أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث فائز الايوبي - درويش .. اخر شاعر فلسطيني














المزيد.....


درويش .. اخر شاعر فلسطيني


ليث فائز الايوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


ظاهرة قتل الاب كما اوضح اعراضها عالم النفس الشهير فرويد , لم تكن معنية بزمان او مكان او شريحة معينة دون سواها , فقد عانى تبعاتها كل فطاحل الفكر والادب , عربيا لم يكن الشعر بمنأى عن هذه الاعراض المازوخية التي طالت المتنبي قبل الف سنة وارتدت في نحور من اتهموه بالسرقة والمروق وانتحال الحكم والامثال بخمول الذكر والاهمال , حيث بقي المتنبي شاعرا راسخا رغم انوف من ناصبوه العداء وتواروا هم في زوايا النسيان , ولم يكن صفوة مبدعينا في العصر الحديث بمنأى عن اسنان اولئك القتلة من مصاصي الدماء , وهم يتلذذون كما هو دأبهم دائما بقتل رموزهم والتنكيل بها , حية كانت ام ميتة , بدم بارد واعصاب هادئة , وكأنهم يرتشفون اقداح الحليب امام شرفة مطلة على بحيرة مليئة بالتماسيح ..
قبل اعوام لا اكثر .. لم يكن أي شاعر او ناقد عربي سوي , يجرؤ على النيل او الطعن علنا بشاعرية محمود درويش , , لا خوفا من هالته الشعرية ومكانته في قلوب محبيه وانما خجلا من موهبته الفذة , واعترافا منهم بضحالة حججهم الواهية , مكتفين بالتعتيم عليه نقديا – قدرما استطاعوا - كما شكى درويش اكثر من مرة في حواراته الصحفية . معلنا ان الوسط الثقافي العربي وسط يشوبه اللبس والضغائن والمصالح وعدم الانصاف , تحركه مافيات ضليعة بالسير على الحبال تحترف تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام الثقافي .
وبالرغم من ان مهازل النقد الانكشاري المكشوف وروائحه الكريهة وفضائحه لم تعد خافية على احد , حيث لم يدع لنا هذا النقد العجيب نكرة الا والحقها بالف لام التعريف وفق مصالح متبادلة لا يمكن اخفاءها , مستغلا كون هذا الوسط الثقافي مجازا يعيش حالة انحطاط سلوكي غير مسبوقة , ويدار من قبل مافيات ضليعة بالتضليل ومحاربة المبدعين الطليعيين والتعتيم عليهم بشتى الطرق والوسائل . معززة بكتائب وميليشيات نقدية ومنابر اعلامية تكاد تكون حكرا على بركة التماسيح اياها خصوصا عندما تناط تلك البرك الراكدة باشباه الشعراء , لا تفرق بين الرفيع والوضيع ابداعيا الا لغايات في نفس يعقوب , ما فتأ اصحابها يمطروننا بوابل من الخواطر المسيلة للدموع حفاظا على مكانتهم ( الشعرية ) المتكلسة , والبحوث النقدية التمجيدية الهزيلة , التي يتطرقون فيها لتجارب ( شعرية ) خاوية من الابداع بدوافع معروفة طبعا , لا تثير الضحك والاستهجان فحسب وانما عدم الرغبة اصلا في متابعة هذا الخليط الطاغي من الدجل ، امثال محرر الصفحة الثقافية لصحيفة ( القدس العربي ) اللندنية ومحرر القسم الثقافي لصحيفة الدستور الاردنية وسواهم من ذوي التجارب الشعرية المحدودة .
فكم من دراسة نقدية هجينة ما ان نضع مقتبساتها الشعرية المنتقاة تحت مجهر التذوق النقدي حتى نصاب بالاحباط والرغبة الشديدة بالضحك , جراء تلك الجمل الساذجة والركيكة المنتزعة من بطون الروايات ربما او المنتحلة من حوارات افلام الرسوم المتحركة .. كما يبدو ذلك جليا لكل متابع حصيف .
