، يغليان، تضيق، في استمرار، وفي سرعة متزايدة، "مسافة الأمان" بينهما؛ وها هي مصر الآن على شفير حرب أهلية؛ وقد أُعِدَّ لها من قوى العداء لثورة الخامس والعشرين من يناير ما يجعلني أخشى أنْ تكون هذه الثورة الضحية الأولى لهذه الحرب القذرة.
ولو لم تكن الغاية الكامنة هي إشعال فتيل الحرب الأهلية لاكتفى المعارِضون بـ "الاحتشاد (والتركُّز)" في ميدان التحرير، أو غيره، لا يخرجون منه، ولا يجوبون الشوارع، ولا يسعون إلى ما يتسبَّب، حتماً، باقتتال "شارعين"، كلاهما في وزن وحجم "شعب". إنَّهم يعلمون عِلْم اليقين أنَّ "غَزْوَ" شارعٍ لشارعٍ، وجمهور غفير لجمهور غفير، لن يؤدِّي إلاَّ إلى زَجِّ "الطرف الثالث"، أيْ الجيش، أو المؤسَّسة العسكرية، في هذا الصراع، وإلى جَعْل "الحكم البونابرتي" للعسكر خياراً وحلاًّ؛ وربَّما يَعْجَز العسكر عن إطفاء النيران، فتَقَع المؤسَّسة العسكرية نفسها في أتون الحرب الأهلية.
أمَّا "الطرف الرابع"، وهو "عهد مبارك"، أو البقية القوية الصلبة منه، فهو الكامن في شارع المعارضين، وفي المؤسَّسة العسكرية، وفي القوى والأجهزة الأمنية، وفي سائر مؤسَّسات الدولة؛ وهو الذي يسكب الزَّيْت على النار، ويدفع بالطرفين إلى أتون الحرب الأهلية؛ إنَّه "الطَّرف الشمشوني"، الذي يُعلِّل نفسه بالنجاة من مخاطر الثورة بالحرب الأهلية، وبعودة العسكر إلى تولِّي زمام الأمر والحكم.
كنتُ أتمنى أنْ يخاطِب الرئيس مرسي معارضيه قائلاً: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاَّ يكون لهذا "الطَّرف الرابع"، أيْ لبقايا عهد مبارك، من الرجال والمؤسَّسات والنهج، مكان في مستقبل مصر؛ فَلْنَقْطع جميعاً كل صلة لنا، أكانت ظاهرة أم مستترة، بهذا العهد، وَلْنَتَمَثَّل جميعاً، حُكْماً ومعارضَةً، في مجلس ثوري واسع عريض مؤقَّت، يستمد شرعيته من ثورة الخامس والعشرين من يناير، بما تُمثِّل من غايات وأهداف ومطالب، فيُعَدِّل الدستور، ويقيم حكومة ثورية انتقالية مؤقتة، تتمتَّع بجُلِّ صلاحيات وسلطات السلطة التنفيذية، فتُجْري استفتاءً شعبياً لإقرار الدستور الجديد المعدَّل، تُجْرى بموجبه انتخابات برلمانية، فتُقام "حكومة برلمانية"، تملك حصَّة الأسد من السلطة التنفيذية.
أمَّا إذا رفضوا، وظلُّوا مُصِرِّين على انتخابات رئاسية قبل أوانها، فيَدْعوهم إلى الاتِّفاق على استفتاء شعبي عاجِل، يجيب فيه الشعب عن سؤال واحد هو: هل تريد بقاء مرسي رئيساً حتى نهاية ولايته؟
إنَّ شعار ثورة الخامس والعشرين من يناير هو الآن "احْذَروا العسكر، واجتنبوا الحرب الأهلية، واقطعوا كل صلةٍ مع عهد مبارك، وانتصروا جميعاً للشرعية الثورية حتى تنتصروا".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سمعتم ب -الطلقات الخنزيرية-؟!
- -جنيف 2- كما يراه المعلِّم!
- ظاهرة اشتداد الطَّلَب على الفتاوى!
- الثلاثون من يونيو!
- لماذا -المادة الداكنة-؟
- بينيت وقصة التملُّك بالاغتصاب والأسطورة والجريمة..!
- حربٌ وقودها الأحياء ويقودها الموتى!
- -مِنْ أين لكَ هذا؟-.. عربياً وإيرانياً!
- إطالة أمد الصراع في سورية هي معنى -الحل السياسي-!
- حركة الزمن عند تخوم -ثقب أسود-
- ما معنى -بُعْد المكان الرابع- Hyperspace؟
- -الخطأ- الذي تحدَّث عنه عريقات!
- ما سَقَط في سقوط القصير!
- الصحافي والسلطة!
- أين -الربيع العربي- من -السلطة القضائية-؟!
- مصر هِبَة النِّيل لا هِبَة أثيوبيا!
- جوهر التفاهم بين كيري ولافروف
- أسئلة -جنيف 2-
- ما معنى -الآن-؟
- كيف تؤسِّس حزباً سياسياً.. في الأردن؟


المزيد.....




- في دبي.. شيف فلسطيني يجمع الغرباء في منزله بتجربة عشاء حميمة ...
- وصفه سابقًا بـ-هتلر أمريكا-.. كيف تغير موقف المرشح الذي اختا ...
- كوبنهاغن تكافئ السياح من أصدقاء البيئة بالطعام والجولات المج ...
- بوتين خلف مقود سيارة لادا أثناء وصوله إلى افتتاح طريق سريع ب ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لقصف مواقع تابعة لقوات كييف باستخد ...
- إسرائيل.. شبان من الحريديم يعتدون على ضابطين كبيرين في الجيش ...
- ماذا تخبرنا مقاطع الفيديو عن إطلاق النار على ترامب؟
- إصابة 3 إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية، والبحث جار ...
- مؤيدو ترامب يرون أن نجاته من الموت -معجزة إلهية-
- جو بايدن: أخطأتُ بالدعوة -لاستهداف- دونالد ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مصر التي توشك أنْ تودِّع مصر!