عبدالوهاب خضر
الحوار المتمدن-العدد: 1186 - 2005 / 5 / 3 - 14:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
نيلك يا بلادى يجرى فى دمى , ناسك يا وطنى يعيشون مع كل همسة من تفكيرى , أثارك يا حبيبتى مكتوب عليها تاريخ ميلادى وأرقام هويتى وجواز سفرى وعنوان مسقط رأسى " .
من تلك الفتاه ؟ .. " دى البت صابحة , إستيقظت فى الصباح الباكر لتجهز الفطور لاسرتها المتواضعة التى ترضى بما قسمه الله لها , ثم تذهب بعد ذلك الى مدرستها , وتتفاخر كل صباح وهى تردد مع التلاميذ نشيد : بلادى , بلادى , بلادى , لك حبى وفؤادى , مصر يا أم البلاد , أنت غايتى والمراد .
وهذا فلاح واثق الخطوة يمشى ملكا فى حقله ,ومن الفلاح أبو خير وجناين , للواعظ حافظ القرأن , للجندى الأسد اللى شايل على كتفه درع الاوطان , أساتذه وعلما ومعامل ودكاترة من الشعب العامل .
لماذا وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدى ,؟ " لاننى دولة ذات حضارة وتاريخ نضالى طويل ضد الاحتلال والاستعمار والفساد " وكيف أصبر على هموم وطن مزقته سرطانات التفرقة والاختلاف والاحتلال ؟ " لاننى أم الدنيا " .
كل شيئ فيك يا ام الدنيا يتوحد ويتحرك فالناس تتكلم فى السياسة وترفض الظلم والقهر والفساد بكل جرأءة , واحزابك تنقد بكل قوة , وحركة " كفاية " تقول كفاية دون تردد .
وهؤلاء عمال مصنع غزل قليوب يضربون مثلا لكل عمال العالم فى الوحدة وقوة الارادة حيث يدخل إضرابهم عن العمل شهره الثالث على التوالى دون أن يحصلوا على أجورهم رافضين إهدار المال العام والتفريط فى حقوقهم , وهؤلاء عمال شركة أورا مصر لصناعة الاسبستوس ينافسون غزل قليوب فى النضال غير المسبوق ويجلسون داخل شركتهم رافضين الخروج رغم ظروفهم المعيشية الصعبة ليدافعوا كل حقوق كل عمال مصر الصحية والاجتماعية والاقتصادية ونجحوا فى بداية معركتهم فى أجبار الحكومة على حظر استيراد مادة الاسبستوس المحرمة دوليا التى تصيب العمال بمرض السرطان وهم الان يواصلون نضالهم من أجل حقوقهم , إنتصارات عمالية وجماهيرية فى كل مكان يقودها شعب مصر الحر الوطنى .
مصر الحرة ترفض التد خل الاجنبى هى ضد أمريكا واسرائيل وكل من يدعم الاحتلال والارهاب ,نحن ننتقد الحكومة والرئيس ولكننا نخاف عليهما , نحن ضد سياسات وليس أشخاص لاننا كلنا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين فى سفينة واحدة هى مصر ونريدها أن تذهب الى بر الامان .
طيبون أهل مصر , تجد الابتسامة الطبيعية فى عيون كل منهم , تشعر بأن تمتلك الدنيا كلها وأنت تجلس على كورنيش النيل أو بجوار الاهرامات وأبو الهول , أو فى أى منطقة صغيرة داخل ريف مصر الطاهر , وكل من يذهب الى سيناء يتذكر ملحمة حرب أكتوبر التى إنتصر فيها الشعب وحرر كل شبر من أراضية .
المساجد والكنائس تتعانق كل ثانية لتنجب أجمل حضارة يشهد لها عالم اخر حتى الاعداء منه .
فلاحون وعمال ومسلمون ومسيحيون وطلاب وشباب ونساء رجال واطفال وموظفون وضباط وجنود وصحفيون .. كلنا نحب مصر وضد كل من يسيئ الى كرامة شعبها وحكومتها ورئيسها ومعارضتها وحركاتها وأمنها وإستقرارها .. وكل من لا يؤمن بذلك .. يبقى مبيحبش مصر .
#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