|
إرحلوا حقناً للدماء
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 11:36
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وصل الرفض الشعبى المصرى إلى ذروته لنظام التأسلم الإخوانى والسبقية التيارات الإسلامية، مع ما تفتقت عنه قريحة شباب هذا الوطن الحضارى من إبداع سلمى فى حملة تمرد، التى أظهرت للرأى العالم الداخلى والعالمى أن مرسى وجماعته الإخوانية ليسوا على المستوى فى قيادة وإدارة شعب ينشد الحرية والتخلص من التخلف والمذهبيات والطائفيات التى هى الشغل الشاغل لجماعات التأسم السياسى التى تريد السيطرة على عقول البشر وإيقاف مسيرة التقدم والتحديث، إن الرفض الشعبى الذى لم يهدأ لحظة بسبب سياساتكم الخاطئة وحكومتكم المتخلفة عن عصرها، لن ينتهى فى 30 يونيو إذا لم يحقق هدفه المنشود بسبب المؤامرات الخارجية وأساليب الخداع التى تتبعونها مستغلين شعارات دينية زائفة لخداع البسطاء أو لجوءكم إلى العنف، سيستمر الشباب المصرى الذى أبصر الحرية فى الثورة من جديد بطريقته امصرية بأسلوب حضارى سلمى شهد له العالم كله.
الشعب الغارق فى الجهل والتخلف ولم يصله نور العلم الحقيقى نتيجة محاولات التدين السطحى والدروشة الكاذبة، لا يستطيع أن يستوعب ويفهم أن الأديان صنعها الإنسان القديم لعبادة ما خلقها من تماثيل وأصنام ومع تقدم الوقت ظهرت الآلهة البعيدة التى لا يبصرها إنسان ، لذلك كان من السهل الأستحواز على قلوب وعقول الملايين بتلك الآلهة الغيبية التى نسجوا حولها كل شئ من خلق وقدرة وصراع ورحمة وسفك دماء، وصدق الإنسان أن الأديان يمكن أن تصبح خارقة للعادة أى أعتقدوا أنه يوجد الدين القادر أن يحكم العالم، وهى فكرة قديمة قامت على الحروب والقتال والآلاف والملايين من الشعوب التى قتلت فى ساحات الحروب للجيوش الغازية فى كل بلد جاءتها للأستيلاء عليها، ورغم ذلك لم يحل الأمن والسلام كما روجوا لتلك الشعارات الرنانة الكاذبة المنافقة لعقول البسطاء الذين لا يقرأون التاريخ ولا يتعلمون من قصص ومآسى الشعوب الأخرى التى عاشت عصوراً ظلامية تحت حكم الأديان ورجال الدين.
إذن على كل مصرى أن يستوعب أن نظام حكم دينى هو قمة الفشل فى عصرنا الحديث وما أدل على ذلك من الفشل والتخلف التى تعيشها نماذج دول أخرى وقعت فى مصيدة الحكم الدينى، لذلك نحن أمام رفض لسلوكيات لا تليق برئيس دولة مثل مصر ولا تليق بأصغر دولة فى العالم، خطابات عشوائية قبائلية اللغة والمخاطب فيها عداوات شخصية يختلقها الرئيس الذى لا حول له ولا قوة يتم تحريكه كالأرجواز والعرائس الخشبية، سياسات وخطط وتمكين ينفذها رجال جماعته الدينية وما عليه إلا وضع توقيعه الذى يبارك لهم ما يصنعون من خراب وتدمير للوطن الكبير على حساب تعظيم جماعتهم فى المجتمع المصرى، لسنا نريد أن نتكلم عن تصفية حسابات شخصية تقومون بها يا أستاذ مرسى وجماعتك المحظورة، وإنما نتكلم عن دولة يعيش فيها تسعون مليوناً من البشر خرجت منه نماذج كثيرة من المبدعين من مثقفين وعلماء شرفوا ورفعوا أسم مصر عالياً فى المجتمع العالمى المعاصر، والأسماء كثيرة التى يعرفها جيداً كل مصرى وطنى محب لوطنه يفتخر بتلك الأسماء مثالاً لها الدكتور العميد طه حسين وأنتهاءاً بالدكتور أحمد زويل صاحب جائزة نوبل.
