أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - رؤيتي للأيام القادمة














المزيد.....


رؤيتي للأيام القادمة


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلعب المفاجآت دوراً خطيراً في مثل الظروف التي تمر بها مصر وشعبها الآن، وهذا يجعل قراءة الواقع استشرافاً للمستقبل القريب أو البعيد محفوفة باحتمالية عالية للخطأ، ومع ذلك يبقى لقراءة الواقع قيمته الجديرة بالاعتبار، وما أراه الآن من حشد شعبي غير مسبوق رفضاً لنظام الحكم القائم، مقابل موقف الطرف الآخر، والذي يتضمن شخوص المسيطرين على الأمور، ومعهم سائر مؤسسات الدولة السيادية منها وغير السيادية، هو أن ذلك الحشد الجماهيري الثائر لا تتوفر له العوامل الكفيلة بتحويله إلى "قوة فاعلة"، ليظل أقرب للمادة الخام التي يمكن أن يتم تشكيلها لتصير قوة تتناسب مع الحجم المتوافر من هذا الخام، ولكن هذا لم يحدث بعد، ومن غير المنظور حدوث هذا في القريب العاجل.
الآن ما نشهده من نزول الجيش إلى الشوارع بهدف حماية البلاد يعطي قوة للدولة المصرية ولنظام الحكم، ويجعل من خروج الجماهير يوم 30 يونيو وما بعده مجرد استعراض لحجم المادة الخام للغضب المختزن في الشارع وفي القلوب والعقول، وهذا في حد ذاته جيد، إذ يعطي رسالة واضحة لأولي الأمر وللعالم كله عن موقف الشعب المصري، لكن هذا لا يعني أن ثمة ما قد يتغير بناء على هذا في الواقع السياسي المصري، خاصة وأن الممسكين بزمام الأمور ليسوا من ذلك النوع الذي يكترث برأي الجماهير أو مواقفها، فهم يرون أنفسهم رواداً منوط بهم دفع الجماهير طوعاً أو كرهاً أو تهديداً وإرهاباً للسير في طريق محدد في أذهانهم بوضوح.
سيناريو 25 يناير- 11 فبراير 2011 لن يتكرر، فقد أُخذ النظام ومؤسساته السيادية على حين غرة، وفوجئوا بما لم يتوقعه أحد، وكان لدى المؤسسة العسكرية أيضاً من الأسباب ما يجعلها لا تميل للوقوف بجانب الشرعية الدستورية، فكان سقوط النظام بالتوازي مع نزول الجيش وسيطرته على الشارع والبلاد، ولجوءه لتسليم السلطة للقوة الوحيدة المتواجدة بالشارع، ومن يومها والجيش يسيطر على الوضع الأمني للبلاد، ويقودها في طريق شرعية دستورية وقانونية، وبالتالي فإن هامش أو مجرى التغيير المتاح الآن وفي المستقبل هو عبر هذه الشرعية الدستورية القانونية، مهما كان رأينا في محتواها ومضمونها الحقيقي ومدى تطابقه مع المعايير المعروفة للشرعية.
إذا ما تحول الحشد الرافض إلى قوة حقيقية فسوف يستطيع وقف عملية أخونة مؤسسات الدولة، كما ستتوقف وتتراجع مظاهر الأخونة في الشارع المصري والحياة المصرية بصورة عامة، تلك الأخونة التي بدأت في سبعينات القرن الماضي ووصلت لذروتها الآن، وستكون هذه القوة أيضاً هي الضمانة الحقيقية لنزاهة أي انتخابات قادمة، فالجماهير المنظمة هي الوحيدة القادرة على إجبار عتاة التزوير في أي نظام على التزام جادة الصواب والحياد.
أتصور أن الطريق مسدود تماماً أمام أي رؤية لتغيير راديكالي فجائي أو انفجاري، فالوضع المصري وموازين القوى وقدرة الشعب المصري على تحمل تكلفة مثل تلك الحالة تجعل التفكير في مثل هذا الأمر ضرباً من طلب المستحيل.
يوم 30 يونيو سوف تصل رسالة الجماهير إذن وبقوة إلى جميع الأطراف، وسنتأكد جميعاً من حجم الرفض الجماهيري وجديته للنظام القائم، لكن التغيير لابد وأن ينتظر ربما طويلاً، ريثما تتوافر العوامل التي تحول المادة الخام للغضب والرفض إلى قوة لها قدرة الفعل والتأثير.
ليس تلك الكلمات سنداً لمن ينحو للتقاعس والقعود لعدم الجدوى، فاللاجدوى سوف تتحقق إذا التزم الناس بكظم الحنق في صدورهم كما اعتادوا على مدى عشرات القرون.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلة وأوغاد
- كي لا ألدغ من جحر مرتين
- هو حقاً ربيع عربي
- ألف باء موضوعية
- سقوط أمة بكاملها
- ليل مصر الطويل
- عبقرية حملة
- صرخة في الوادي اليباب
- الأرملة الطروب
- الخلاصة ومن الآخر
- كلهم أسامة بن لادن
- على هامش النهضة الإخوانية
- طريق اللي يروح مايرجعش
- شيطنة وشياطين
- هي الكراهية المقدسة
- الثورة مع الفوضى
- مبارك ومقارنات لابد منها
- نحو مصر أفغانية
- دموع ودماء قبطية
- ثقافة الإنكار


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - رؤيتي للأيام القادمة