رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 00:12
المحور:
الادب والفن
صفوف الحياة
يقف مضطربا، ينفث سيجارته بعصبية، يجول بصره على الصفوف المسندة، يرى البيض والأسود والأصفر والخضر كل الالون موجودة، لقد سئم من تلك المشاهد واستماع الأصوات المزعجة والكلمات الساذجة، يمد يده تلامس بعض الأجسام، تتوقف عند احدها،
ـ سئمت الوقوف هكذا، أريني جمال عينيك، أخرجني من هذا السكون المميت، انأ أعطيك ما تحتاجه
يرفع يده عنه وينظر ببصره إلى اعلي الصفوف، يشاهد الغبار قد ترك أثاره عليها، يعد لجسمه اتزانه ويضع سيجارته على المنفضة ، يتناول قطعة قماش ويبدأ بازلت أثار الإهمال عنها، تبدو ألوانها الآن زاهية، تبتهج ويبتهج، كل جسم كان يزاحم الأخر .
أنا كتاب الله
أنا الحكمة
أنا الحب
أنا الأرض
أنا الإنسان
كل جسم يتشوق للفوز بالخروج أولا للحياة، بعد أن رمى عليها الزمان رداء الحرمان، وتركوها ساكنة جامدة وحيدة بدون أنيس، فأمست بيت مهجورا ينفرون منه، كلها أرادت الخروج، أما هو فقد كان عاجزا عن إخراج كل تلك الجموع مرة واحدة إلى الحياة، نادى بأعلى صوته
ـ احمد سعيد، أخي، صديقي، أبي، أمي، هلموا لتخرجوا وتخرجوهم من الإظلامات إلى النور، من السكون إلى الحركة، من الموت إلى الحياة
فلم يلبي النداء احد، أعاد النداء ولا تلبية، تناول سيجارته من العلبة وأشعلها، وخرج يتفقد أين هم، وجدهم مسمرين أمام ألوان وأصوات ، فأعاد أدراجه إليهم وأشعل عود ثقاب اقترب من احدها أخرجه من مكانه وبدا الحريق
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