هذه هى مصر التى يطمح إليها كل إنسان يعيش فيها دون حجر على حريته يفكر ويبدع ويخترع، دون ترويع وتكفير وقتل من أشخاص متخلفون يعيشون فى ظلام المعرفة والتاريخ، مصر الحضارة التى أنتفض شبابها فى 25 وعشرين يناير سلمياً، لكن كثرة اللصوص والمتلهفين للسلطة لتحويل شعب مصر إلى عبيد لهم كانوا كثرة فاسدة ما زالت تعيش بفكرها فى الماضى الفقير التعيس بقصص الصراعات والغزوات والحروب الإستعمارية التى كانت الشعوب هى الضحية لأحلام رجال الدين وقادتهم الذين يحلمون بالسيطرة ليس فقط على حكم دولة بل تهيئ لهم أحلامهم السيطرة وحكم العالم، لكن جاء الوقت أن يبصروا جيداً تحت قدميهم ما أرتكبوه من جرائم فى حق شعوبهم بسبب العنت والكبرياء وحب الذات وعدم الإهتمام بمشاكل المسحوقين الذين تزداد معاناتهم بسبب سياساتهم الخالية من علم وخبرة ، سياسات تعبر عن جهل أصحابها بالمناصب التى يشغلونها وهو جهل عمدى يمارسه المتسلطون فى الحكم الإخوانى لدولة مصر العظيمة.
قيل كلاماً كثيراً ورأيناً الآلاف والملايين من هذا الشعب وشبابه الرافض لجماعتكم الإخوانية يا سيد مرسى، ألا يكفيك ما وقع خلال هذا العام من حكم قبيلتك المحظورة التى رفعتها فوق شعب مصر وجعلت أعضائها هم الوحيدين الذين تصفونهم بخير الناس وأنهم كما قال أحد قادتهم أن الإخوان أسياد المصريين؟ ألم تكفيكم تلك الإهانات والجرائم التى أرتكبتموها فى حق هذا الشعب الذى ثار من أجل الظلم والدكتاتورية وبدأ فى أستنشاق نسيم الحرية؟ الشعب المصرى لا يتمرد على السيد مرسى بل يريد أن يسترجع ثورته التى أختطفها من لا يجيدون قيادتها وتطبيقها لصالح الشعب الذى ثار على الفساد والدكتاتورية.
لا أملك اليوم إلا أن أقول لك كمصرى مثلك يا أخ مرسى ومن يسير فى صحبتك، أرحل وجماعتك وأترك الحكم حقناً للدماء التى يخطط لها أعوانك المستفيدين من حكمك الضعيف، أرحل بسلام حتى يبقى لك بعض الإحترام فى قلوب المصريين ليتذكروا أنك كنت أول رئيس مدنى لمصر الثورة، قبل أن تستمر فى عنادك لتنقلب إلى رمز دكتاتورى نازى متمسك بجماعته فى فى سفك دماء شعبه من أجل تحقيق أحلام سلطوية نرجسية بحكم الشعب الذى يرفضكم وسالت دماءه على أيدى أعوانك المخلصين، أرحلوا بسلام فالعالم يرى جرائمكم ولن يغفر لكم شباب وأطفال الغد والمستقبل أنكم أطفأتم شمعة الأمل فى الحرية والديموقراطية والمساواة الإجتماعية.
نداء أخير... إرحلوا فى سلام حقناً لدماء شعب مصر العظيم !!!!
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب العالمية صفر
-
تمرد ترفض الجلوس مع قاتل
-
رسالة الدبلوماسية الأثيوبية
-
محنة العقل الغيبى
-
مين بيقول ايه إزاى عشان إيه
-
الحفاظ على أرواح الخاطفين
-
النظام يستسلم للإجرام
-
تمرد وطنى على الدكتاتورية
-
فشل النهضة والقرداتى
-
سيناريوهات الثورات العربية
-
الشاطر ودولة الإخوان
-
مشروع نهضة الإخوان
-
وزير التحرش الجنسى بجدارة
-
تحرش وزير الإعلام الجنسى
-
ليست فتنة وليست طائفية
-
باسم يوسف رمز مصرى
-
مرتكب الإجرام ليس مجهولاً
-
إرهاب الإرادة الشعبية
-
حد الحرابة شريعة جاهلية
-
تحرير فريق الإرهاب
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|