أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الضياع














المزيد.....


الضياع


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 19:22
المحور: الادب والفن
    


الضياع

المكان يضيق، الجدران تقترب مني تكاد تصهرني، أضم أعضائي، جسمي يتقلص، الجدران تتوقف عن الاقتراب، انظر إلى المكان، يبدو لي كما كان، النافذة والباب كما هيه التلفت حولي لا أرى أطفالي ولا زوجتي، أثاث البيت اختفى، أسير نحو الباب امسك بالمقبض، يفتح الباب، أخطو بضع خطوات، لا أرى احد، التفت إلى اليمين، إلى اليسار، انظر إلى الخلف إلى أعلى لا احد، أنادي، لا اسمع ردا، في كل اتجاهات البيت ناديت لم اسمع أي صوت، حتى صدى صوتي لا اسمعه .
هل أصبحت أصم؟ .
أتناول وعاءً اقذفه إلى الأمام لا اسمع له أي دوي، اطرق الباب بيدي فلا اسمع شيء، انظر إلى النافذة، لم تعد موجودة، انظر إلى الخلف فلا أرى الباب، أحاول مشاهدة أي ضوء استرشد به، لكن المكان كان ظلاما دامسا .
ـ لعل الوقت ليل أو ربما أنا في حلم، غدا صباحا تشرق الشمس وابحث عن عائلتي، سأحاول تجاهل كل ما أنا فيه .
لكني ما زلت واقفاً واشعر بالتعب، أحاول أن استلقي على الأرض فلا استطيع، أن اقعد لا استطيع، أحاول أن اسند جسدي بأي شيء، فلا أجد إلا فراغ، أبقى واقفا، أفكر بكل ما يجري فلا أجد تفسيرا، أحاول تحسس المكان، مرة آخرة أخطو بعض خطوات، إلى الأمام أخطو، إلى الخلف، التفت إلى اليمين إلى اليسار كل لاتجاهات واحدة، لا اشعر بشيء، أأصبحت بعالم فارغ؟
أحاول القفز إلى أعلى، لعلي اصطدم بشيء يكون طريقا للخروج من هذه المتاهة، اقفز مرة وثانية، وعاشرة، أخطو إلى الأمام، اقفز أخطو إلى اليمين، إلى اليسار اقفز، لا اصطدم بشيء، لا اسمع صوت ارتضام قدمي بالأرض، لا أحس بشيء، أحاول الجلوس، أن أتحسس الأرض فلا المس شيء، انقل يدي إلى الأمام إلى الخف فلا تمس إلا الفراغ، أتوقف عن التحسس، اصرخ، أشتم هذه الحالة، أبقى واقفا ممددا جالسا لا ادري، لم اعد ادري ما هي حالتي، يمضي الوقت دون أن استطيع تحديده، أقناع نفسي من جديد باني في كابوس، إلا أن هذا الطرح لا أجد ما يدعمه فكل ما يحصل هو واقع اشعر وأحس به،
ـ يجب الخروج من هذا المكان
أحاول تحديد الاتجاهات، افشل، كل ما هو حولي يترك ذات الحساس اسأل نفسي
ـ ما اليوم؟ كم الساعة الآن؟ لم اسمع صوت الأذان، لم أرى الضوء،
استذكر بيتي أقارنه بهذا المكان
ـ ليس هو
اذكر بيتي جيدا هناك نافذة غربية وله باب شرقي تدخله الشمس يوميا، تركت أطفالي وزوجتي فيه، كانت زوجتي أمام التلفاز، الأطفال يلعبون في زاوية الغرفة تصرخ عليهم .
إنخرسوا، أريد مشاهدة المسلسل، هيا اقتربوا واجلسوا بجانبي .
الأطفال يتركون العب، التلفاز يخطف أبصارهم ـ الصورة الآن تبدو أكثر وضوحا لي – اطلب منها أن توقف الجهاز حتى أتمكن من الحديث معها، فلا تستجيب، تبقى مشدودة إلى التلفاز، اذهب إلى الغرفة المجاورة وأنا أتمزق من الغيظ،.... اذهب إلى المطبخ اعد لنفسي كاس من الشاي، أعود إلى الغرفة اكلم زوجتي فلا تجيب حتى أنها لا تتحرك، أخاطبهم .
ـ الوقت متأخر هيا إلى النوم،
لا يبدون أي حراك، أخاطبهم مرة أخرى لا إجابة،... إنهم يتقدمون جمعيا إلى التلفاز، أخذت أحجامهم تتقلص ودخلوا فيه، يختفي التلفاز ثم الأثاث وكل ما هو في الغرفة، لم يبقى سواي أخذت الجدران تقترب مني حتى كادت تصهرني، ثم ضممت نفس وتقلصت، عرفت الآن كيف أصبحت في هذا المكان، ولكن كيف الخروج منه؟



رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالية ممحدوح وتقليد الذات
- واسيني الأعرج في بلده فلسطين
- كيف سقينا الفولاذ
- مشكلة العقل العربي
- أبن تيمية والتعددية الفكرية والنذهبية
- الجيل الرابع من الحروب ودول الطوائف العربية
- نهج الاخوان
- رباعية إسماعيل فهد إسماعيل
- الشرق والغرب عند توفيق الحكيم
- العامة في يوليوس قيصر والعرب الآن
- الطرح الطبقي في عصفور من الشرق
- المفكر الامام البوطي
- خذني الى موتي
- المرأة ملاذ الشاعر من الواقع
- الرفض في القصة الفلسطينية
- شيطان في الجنة هنري ميللر
- بسام عويضة والربيع العربي
- رحى الحرب قسطنطين سيونوف
- الاحياء والاموات
- قصة الرعب والجرأة


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الضياع