أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد عدلي أحمد - ما الذي كان خاطئا؟














المزيد.....

ما الذي كان خاطئا؟


أحمد عدلي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1186 - 2005 / 5 / 3 - 09:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اقتبست هذا العنوان من برنار لويس وهو لأحد أشهر كتبه التي تحدث فيها عن الأسباب التي أدت لجرائم 9/11 الشهيرة ، ليس ذلك لاقتناعي بكل ما ورد في تحليلاته ، ولكن لأن مقالتي هذه تتناول موضوعا قريبا وهو لماذا عاد الإرهاب ليطل في القاهرة مرة أخرى بعمليتين استهدفتا السائحين في خان الخليلي ووسط البلد في مدة أقل من شهر وقبل ذلك بشهور في طابا رغم اختفاء هذه الأحداث قبل ثمانية أعوام لم تسجل فيها حادثة إرهابية واحدة، وسأركز هنا على سبب واحد أراه مركزيا في عودة الإرهاب ليطل بوجهه القبيح على الشارع المصري ، وهو كيفية تعامل الفكر السياسي السائد مع الأحداث بدءا من 9/11 وحتى الآن مرورا بجميع الأحداث في فلسطين والعراق وغيرها ، فحسب الأمن المصري فإن العمليتين الأخيرتين في القاهرة مرتبطتان ببعضهما ، وهما من تدبير جماعة مستقلة من الإرهابيين المستقلين الذين اعتنقوا الفكر الإرهابي ودبروا جرائمهم بمساعدة معلومات حصلوا عليها من الإنترنت ، وأهم ما حركهم كان الغضب من الظلم الذي يتعرض له المسلمون في المنطقة والعالم ، وإذا كانت الرواية الأمنية صحيحة (وليس أمامنا سوى افتراض ذلك بما أنه ليس لدينا غيرها) فإنني سوف أطرح السؤال التالي:
هل من المنطقي أن يكون الرد الفطري (غير المؤدلج) على ظلم ما هو استهداف أناس بشكل عشوائي ليس لهم علاقة مباشرة بما حدث من مظالم؟ الإجابة لا ، وهذا معناه أن هؤلاء الشباب يجب أن يكونوا قد اقتنعوا بآراء أيدلوجية ما تعتبر أن استهداف الأجانب في مصر يمثل ردا مقبولا أخلاقيا وسياسيا على ما أثارهم من مظالم ، فإذا كان الفكر الإرهابي الديني المتطرف قد اضمحل وافتقد القدرة على الحركة في مصر بفعل المطاردات الأمنية ، وإذا كانت أهم الجماعات الإرهابية في مصر قد أعلنت تراجعها عن فكر العنف، فمن أين استقى هؤلاء الإرهابيون الصغار هذه الأفكار؟ إن طرح الإنترنت كبديل لا يبدو فكرة جيدة فمعظم المواقع الإسلامية على الإنترنت لا تنتمي للجماعات الجهادية (طبقا لمقال لأحد باحثي مركز الأهرام للدراسات السياسية نشر في الأهرام بعدد 4/29 ) وطبقا لملاحظات أي مطلع على الإنترنت ، بل هي مواقع دينية عامة تعنى بالفتاوى الاجتماعية والدراسات القرآنية والسنة ونشر كتب التراث و تلاوات المقرئين ، بينما المواقع التابعة للقاعدة وأتباعها وأشباهها فهي قليلة ، وهي موجهة أساسا لمن يعتنق أفكارها ، أما من سواهم فإن لغتها الحادة ، وتباهيها بأعمال القتل التي تنفذها الجهات المنشئة لها بالإضافة للصور والمواد الفيلمية المزعجة ينفر معظم من يطلع عليها.
إن الباحث عن جذور الإرهاب الجديد الفكرية في مصر يمكن أن يعثر عليها في الوسائل الشرعية مثل الفضائيات الإخبارية ، و خطب الجوامع (بما فيها الخاضعة لإشراف الحكومة) ، والأكثر من ذلك يمكن أن يتبينها في الصحف القومية الخاضعة لإشراف الحكومة و التي تبارى مفكروها وصحفيوها في تبرير كل حادث عنيف يتم في إسرائيل أو فلسطين أو العراق حتى أحداث 9/11 باعتباره نتاج حالة الغضب الهادر في العالمين العربي والإسلامي نتيجة "البلطجة الأمريكية والعربدة الإسرائيلية" ولعلنا نلاحظ تجنب وصف ما حدث يوم 9/11 بأنه إرهاب أو جريمة لدى الجل الأعظم من الكتاب ، وفي الفضائيات ، وهم