اليوم يتداول اكثر من منبر اعلامي عربي في هذا البلد او ذاك , لغايات معلومة.. ( فضيحة ) تأثر محمود درويش بالتوراة وقطف الثمار المتدلية من غصونها دون الرجوع الى حراس العتبات المقدسة في (اورشليم) ! , متهمين اياه بانتحال ونشر اسطر كاملة من ذلك الكتاب المغمور عربيا في شعره , وكأنه ارتكب جنحة السطو على بنوك النبي داوود وشركاته واساطيله , متجاهلين ان للشاعر المبدع حق تحويل التراب الى معادن نفيسة , دون الرجوع الى حارس المقبرة ! , والا عد اليوت سارقا كبيرا في الشعر الانكليزي .
ما هذا الجهل المدقع ..؟
من حق الشاعر الذكي ان يحول الملعقة او الحصاة والممحاة الى مادة شعرية مدهشة , لا ان ينتحل حوارات الرسوم المتحركة وحوارات الافلام او الروايات المترجمة في شعره , كما هو حاصل حاليا .. لحيازة رضا وطمأنينة اصحاب المعاطف الثقيلة وصفحاتهم الثقافية المنتفخة كاكياس الرمل , هذه الصفحات التي يكاد يكون العلف فيها اغلى من الحمير ..!
اما جريرة محمود درويش ان كانت له جريرة اصلا , فلا تكمن الا في ذلك البئر العميق الذي حاول اخوته , القاءه فيه نكاية بابيهم المحب ليوسف أي نكاية بشعره الاسطوري ,, هؤلاء الاخوة الاعداء اذا صح التعبير , يحاول بعضهم اليوم شحذ معاولهم وفؤوسهم استعدادا لقطع كل شجرة ظاهرة تؤدي الى الغابة .
هؤلاء الذين طالما زعموا ان درويش غيمة هائلة حجبت عنهم الشمس , وانهم يشعرون شأنهم شأن الخيول المسنة بالبرد , كلما ورد ذكره و بالجفاف الجماهيري بسبب طغيان اسمه و شهرته , بل ان بعضهم لم يتورع حتى عن تغيير جنسيته الفلسطينية الى جنسيات دول عربية اخرى مجاورة للخروج من هذا المأزق التاريخي , لكنهم مع ذلك فشلوا في ترسيخ اقدامهم الشعرية على غرار مواطنهم السابق محمود درويش حتى بعد وفاته ( ياللسخرية ) , مكتفين بالارتماء في وحل الاضواء الاعلامية الكاذبة بطرق ملتوية والقبض بيد من حديد على منبر هذه الصفحة الثقافية او تلك المؤسسة المعنية بالثقافة , ظنا منهم ان الاقمار يمكن اصطيادها واغواءها بخواطر حزينة عن الليل ..!

عموما .. ربما ينبجح المتبجحون الى حين من الدهر , انما ما هو مؤكد ومفروغ منه , ان النسور تبقى نسورا حتى وهي جاثمة على الارض , اما الخفافيش فلن تجد أي سماء متاحة امامها للتحليق سوى النبش في تجاعيد الظلام .



#ليث_فائز_الايوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنورات رسمية جدا ..!
- اتحاد الادباء .. اتحاد مع وقف التنفيذ ..!
- الشاعر العراقي ليث فائز الايوبي انا بطبيعتي كائن يبحث عن صوم ...
- المربد .. صفعة للذوق العام
- ادباء ام زوائد دودية..؟!
- نعم للمجلس الاعلى للثقافة .. ولكن حذاري !
- امير الشعراء .. ام بعير الشعراء ..؟!
- الأنطلوجيات الشعرية .. طوق نجاة ام ضحك على الذقون ؟!
- قصاص الشعب والطاغية اللعوب .. !
- المراكز الثقافية في الخارج


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث فائز الايوبي - درويش .. اخر شاعر فلسطيني