يدعون بذلك أنهم حياديون ، وأنهم لأجل ذلك يتجنبون إضفاء نعوت أخلاقية ، ولكنهم لا يلتزمون المنهج نفسه في كل الأحيان فهم يصفون العمليات الانتحارية في فلسطين وإسرائيل بالعمليات الإستشهادية، ولعل الوصف السائد لمن يقومون بالعنف في العراق بالمقاومة العراقية لهو أكبر دليل على تبني التيار السائد في العالم العربي لفكر الإرهاب بالنظر إلى أن معظم العمليات الإجرامية موجهة إلى المدنيين ، أو الشرطة العراقية ، وحتى إلى المساجد والمواقع المقدسة الشيعية بدعوة نصرة أهل السنة وتواطؤ الشيعة مع الاحتلال (مع العلم أن لمتطرفي السنة منذ ابن تيمية آراء تهدر دم الشيعة وتبرر قتلهم قبل أن يكتشف كولومبو أمريكا أصلا) ، أما أن تستخدم بعض الصحف ( الأهرام مثلا ) مصطلح المقاومة لوصف العمليات ضد القوات الأمريكية، ومصطلح "أعمال العنف" (لاحظ تجنب مصطلح إرهاب) لوصف غيرها من العمليات التي تستهدف عراقيين فليس أكثر من نكتة سخيفة بالنظر إلى أنه قد تبين أن القوى الواقفة وراء كلا النوعين واحدة
إن الفكر العربي السائد يتهم الغرب بعدم التفرقة بين المقاومة المشروعة والإرهاب ، ولكنه لا يتطوع بتحديد تعريف محدد للإرهاب وفق المفهوم العربي تاركا تصنيف كل حالة على حدة طبقا للأهواء ، ثم هو يعتبر العمليات الانتحارية التي تستهدف الفنادق والباصات والمطاعم الإسرائيلية مقاومة ، وكذا يعتبر من يفجر المساجد الشيعية ويمارس الاغتيال السياسي مقاومة ، أما من فجر السائحين في الأزهر فهو ليس مقاوم بالطبع ، ولكن قطاعا واسعامن الفكر العربي المتعاطف مع العنف ضد المدنيين وجد له وصفا آخر فهو غاضب محبط مهزوم نفسيا ، وبالتالي فهو يستحق العطف والأسف لمصيره المشئوم، ويبدو من تحليل الخطاب أن الفكر العربي السائد يتبنى صورة متطرفة من مبدأ العبرة بالنتائج فهو يعتقد أن الأهداف التي يعتبرها شرعية تبرر جميع الوسائل بما فيها قتل المدنيين ، أما الأكثر بشاعة فهو أن النتائج التي يرى الفكر العربي السائد أنها جديرة بالتحقيق بكل وسيلة ليست فقط تحرير الأرض أو الاستقلال ، بل إن المقاومة نفسها تعد هدفا ذا برق سحري رغم أن جميع المؤشرات تشير إلى أنها ليست الطريق للتحرير بل إنها قد تطيل أمد الاحتلال ، وعادة ما يجد ذلك التيار أوصاف غير محددة المعالم لوصف إنجازات المقاومة مثل إبراز إرادة التحدي والصمود وإزعاج قوات الاحتلال ونحو ذلك (لاحظ مستوى المبررات التي تبيح إهدار دماء الأبرياء) ، فإذا كان الفكر العربي السائد بل والرسمي قد وصل لهذه الحالة من التخبط في تعريف الإرهاب ، ولهذه الحالة من تبرير العنف ضد المدنيين ، فلا شك أنه هو الحادي الأول الذي يقود المتحمسين على طريق الإرهاب أكثر من عرابي الفكر الجهادي الذين يبحث عنهم الصحف



#أحمد_عدلي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان الحقيقي جاي
- نجاحات المعارضة اللبنانية تظهر في ساحة رياض الصلح
- الإنسان إذ يصبح رقما
- عندما يصبح الموت هو الغاية المقدسة
- هنتجونيون عرب
- خدعة الديموقراطية الإسلامية
- هل من تجديد حقيقي للإسلام؟
- الإسلام والحريم
- المرأة في المجتمع العربي...بين الظهور والإخفاء
- إنتاج الإسلام الإرهابي
- رؤية جديدة لنكاح المتعة....دراسة فقهية تاريخية في ظل الإسلام ...
- ..الجنس..الوحش الجميل :دراسة اجتماعية لتطور النظرة الدينية ل ...
- ..الجنس..الوحش الجميل :دراسة اجتماعية لتطور النظرة الدينية ل ...
- تساؤل الهوية ...لبنان نموذجا


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد عدلي أحمد - ما الذي كان خاطئا؟